ارتفعت درجة حرارة التوتر القائم أصلًا في البرلمان الإسرائيلي، مع اتجاه "الكنيست"، للمصادقة مساء اليوم الاثنين، على القراءتين الأولى والثانية لمشروع يهدف إلى تقييد صلاحيات المحكمة العليا في إطار خطة "الإصلاح القضائي" التي يتبناها الائتلاف اليميني الحاكم وترفضها المعارضة.
احتجاجات مناهضة ومسيرات داعمة
وتتأهب الشرطة الإسرائيلية لاحتجاجات يمينية ويسارية ضخمة في طريقها إلى تل أبيب، بالتزامن مع افتتاح الهيئة العامة مداولاتها، استعدادًا لإجراء التصويت على مشروع القانون عند الساعة العاشرة مساء، وسط مساعي المعارضة لتأخير التصويت، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
وحاول عشرات المستوطنين اقتحام الكنيست أثناء اجتماع الحكومة لكن تم إجلاؤهم قسرًا، وسط أجواء من التوتر بالداخل.
وبينما يستعد عشرات الآلاف من الإسرائيليين للانضمام إلى الاحتجاجات المناهضة لـ"التعديلات القضائية" التي ينوي بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، القيام بها، ينظم أنصار اليمين في المقابل مسيرات داعمة لمخططات الائتلاف اليمين الحاكم، بحسب صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
من المقرر أن تتمركز الاحتجاجات في شارع كابلان، وسط تل أبيب، وهو المكان الذي أصبح في الأشهر الأخيرة مركزًا للاحتجاجات المناهضة الحكومة الإسرائيلية، بهدف التصدي للتهديدات اليسارية بالفوضى وشل حركة البلاد.
ويعتبر الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل أن "التعديلات القضائية" محاولة لاستعادة التوازن بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، فيما ترى المعارضة أن هذا المخطط حيلة "لتسييس القضاء" وتقويض سُلطة المحكمة العليا.
وفي محاولة لسحب الثقة من الائتلاف اليميني المتطرف بزعامة بنيامين نتنياهو والإطاحة بالحكومة، يقود يائير لابيد، رئيس الوزراء المنتهية ولايته، وبيني جانتس، وزير جيش الاحتلال المنتهية ولايته، احتجاجات حاشدة للأسبوع السابع والعشرين على التوالي.
خطوات تصعيدية
ومن المتوقع أن تشهد تل أبيب احتجاجات واسعة "لم تشهد إسرائيل مثلها"، غدًا الثلاثاء، وفق ما أعلنه قادة الاحتجاجات ضد "التعديلات القضائية"، إذ هددوا بشل حركة المرور في أنحاء البلاد، ويشمل ذلك مطار بن جوريون الدولي في مدينة اللد المحتلة داخل الخط الأخضر.
من ناحية أخرى، أبلغت سُلطة المطارات الاستعداد للأحداث المتوقعة غدًا في المطار، وذلك بهدف السماح للمطار بمواصلة العمل وفقًا لجدول الرحلات المخطط له.
في الوقت نفسه، أعلنت نقابة المحامين عن انضمامها إلى الاحتجاج ودعت إلى التجمع غدًا، في ساحة تل أبيب، من أجل إضراب شامل، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
وانضم عمال "الهايتك" إلى منظمي الاحتجاج، معتبرين أن الحكومة الإسرائيلية تدمر الديمقراطية وتتجه نحو" الانتحار الاقتصادي"، إذ ألقت الإصلاحات القضائية بظلالها السلبية على الاقتصاد الإسرائيلي وأدت إلى هروب المستثمرين ورؤوس الأموال خارج البلاد.
تجريم التظاهر
ويعتزم الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل دفع مشاريع قوانين أخرى ضمن خطة "إضعاف القضاء"، خلال دورة الكنيست المقبلة، والمقرر بدأها في أكتوبر المقبل، وبينها قانون يجرّم تظاهر المتظاهرين بالقرب من منازل أعضاء الائتلاف.
وناقشت الحكومة الإسرائيلية، أمس، موضوع إنفاذ القانون ضد المتظاهرين بحضور جالي بهاراف ميارا، المستشارة القضائية واعتبر "نتنياهو" أن سلطات إنفاذ القانون متساهلة حيال المظاهرات المناهضة للحكومة ومخططاتها، ومتشددة حيال مظاهرات مؤيدي إضعاف القضاء واليمين عمومًا.
ودعا وزراء نتنياهو خلال الاجتماع إلى إقالة بهاراف ميارا من منصبها، كما هاجمها وزير القضاء ياريف ليفين، بشدة، وذلك بعد زحف الاحتجاجات إلى منزل رئيس الحكومة الإسرائيلية وأقطاب اليمين المتطرف وإغلاق الطرق المؤدية إلى الكنيست.
وللأسبوع الـ27 على التوالي، تظاهر أكثر من 180 ألف مستوطن في شارع "كابلان" بتل أبيب مساء السبت، وفقًا لـ"معاريف" في مسعى للضغط على الحكومة الإسرائيلية وإجبارها على تجميد "التعديلات القضائية".
