الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الأمم المتحدة توثق "عنفا غير مسبوق" في الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع

  • مشاركة :
post-title
أسرة سودانية في مخيم للنازحين بعد فراراها من الفاشر إلى طويلة بشمال دارفور

القاهرة الإخبارية - طه العومي

حذَّرت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، من تدهور الأوضاع الإنسانية "المروعة" في مدينة الفاشر السودانية، بالتزامن مع تأكيدات صادرة عن ممثل منظمة يونيسف في السودان بأن مستوى العنف "غير مسبوق".

وسقطت عاصمة ولاية شمال دارفور، التي كانت آخر معقل كبير للجيش السوداني في إقليم دارفور بغرب السودان، في يد قوات الدعم السريع الأحد الماضي، لينتهي حصار استمر 18 شهرًا.

جرائم الدعم السريع في الفاشر

وصرح ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في السودان، شيلدون بيت، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة الإخبارية"، بأن مستوى العنف في مدينة الفاشر السودانية من قبل قوات الدعم السريع "غير مسبوق"، محذرًا من تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في المدينة.

 أكد ممثل يونيسف أن المنظمات الأممية والإنسانية تتعرض لإطلاق نار مستمر من قبل قوات الدعم السريع، وأن المساعدات الدولية لم تصل بعد إلى المنطقة.

وطالب المسؤول الأممي بضرورة وقف الصراع في السودان وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، في ظل الظروف الإنسانية المأساوية التي تتعرض لها المدينة من نقص الغذاء ومياه الشرب والاحتياجات الطبية العاجلة.

أشار ممثل يونيسف إلى أنه "يتم اختطاف النساء في مدينة الفاشر ولا يفرج عنهن إلا بدفع فدية". 

أوضاع "مروعة"

من جهته، حذَّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، من تردي الأوضاع الإنسانية للمدنيين المحاصرين منذ نحو 500 يوم في مدينة الفاشر.

أوضح مكتب "أوتشا" أن المدنيين المحاصرين يواجهون أوضاعًا إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بـ"المروعة"، مشيرًا إلى أن السكان تُرِكوا بلا غذاء وماء ومستلزمات أساسية للبقاء على قيد الحياة.

أعلن المكتب الأممي أنه تلقى تقارير عن انتهاكات جسيمة وارتكاب العديد من الجرائم خلال سيطرة قوات الدعم السريع على مدينتي الفاشر وبارا.

تلقى المكتب الأممي روايات مروّعة عن إعدامات ميدانية وعمليات قتل جماعي واغتصاب وهجمات ضد العاملين في المجال الإنساني وتهجير قسري.

أضاف المكتب أن الاتصالات قُطِعت عن كامل مدينة الفاشر، وأن الوضع على الأرض هناك فوضوي للغاية.

دعا مكتب الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى السماح الفوري والآمن بدخول المساعدات الإنسانية، كما طالب بإجراء تحقيقات مستقلة وسريعة وشفافة وشاملة في جميع هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.

نزوح جماعي

 وفق تقديرات الأمم المتحدة، فإن نحو 36 ألف مدني فروا منذ الأحد الماضي من الفاشر بسبب المعارك التي اشتعلت بين الدعم السريع والجيش السوداني، وتوجه كثير منهم إلى مدينة طويلة التي كانت تؤوي في الأساس نحو 650 ألف نازح.

 قبل 3 أيام، قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، إن تقدير القيادة في الفاشر كان مغادرة المدينة بسبب ما تعرضت له من تدمير ممنهج، وذلك بعد يوم من إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على الفاشر.

وفي السياق، قالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الجمعة، إن المئات من المدنيين العزل في السودان ربما يكونون قد قتلوا خلال سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر منذ فترة طويلة.

وأضاف المتحدث باسم مكتب المفوضية سيف ماجانجو، في إفادة صحفية بجنيف، الجمعة: "نقدر أن عدد الضحايا كان بالمئات من المدنيين والمحتجزين أثناء هجوم الدعم السريع على المدينة وطرق الخروج منها، وكذلك في الأيام التي تلت السيطرة عليها".

وتحدث عن شهادات عن عمليات إعدام دون محاكمة وقتل جماعي.