الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مخرج "جولة 13": استقبال الجمهور المصري لفيلمي فاق التوقعات

  • مشاركة :
post-title
الفيلم التونسي جولة 13

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

أزمة التمويل أبرز المعوّقات واستقبال الجمهور المصري فاقَ التوقعات

خرج فيلم "جولة 13" من بين ثنايا حلمٍ شخصيٍّ للفنان والمخرج التونسي محمد علي النهدي، والذي كان يطمح كممثلٍ لتجسيدِ دورِ ملاكمٍ، ولكن الظروف حالت دون ذلك، ليحوِّل الدفّة إلى تقديم حلمه على هيئة فيلمٍ سينمائي يقوم هو بإخراجه وليس بطولته.

بين ذكريات تجربته الأولى في مهرجان القاهرة السينمائي وشغفه الدائم بسرد الحكايات، يعود المخرج التونسي محمد علي النهدي إلى المهرجان في دورته السادسة والأربعين بفيلمه الروائي الطويل "جولة 13"، حاملًا معه قصة صراعٍ إنسانيٍّ تنبض بالشغف والألم، بعد أن حوَّل ذلك الحلم إلى عملٍ سينمائي عميق عن البقاء ومقاومة الحياة، ليقدّم فيلمًا يلامس وجدان الجمهور ويضعه من جديد في قلب المنافسة العربية.

أعرب المخرج التونسي محمد علي النهدي، مخرج فيلم "جولة 13" المشارك في المسابقة الرسمية للدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن سعادته الكبيرة بالمشاركة للمرة الثانية في المهرجان.

وقال النهدي في تصريحاته لموقع “القاهرة الإخبارية” إن زيارته الأولى للقاهرة كانت من خلال فيلمه القصير "فطومة" الذي مثّل تجربته الرابعة في الأفلام القصيرة، أما اليوم فيعود إلى المهرجان بفيلمٍ طويل يُعد ثاني تجاربه الروائية، وهو ما جعله يشعر بامتنانٍ كبير لاختيار الفيلم ضمن مسابقة “آفاق السينما العربية”. وأكد أن تجربته الأولى في القاهرة تركت له ذكرياتٍ جميلة، ولذلك كان وقع اختيار الفيلم على المهرجان مصدرَ فرحٍ وفخرٍ له.

المخرج محمد علي النهدي

وعن قصة الفيلم وفكرته الأساسية، أوضح النهدي أنه منذ البداية كان يرغب في سرد حكاية تحمل بعدًا إنسانيًا واضحًا، مؤكدًا أن الفيلم قبل كل شيء "حدوتة" يسعى من خلالها إلى تقديم تجربة سردية مختلفة.

وأشار إلى أنه، بوصفه ممثلاً قبل أن يكون مخرجًا، كان يحلم بتجسيد شخصية ملاكم في ذروة عطائه فوق الحلبة، لكن عامل الزمن حال دون تحقيق هذا الحلم، فحوّل الفكرة إلى عملٍ سينمائي يُجسّد روح الصراع والمقاومة عبر قصة أسرة تواجه معاناة مرض يهدد طفلها، ليصبح الفيلم تجسيدًا لمفهوم "الصراع من أجل البقاء" سواء داخل الحلبة أو في مواجهة الحياة.

وبيّن المخرج أن حلمه في تمثيل شخصية الملاكم تحقق بصورة رمزية داخل الفيلم، إذ يوظف عنصر الملاكمة كمجاز للصراع الإنساني.

وعن الصعوبات التي واجهها أثناء تنفيذ العمل، لفت النهدي إلى أن أبرز التحديات التي يعانيها المخرج التونسي والعربي عمومًا هي أزمة التمويل.

وأوضح أن تونس تمتلك كفاءات فنية وتقنية رفيعة المستوى، سواء من الممثلين أو مديري التصوير والإضاءة وتقنيي الصوت والموسيقيين، لكن العائق الأكبر يبقى في توفير الميزانيات اللازمة لإنتاج أفلام على مستوى عالٍ.

وأضاف أنه يتمنى أن يتمكن كل مخرج تونسي من تقديم فيلم جديد على الأقل كل عامين، بدلًا من الانتظار أربع أو خمس سنوات بين مشروع وآخر.

وعن كيفية تجاوز أزمة التمويل في هذا العمل، قال النهدي إن الفيلم حصل على دعم من وزارة الثقافة التونسية، إضافة إلى دعم من صندوق الدوحة السينمائي ومؤسسة البحر الأحمر السينمائية، فضلًا عن إسهام قناةART التي وصف دعمها بالأساسي في استكمال الفيلم، وكشف أن تكلفة الفيلم بلغت نحو 450 ألف دولار.

وحول ردود فعل الجمهور المصري، عبّر النهدي عن سعادته الكبيرة بالإقبال اللافت، مؤكدًا أن التفاعل فاق توقعاته.

وقال إنه كان يتوقع أن يتأثر الجمهور المصري بالفيلم، لكن حجم الإشادة فاجأه، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من الحاضرين حرصوا على تهنئته شخصيًا بعد العرض، وهو ما يراه دليلًا على تفاعل الجمهور مع القصة الإنسانية التي يقدمها العمل.

وأشار إلى أن المحطة التالية للفيلم ستكون مهرجان "الفجر" السينمائي في إيران، والذي وصفه بأنه أحد أهم المهرجانات في المنطقة، حيث سيشارك ضمن المسابقة الرسمية.

وتحدّث النهدي أيضًا عن الفرق بين تجربة الفيلم القصير والطويل، مبينًا أن الفيلم القصير يمثل مدرسة مهمة رغم قصر مدته، بينما يشكل الفيلم الطويل مسؤولية أكبر على صعيد التمويل، والإيقاع، والإخراج، واختيار الفريق الفني والتقني.

وكشف أن تصوير الفيلم استغرق بضعة أسابيع فقط، تلتها ستة أشهر من العمل في المونتاج والمعالجة الصوتية، معتبرًا أن المدة تُعد قصيرة مقارنة بمشروعات سينمائية أخرى تأخذ وقتًا أطول.

وعن الهوية التونسية للفيلم، أكد النهدي أن العمل يحمل ملامح تونسية واضحة من خلال مواقع التصوير والعلاقات الإنسانية والثقافة الاجتماعية التي تميز المجتمع التونسي، ما يجعله سفيرًا بصريًا لبلده.

وفي ختام حديثه، أشار النهدي إلى أن الكثير من الفنانين التونسيين يحققون نجاحًا كبيرًا في مصر مع احتضانها لهم، ولامتلاكهم كفاءات عالية وقدرتهم السريعة على التأقلم، إضافة إلى سهولة تعلم اللغات واللهجات المتعددة، وهو ما يساعدهم على الاندماج بسلاسة في الوسط الفني المصري.