تحظى "قمة البريكس" التي ستُعقد في الثاني والعشرين من الشهر المقبل، باهتمام عالمي، في وقت تتحدث فيه تقارير إعلامية عن احتمالية اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذا حضر القمة، إذ إن جنوب إفريقيا إحدى الدول الموقعة على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، والتي أصدرت مذكرة توقيف بحق بوتين في مارس الماضي، ما يضع جنوب إفريقيا بين سندان روسيا ومطرقة الغرب.
ولم يؤكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مسألة حضوره القمة من عدمه، إلا أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، قال إن جنوب إفريقيا يجب عليها القبض على بوتين إذا جاء إلى هناك، بحسب تصريحاته مع "سي إن إن".
وقال مسؤولون من جنوب إفريقيا، إنهم يأملون ألا يحضر الرئيس الروسي الاجتماع الذي تستضيفه الشهر المقبل، خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى وقوع حادث دولي، وأكد نائب رئيس جنوب إفريقيا، بول ماشاتيل، إنهم سيكونون سعداء إذا لم يأت، بحسب " businessinsider".
تصريحات مسؤولو جنوب إفريقيا، تأتي بعد أن أكدت بلادهم في يناير الماضي، أن بوتين مرحب بحضوره قمة البريكس المقبلة، والتي تبدأ في 22 أغسطس المقبل.
والمفارقة أن التجمع الذي يُخشى على بوتين من الاعتقال حال حضوره، هو التجمع الذي طالما وصفته روسيا باعتباره "التحدي للهيمنة الغربية"، والمفتاح لعالم متعدد الأقطاب، في المستقبل.
"مشاتيل" قال إنهم متفهمون تمامًا أنهم ملتزمون بنظام روما الأساسي، مُضيفًا: "لا يمكننا دعوة شخص ما، ثم نعتقله، الأمر يبدو وكأنك تدعو صديقك إلى منزلك ثم تعتقله، لهذا السبب بالنسبة لنا، فإن عدم مجيئه هو الحل الأفضل، الروس ليسوا سعداء رغم ذلك، يريدون أن يأتي".
بوتين يرغب في الحضور
وكالة "أسوشيتد برس"، قالت إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يريد حضور القمة، إذ ترفض موسكو المذكرة، وأوضحت أنه من المُرجح أن تنتهك سُلطات جنوب إفريقيا المعاهدة ولن تقوم باعتقال بوتين حال حضوره، إلا أن أحزاب المعارضة وجماعات حقوقية أكدوا ضرورة اعتقاله، وهددوا بالقيام بذلك بأنفسهم.
ويضع الغرب جنوب إفريقيا تحت ضغط كبير، إذ تواجه احتمالًا لمزيد من التوتر في العلاقات مع الغرب إذا سمحت لبوتين بحضور القمة بحرية دون اعتقاله.
ومنذ صدور مذكرة التوقيف في حق "بوتين"، لم يسافر الرئيس الروسي، إلى أي دولة موقعة على معاهدة الجنائية الدولية، ولم يؤكد الكرملين بعد مسألة حضور الرئيس الروسي للقمة.
وبحسب "مشاتيل" يغرب بوتين في حضور القمة، إلى جانب الزعيم الصيني شي جين بينج، والرؤساء الآخرين، ورفضت روسيا البدائل التي تضمنت نقل القمة إلى الصين أو عقد قمة افتراضية أو تمثيل روسيا بوزير الخارجية، سيرجي لافروف.
أما صحيفة "فاينانشال تايمز"، فقالت إن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، سيحاول إقناع بوتين، بعدم الحضور، أثناء عقد القمة الروسية الإفريقية الثانية في مدينة سان بطرسبرج، حيث تستضيف روسيا القادة الأفارقة، في منتدى رفيع المستوى بشأن العلاقات الاقتصادية لروسيا مع القارة السمراء.
اتصال هاتفي بين بوتين ورئيس جنوب إفريقيا
وقال الكرملين، السبت، إن بوتين، أجرى اتصالًا هاتفيًا مع رئيس جنوب إفريقيا، ناقشا خلاله اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، والذي ينتهي سريانه الاثنين، وقمة البريكس المقبلة.
ورغم ذلك لم يعلن الكرملين ما إذا كان بوتين سيحضر، وقال إن رئيس جنوب إفريقيا أطلع بوتين على استعدادات بلاده لاستضافه القمة، دون ذكر تفاصيل المكالمة الهاتفية، أما مكتب رئيس جنوب إفريقيا، فلم يذكر أي شيء عن قمة مجموعة البريكس في بيانه حول الاتصال الهاتفي، بحسب "رويترز".