في مفاجأة صادمة لخصوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الغرب، كشف "الكرملين" أن بوتين، التقي يفجيني بريجوجن، قائد فاجنر، وعددًا من عناصر المجموعة، 29 يونيو الماضي، لمدة 3 ساعات، الأمر الذي يثير الجدل من جديد حول حقيقة التمرد المُسلح القصير الذي شنه" طباخ الرئيس"، 24 يونيو الماضي.
تمرد فاجنر
وكان بريجوجن شن تمردًا مُسلحًا، في وقت متأخر مساء الجمعة 24 يونيو الماضي، بعد أن اتهم الجيش الروسي بقتل عدد كبير من مقاتليه في غارة جوية، ونفت وزارة الدفاع الروسية ذلك.
وقال بريجوجن، أنذاك، إنه استولى على مقر المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية في روستوف، دون إطلاق رصاصة واحدة.
وأضاف أن رجاله وصلوا لمسافة 200 كيلومتر من العاصمة موسكو، قبل أن يأمر مقاتليه بالتراجع، والعودة لمعسكراتهم الميدانية، بعد اتفاق توسط فيه رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو.
حرب تشكيك غربية
وفى أعقاب التمرد المُسلح القصير الذي شنته فاجنر، ضد القيادة العسكرية الروسية، بدأت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون، ما أشبه بحرب تشكيك نفسية في قبضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على السلطة ببلاده.
ونقلت صحيفة "وول ستريت" الأمريكية، عن مسؤولين غربيين، بعد أيام من التمرد، إن بريجوجن كان يخطط لأسر قادة المؤسسة العسكرية الروسية، مثل وزير الدفاع سيرجي شويجو، ورئيس الأركان فاليري جيراسيموف، خلال تمرده الأخير.
وأشار المسؤولون إلى أن قائد فاجنر خطط لأسر شويجو وجيراسيموف، خلال زيارتهما إلى المنطقة الجنوبية على الحدود مع أوكرانيا، لكن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي اكتشف المخطط قبل يومين من تنفيذه.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مُطلع، إن وكالات استخبارات غربية اكتشفت خطط بريجوجن مبكرًا، بعد تحليل اتصالات وصور عبر الأقمار الاصطناعية.
ويرى المسؤولون الغربيون أن الخطة كانت من الممكن أن تنجح لولا تسريب تفاصيلها، ما جعل حليف بوتين السابق يرتجل خطة بديلة.
ونقلت "وول ستريت جورنال" أيضًا أن مخطط بريجوجن كان يعتمد على انضمام جانب كبير من القوات المسلحة الروسية إلى التمرد، والانقلاب ضد قاداته، وأن الاستعداد لتنفيذ المخطط شمل تخزين كميات كبيرة من الذخائر والوقود والأسلحة الثقيلة، مثل الدبابات والمدرعات وأنظمة الدفاع الجوي، قبل أيام من الهجوم.
وبحسب المعلومات الاستخباراتية الغربية، فإن بريجوجن بعد علمه بتسريب تفاصيل مخططه، أُجبر على التصرف أسرع من المتوقع، وتحرك مساء الجمعة 24 يونيو، واستولى على مدينة روستوف التي لها دور محوري في العمليات العسكرية الجارية بأوكرانيا.
ونص الاتفاق الذى توسط فيه رئيس بيلاروسيا، على انتقال قائد فاجنر والمجموعة التي شاركت في التمرد، إلى مينسك. لكن خرج ألكسندر لوكاشينكو، الأسبوع الماضي، مُصرحًا بأن بريجوجن ومقاتليه غير متواجدين في بلاده، وأنهم لا يزالون في سان بطرسبرج.
اجتماع لـ 3 ساعات
واليوم، فجر دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، المفاجأة الصادمة للغرب، كاشفًا عن اجتماع عُقد في مقر الرئاسة الروسية بموسكو، 29 يونيو الماضي، واستمر قرابة الثلاث ساعات.
وقال "بيسكوف" إن بوتين دعا إلى الاجتماع 35 شخصًا، بمن فيهم بريجوجن، وتم بحث أحداث 24 يونيو، مشيرًا إلى أن قيادات "فاجنر" شرحوا لبوتين روايتهم حول أحداث التمرد وأكدوا تأييدهم للقيادة الروسية.
وأوضح أن "بوتين استمع إلى التوضيحات المقدمة من قادة فاجنر (بخصوص أحداث 24 يونيو)، وعرض عليهم المزيد من خيارات التوظيف وخيارات العمل في المجال العسكري".
وتابع المتحدث باسم الكرملين: "أكدوا (قادة فاجنر) أنهم من أشد المؤيدين لرئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة. كما قالوا إنهم على استعداد كامل لمواصلة القتال من أجل الوطن الأم".
وهكذا يثير إعلان الكرملين الجدل من جديد حول حقيقة تمرد "قائد فاجنر"، هل كان "فخ" دبره الرئيس الروسي مع "طباخه المخلص" لإرباك الغرب أم كان هناك خلاف بالفعل، وسارع بوتين إلى تسويته مع بريجوجن، ومن ثم إحكام قبضته على السلطة، وبالتالي وأد الفتنة التي سعى الغرب لإشعالها في روسيا بعد التمرد المسلح القصير؟