الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"الجنائية الدولية": فتح تحقيقات بشأن جرائم الدعم السريع في الفاشر

  • مشاركة :
post-title
نازحون يجلسون تحت خيام مبنية من جذوع الأشجار والقماش في طويلة شمال دارفور

القاهرة الإخبارية - متابعات

أعلنت المحكمة الجنائية الدولية، اليوم الاثنين، فتح تحقيقات بشأن الجرائم المرتكبة في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غرب السودان، على يد قوات الدعم السريع، مؤكدة أن أعمال العنف هناك قد ترقى إلى جرائم حرب بموجب القانون الدولي.

وقالت المحكمة، في بيان رسمي، إنها بدأت بجمع الأدلة المتعلقة بالانتهاكات التي شهدتها المدينة، لاستخدامها في ملاحقات قضائية مستقبلية، مشددة على اتخاذها خطوات فورية لحفظ الأدلة ومنع ضياعها.

ودعت الجنائية الدولية، المنظمات الدولية والمحلية وكل من يمتلك معلومات أو أدلة مرتبطة بالأحداث الجارية في الفاشر، إلى التعاون معها وتقديم ما بحوزتهم لدعم مسار العدالة.

وأكدت التزامها الكامل بمساءلة مرتكبي الجرائم الخطيرة في السودان، خصوصًا في ظل تصاعد وتيرة العنف والانتهاكات بحق المدنيين في إقليم دارفور.

الوضع مروّع

من جانبها؛ قالت ميريانا سبولياريتش رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن التاريخ يُعيد نفسه في منطقة دارفور بالسودان، بعد تقارير عن عمليات قتل جماعي، خلال سقوط مدينة الفاشر في أيدي قوات الدعم السريع، الأسبوع الماضي.

وأوضحت أن عشرات الآلاف فروا من مدينة الفاشر بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها، فيما يرجح أن عشرات الآلاف الآخرين ما زالوا عالقين داخل المدينة دون طعام أو ماء أو رعاية طبية.

وأضافت: "التاريخ يعيد نفسه، ويزداد الأمر سوءًا كلما سيطر الطرف الآخر على منطقة ما" واصفة الوضع في السودان بـ"المروع".

وعبّرت سبولياريتش أيضًا عن قلقها البالغ إزاء تقارير تفيد بوقوع ما يشتبه في أنها مذبحة عند المستشفى السعودي، آخر منشأة طبية عاملة معروفة في الفاشر، إلا أنها ذكرت أن اللجنة لم تتمكن بعد من التحقق مما جرى هناك.

وكشفت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بلدة طويلة المجاورة تلقوا بلاغات تفيد بأن الفارين "كانوا يتساقطون أحيانًا، بل ويموتون من الإرهاق أو متأثرين بجروحهم"، واصفة الوضع بأنه "يتجاوز تمامًا ما نعتبره مقبولًا".

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 700 ألف مدني نزحوا من مدينة الفاشر، منذ اندلاع الحرب في السودان، أبريل 2023، بينما يعيش من تبقى داخل المدينة في أوضاع إنسانية حرجة، مع تناقص الإمدادات الغذائية والدوائية، وارتفاع خطر انتشار الأوبئة التي تهدد حياة الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن.

وتعد مدينة الفاشر آخر المراكز الإدارية الكبرى في إقليم دارفور، التي كانت تحت سيطرة الجيش السوداني، وتكتسب أهمية إستراتيجية لكونها مقر حكومة شمال دارفور وقيادة الفرقة السادسة مشاة، فضلًا عن موقعها الحيوي الذي يربط بين ولايات دارفور الخمس.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل 2023، حربًا خلفت عشرات الآلاف من القتلى وملايين النازحين داخل السودان وخارجه.