تعالت الدعوات الفلسطينية للنفير العام في وجه الاحتلال الإسرائيلي، والخروج في مسيرات غضب، على خلفية القصف الإسرائيلي لمخيم جنين للاجئين، اليوم الاثنين، ضمن عملية عسكرية وصفت بأنها الكُبرى منذ "الانتفاضة الثانية"، بحسب وسائل إعلام فلسطينية.
مساندة جنين
وفي هذه الأثناء، أطلقت مجموعة "عرين الأسود" الفلسطينية، دعوات لجموع الشعب داخل الأراضي المحتلة وخارجها، للخروج في الشوارع والميادين نصرة لمخيم جنين، في السابعة من مساء اليوم الاثنين، كما دعت عناصر المقاومة لمساندة مقاتلي جنين وتشتيت الاحتلال.
وخاطبت المجموعة، الجماهير في القدس المحتلة، والضفة الغربية المحتلة، والداخل المحتل "عرب 48"، وفي الشتات وفي قطاع غزة، بالتصدي للمستوطنين وقطع الطرق عليهم أثناء خروجهم لمساندة الاحتلال، كما دعت كل من يحمل سلاحًا في الربوع الفلسطينية بمباغتة الاحتلال.
عرين الأسود
و"عرين الأسود" هي جماعة فلسطينية مسلحة ناشئة، ظهرت العام الماضي، في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، ولاقت ترحيبًا واسعًا من الشارع الفلسطيني، حيث نجحت في تجنيد مئات الشبان الفلسطينيين.
وخلال مدة زمنية قصيرة، استطاعت "عرين الأسود" أن تحجز لنفسها مكانًا في صدارة وسائل الإعلام وأجندة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلي، بعد أن وجهت سلسلة ضربات جريئة ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد شن فجر اليوم حملة عسكرية كبيرة على مخيم جنين للاجئين، استخدم فيها الطيران والمسيرات تلاها اقتحام بقوات ضخمة، أسفرت عن استشهاد 9 وإصابة أكثر من 50 آخرين، بحسب وكالة "وفا" الفلسطينية.
وظهر اليوم الاثنين، تظاهر مئات الفلسطينيين تضامنًا مع مدينة جنين ومقاومتها، ورفع المشاركون أعلام فلسطين وشعارات تدعو لتوسيع دائرة الاشتباك وسط تأكيد على وحدة الساحات في المدن الفلسطينية المحتلة.
وأجرى يوآف جالانت، وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، جلسة لتقييم الأوضاع الميدانية في سياق العملية العسكرية الواسعة التي شنتها القوات الإسرائيلية على مخيم جنين، منذ فجر اليوم، بحضور كبار رؤساء أجهزة الأمن الإسرائيلية.
وقال "جالانت": "الجهود الموجهة ضد مراكز الإرهاب في جنين جرت كما هو مخطط لها"، مُوضحًا أن جيش الاحتلال وجه خلال الساعات القليلة الماضية ضربة قوية للمقاومة في جنين.
وختم بالتأكيد أن الاحتلال يحافظ على "مستوى عالٍ من اليقظة والتأهب على جميع الجبهات ومستعدون لأي سيناريو".