الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"تتار القرم".. خطر جديد في الفناء الخلفي لروسيا

  • مشاركة :
post-title
تتار القرم

القاهرة الإخبارية - آلاء عوض

تحولت شبه جزيرة القرم إلى مصدر إزعاج للزعيم الروسي بوتين، بعد تعرض جسر القرم، الذي يؤدي إلى البر الرئيسي لروسيا، إلى انفجارين اليوم الاثنين، في الثالثة صباحًا والثالثة و20 دقيقة، مع ورود أنباء عن حركة مسلحة يقودها "تتار القرم"، بحسب صحيفة "الجارديان".

نشاط ضد روسيا

وتعرف الحركة التي نشطت أخيرًا ضد روسيا باسم "أتيش" أي "النار" بلغة "تتار القرم"، الذين يرفضون الانضمام إلى روسيا، وهم جماعة تمثل نحو 12% من سكان شبه جزيرة القرم، ويبلغ عددهم نحو 243 ألف نسمة من عدد السكان البالغ مليوني نسمة.

ونقلت صحيفة "الجارديان" عن زعيم محلي قوله إن حركة يقودها تتار القرم تنشط بشكل سري خلف الخطوط الروسية، وأن المئات من شباب التتار مستعدون لحمل السلاح لتحرير شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا عام 2014.

وأكد مصطفى دزيميليف، الذي يعرف بـ"الأب الروحي" لحركة حقوق تتار القرم، أن حركة "أتيش" نفذت عمليات في شبه جزيرة القرم ومناطق أوكرانية أخرى تسيطر عليها روسيا.

وقال دزيميليف، البالغ من العمر 79 عامًا، في مقابلة مع الصحيفة البريطانية في كييف: "إن أتيش موجودة على الأرض، ولم يعتقل أي فرد من أعضائها، وأنها تعمل داخل القرم على تفجير أهداف روسية".

كيفية النجاة من الحرب

ويشار إلى أن أكثر من 4 آلاف جندي روسي التحقوا بالفعل بدورة تدريبية سابقة نظمتها الحركة عبر الإنترنت حول كيفية "النجاة من الحرب".

وأنشئت حركة "أتيش" في سبتمبر الماضي، بهدف تنفيذ أعمال تخريبية داخل صفوف الجيش الروسي، وهي تضم أشخاصًا من تتار القرم والأوكرانيين والروس.

ويأتي الهجوم على جسر القرم الذي يعد خط إمداد رئيسي للقوات الروسية في أوكرانيا، قبل ساعات من انقضاء مهلة اتفاقية تصدير "الحبوب الأوكرانية"، التي تمّ التوصل إليها في يوليو 2022، وتوسطت فيه تركيا والأمم المتحدة.

كانت "أتيش" تبنت في الماضي سلسلة من الهجمات على نطاق أصغر، من بينها تفجير نقاط تفتيش روسية، واغتيال ضباط روس، وإشعال النار في ثكنات عسكرية، ونقل معلومات حساسة للاستخبارات الأوكرانية.

ومع ذلك، لا يوجد دليل يربط "أتيش" بالهجوم الأخير الذي استهدف في وقت سابق من اليوم الاثنين، جسر القرم الذي يربط روسيا بشبه الجزيرة وأسفر عن مقتل شخصين.

تتار القرم

ويرفض "تتار القرم" وجودهم في ظل الحكم الروسي، إذ يرون أن العيش في ظل حكم شيوعي، ربما يضيّق عليهم في مجال الحريات وممارسة الشعائر الدينية.

وتنبع خشية سكان القرم مما تعرضوا له من عمليات تهجير قسري في عهد جوزيف ستالين، الزعيم السوفيتي السابق عام 1944، وذلك بعد أن اتهمهم بالتعاون مع الألمان خلال الحرب العالمية الثانية.

ونزح الكثير من سكان القرم ذوي الأغلبية المسلمة إلى عدد من دول آسيا الوسطى، إلى جانب تركيا التي كونوا فيها واحدة من أكبر الجاليات خارج أراضيهم، التي كانت الداعم الأكبر لهم في الأزمة الأخيرة مع روسيا.