الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من "بنات الباشا" إلى "فخر الدلتا".. الأردنية تارا عبود: أسعى لأعمال تلامس الجمهور

  • مشاركة :
post-title
الفنانة الأردنية تارا عبود

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

تواصل الفنانة الأردنية تارا عبود تثبيت أقدامها في عالم الفن بخطى واثقة، مدفوعة بشغف حقيقي لتجسيد الشخصيات الإنسانية القادرة على ملامسة وجدان الجمهور، إذ استطاعت خلال سنوات قليلة أن تترك بصمة واضحة في السينما والتلفزيون من خلال تقديم أدوار تحمل عمقًا وجدانيًا ورسائل مؤثرة، مركّزة على قصص النساء وتجاربهن بكل صدق وإتقان.

وتخوض "عبود" في الفترة الحالية أولى تجاربها في السينما المصرية من خلال فيلم "بنات الباشا" الذي شارك ضمن فعاليات النسخة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، كما تستعد لظهور مختلف في مسلسل "فخر الدلتا" الذي يعد أولى خطواتها في الدراما المصرية.

كشفت تارا عبود في حوارها لموقع "القاهرة الإخبارية" عن كواليس مشاركتها في فيلم "بنات الباشا"، والتحديات التي واجهتها خلال تجسيد شخصية "ياسمين"، إضافة إلى ردود فعل الجمهور بعد العرض الأول في مهرجان القاهرة، كما تطرقت إلى تفاصيل شخصيتها في مسلسل "فخر الدلتا" ومشروعاتها المقبلة.

أبطال فيلم "بنات الباشا"
فرصة لا تُرفض

تؤكد تارا عبود أن حماسها للمشاركة في الفيلم بدأ منذ اللحظة الأولى التي علمت فيها أن المخرج محمد العدل هو صاحب المشروع، وقالت: "العمل مع اسم يمتلك خبرة كبيرة وحضورًا قويًا في الصناعة كان فرصة لا يمكن رفضها، خاصة مع وجود نخبة من النجوم الذين تحلم أي ممثلة شابة بالوقوف أمامهم، مثل صابرين، زينة، ناهد السباعي، مريم الخشت، أحمد مجدي، وسوسن بدر".

وأضافت: "السيناريو كُتب بإتقان شديد، وأحببت شخصية "ياسمين" منذ القراءة الأولى، وحرصت على قراءة الرواية الأصلية للكاتبة نورا ناجي، لا سيما أن القصة تحمل قوة خاصة في دعم النساء وتسليط الضوء على تجاربهن، وهو ما دفعها لخوض التجربة بروح تملؤها الحماسة".

الدراسة تمنع الحضور

عبّرت "تارا" عن أسفها الشديد لعدم تمكنها من حضور العرض العالمي الأول للفيلم ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، وذلك بسبب التزاماتها الدراسية في الأردن، حيث تواصل دراسة الطب، ما جعل مغادرتها البلاد في ذلك الوقت أمرًا شبه مستحيل.

وقالت إنها كانت تتمنى الوجود بين صُنّاع الفيلم والجمهور لمشاركة تلك اللحظة المهمة.


ورغم غيابها، أشارت إلى أنها تلقت رسائل عديدة أثنت على الفيلم وعلى أدائها، مضيفة: "شعرت بفخر كبير من ردود الفعل، وسعدت جدًا عندما خصتنا الفنانة إلهام شاهين بمنشور أبدت فيه إعجابها بالعمل وبالممثلين، وذكرت أسماءنا جميعًا، وهو ما منحني دفعة معنوية كبيرة وامتنانًا عميقًا".

شخصية من جروح الحرب

وتطرقت "تارا" للحديث عن شخصية "ياسمين" التي تجسّدها في الفيلم، ووصفتها بأنها فتاة قوية رغم الصدمات العنيفة التي مرت بها، فهي تعيش مع والدتها في مصر بعد أن فقدت والدها وشقيقتها في ظروف قاسية واضطرت لمغادرة وطنها ورغم اختلاف شخصيتها الحقيقية عن شخصية ياسمين، وأنها على حد قولها تعاطفت معها بعمق، إذ حرصت على الغوص في خلفيتها النفسية لتقديمها بأصدق صورة ممكنة.

وأوضحت أن إتقان اللهجة السورية كان واحدًا من أصعب التحديات التي واجهتها أثناء التحضير للشخصية، مشيرة إلى أن مدربة اللهجات رزان قمر كان لها دور أساسي في مساعدتها.

الفنانة الأردنية تارا عبود
مشاهد شاقة

كشفت "عبود" عن وجود مشهدين تركا أثرًا نفسيًا كبيرًا عليها خلال التصوير؛ مشهد الرصيف مع الفنانة مريم الخشت (نادية)، والذي وصفته بأنه مشهد بالغ الحساسية تطلب منها استحضار ذكريات الألم والحرب في خلفية الشخصية، ومشهد محاولة الانتحار، الذي اعتبرته من الأكثر إرهاقًا نفسيًا وجسديًا، خاصة لاضطرارها للوقوف أمام سيارة تتحرك بالفعل، رغم وجود جميع إجراءات الأمان.

وأكدت أن الرسالة التي أرادت إيصالها للجمهور تتمثل في الإيمان بقدرة الإنسان على مواجهة من يسلبه حقه، وأن المرأة قادرة على اختيار الطريق الذي يليق بها، وأن قول الحقيقة لا يجب أن يكون محل مساومة مهما كان الثمن.

مكسب مهم

من ناحية أخرى عبّرت تارا عن فخرها الكبير بعرض الفيلم ضمن مهرجان القاهرة السينمائي، معتبرة أن وجود العمل في هذا الحدث السينمائي العريق يُعد مكسبًا مهمًا حتى في حال عدم حصوله على جوائز.

فخر الدلتا

وعن مشروعاتها الفنية المقبلة، قالت "تارا" إنها تستعد لبدء تصوير مسلسل "فخر الدلتا"، معتبرة التجربة محطة مهمة في مسيرتها، مضيفة:
"أنا متحمسة جدًا لهذا العمل، فهو أول دور أقدمه باللهجة المصرية، وأول تجربة لي في الكوميديا. فريق العمل يضم مواهب مميزة وأفكارًا جميلة، وهذا يزيد من حماسي لخوض هذه التجربة بروح جديدة".

وتختتم الأردنية "تارا" حديثها مؤكدة أنها لا تهتم بجنسية العمل بقدر اهتمامها بقيمته الفنية، معتبرة أن ما تبحث عنه دائمًا هو القصة المؤثرة، الشخصية التي تستحق التجسيد، السيناريو المتقن، والرؤية الإخراجية الواضحة. وتطمح إلى تقديم أعمال تلامس الجمهور وتحقق طموحاتها الكبيرة في المجال الفني.