بحثًا عن أي علامة على أن الحركة الاجتماعية ضد إصلاح نظام التقاعد بدأت تفقد زخمها، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أخيرًا إنه لا يشعر "بوجود ملايين المواطنين في الشوارع اليوم"، في حين أحصى الاتحاد العام للعمل مشاركة 2.3 مليون فرنسي في المسيرات التي خرجت أمس (الأول من مايو) تزامنًا مع عيد العمالِ، بينما أحصت وزارة الداخلية 782 ألف متظاهر فقط في اليوم الثالث عشر من الاحتجاجات التي عمت الشارع الفرنسي على مدى عدة أشهر، احتجاجًا على إصلاح نظام التقاعد الحكومي، الذي يرفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عامًا.
ومن جانبها كانت وزارة الداخلية نشرت 12 ألف شرطي وفرد أمن في أنحاء فرنسا من بينهم 5000 في العاصمة باريس فقط.
أدت هذه المظاهرات الحاشدة أيضًا إلى ظهور سُحب الغاز المسيّل للدموع وإلقاء المقذوفات بين مجموعات البلاك بلوك وأفراد الشرطة في عدد من المدن من بينها باريس وليون ونانت وستراسبورج.
وبحسب ما أفادت صحيفة "لوموند" الفرنسية، فقد وصفت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن "مشاهد العنف على هامش المسيرات" بأنها "غير مقبولة"، بينما قال وزير الداخلية جيرالد دارمانين إن "البلطجية العنيفين للغاية كانوا قد أتوا بهدف واحد.. قتل رجال الشرطة ومهاجمة ممتلكات الآخرين".
وأعلن صباح الثلاثاء عن إصابة 406 من رجال الشرطة والدرك، واعتقال 540 شخصًا في جميع أنحاء البلاد، في حين أحصت السلطات في 23 مارس الماضي (اليوم التاسع من الاحتجاجات) أكثر من 500 مصاب من رجال الشرطة والدرك.
وبناءً على طلب دارمانين، سمح المحافظون المحليون (الرؤساء المحليون لإنفاذ القانون) باستخدام طائرات الشرطة بدون طيار في ست مدن بفرنسا.
🚨🇫🇷EN DIRECT - Un drone est utilisé par la police sur la Place de la Nation à #Paris. (📹@Ilan_Gabet) pic.twitter.com/gsL6AgbPO7
— AlertesInfos (@AlertesInfos) May 1, 2023
وقال لوران نونيز، مدير شرطة باريس، إن هذه الطائرات بدون طيار "تسمح بحرية التظاهر"، وفقًا لصحيفة "لو فيجارو".
بينما قال لوران بيرجر، رئيس الاتحاد الديمقراطي الفرنسي للعمل، إنه لا يعارض استخدام الطائرات بدون طيار، "إذا كان ذلك يساعد على تأمين الاحتجاج"، فيما انتقدت نظيرته في الاتحاد العام للعمل، صوفي بينيه، الأمر واصفة اياه بـ"المنحدر الخطير".
وفي ليون تم استخدام طائرة بدون طيار للمساعدة في القبض على 33 شخصًا أضروا بالمحل التجارية، وفقًا للشرطة.
أما في باريس فقام السناتور جيروم دورين بمهمة مراقبة بالزي العسكري إلى جانب لواء BRAV-M للدراجات النارية.
وقال: "رأيت شرطيًا أصيب بزجاجة مولوتوف ومطرقة وحجارة.. لكنني رأيت أيضًا رجلاً ملطخًا بالدماء، أناسًا على الأرض، هناك إصابات في كل اتجاه".
واعترف السناتور، الذي ينتقد أدوات التعرف على الوجه، بأنه كان يعيد النظر، "لأنها ليست كلها سوداء أو بيضاء بالكامل".