الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مساحته أكبر من الفاتيكان.. ‎المتحف المصري الكبير يفتح أبوابه غدا أمام العالم

  • مشاركة :
post-title
واجهة المتحف المصري الكبير

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يستعد المتحف المصري الكبير لفتح أبوابه أمام العالم غدًا السبت بعد أكثر من ثلاثة عقود من العمل المتواصل، ليصبح أضخم متحف على وجه الأرض مخصص لحضارة واحدة.

وكتبت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، أن هذا المشروع الذي بلغت تكلفته مليار دولار، يعد أحد أبرز المشروعات الضخمة التي تبناها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ضمن خطة طموحة لإنعاش الاقتصاد المصري وتنشيط قطاع السياحة.

تحفة معمارية تتفوق على أشهر متاحف العالم

يقع المتحف بجوار أهرامات الجيزة على مساحة هائلة تبلغ 500 ألف متر مربع، أي أكبر من مدينة الفاتيكان بأكملها وما يعادل 70 ملعب كرة قدم، بحسب وصف الصحيفة.

وتشير الصحيفة إلى أن المتحف يضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية، متفوقًا بذلك على مجموعة متحف اللوفر الشهير التي لا تتجاوز 35 ألف قطعة.

ويتميز المبنى بواجهة زجاجية مثلثة ضخمة صممتها شركة "هينيجان بينج" الأيرلندية، مستلهمة شكلها من الأهرامات المهيبة المجاورة له.

يضم المتحف 12 قاعة عرض دائمة تمتد على مساحة 258 ألف قدم مربع، إلى جانب متحف للأطفال ومرافق تعليمية ومؤتمرات ومركز ضخم للترميم ومناطق تجارية.

وأوضح أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي للمتحف، في حديثه للصحيفة البريطانية، أن القاعات مجهزة بأحدث التقنيات والعروض متعددة الوسائط لتقديم الحضارة المصرية القديمة بلغة الجيل الحالي، مؤكدًا أن "جيل زد لا يستخدم اللوحات التقليدية بل يعتمد على التكنولوجيا".

درج عملاق يروي حكاية الفراعنة

يربط بين أروقة المتحف درج ضخم يمتد على ستة طوابق، تصطف على جانبيه تماثيل ملوك مصر القديمة وعدد من التوابيت الأثرية، في مشهد مهيب يأخذ الزوار في رحلة عبر آلاف السنين من التاريخ الفرعوني. 

وعند قمة الدرج الكبير، تنفتح مساحة واسعة تطل على هرم خفرع، مانحة الزائرين إطلالة بانورامية ساحرة تجمع بين عظمة الماضي وحداثة الحاضر. كما يمكن للسياح التنقل داخل المتحف سيرًا على الأقدام أو باستخدام مركبات كهربائية صديقة للبيئة، بحسب ما ذكرته "ذي إندبندنت".

كنوز توت عنخ آمون

من أبرز ما يميز المتحف عرض مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة المكونة من 5 آلاف قطعة، لأول مرة منذ اكتشاف مقبرته عام 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هاوارد كارتر في الأقصر، وفقًا لـ"ذي إندبندنت".

وتنتشر كنوز "الفرعون الذهبي" في قاعتين تمتدان على مساحة 7 آلاف متر مربع، وتم تصميمها لتعكس أجواء مقبرته في وادي الملوك حيث لا يزال جسده محفوظًا.

تشمل المعروضات ست عربات حربية ستُجمع معًا لأول مرة، ودرعًا جلديًا لم يُعرض من قبل، وأربعة مزارات خشبية مذهبة، وأجنة محنطة، وثلاثة أسرَّة جنائزية تم ترميمها بعناية فائقة في مركز الترميم الخاص بالمتحف، بحسب ما ذكرته الصحيفة البريطانية.

كما سيُعرض تابوته المغطى بالذهب وقناعه الجنائزي المصنوع من الذهب والكوارتزيت واللازورد والزجاج الملون.

مركب خوفو الشمسي وعظمة رمسيس الثاني

يحتل مركب الشمس الخشبي للملك خوفو -صاحب الهرم الأكبر- موقعًا مركزيًا في المتحف.

ويبلغ عمر هذا القارب الذي يمتد طوله إلى 140 قدمًا نحو 4600 عام، واكتُشف في خمسينيات القرن الماضي مدفونًا بجوار الهرم الأكبر ليستخدمه خوفو في رحلته إلى العالم الآخر.

وفي عام 2021، نُقل القارب من موقع عرضه بجوار الأهرامات إلى المتحف باستخدام مركبة يتم التحكم فيها عن بُعد مستوردة من بلجيكا، وفقًا للصحيفة.

ويستقبل الزوار في ردهة المدخل تمثال جرانيتي ضخم للملك رمسيس الثاني يبلغ ارتفاعه 36 قدمًا وعمره 3200 عام، نُقل إلى المتحف بعد عقود من وقوفه وسط ميدان مزدحم بحركة المرور أمام محطة قطارات القاهرة الرئيسية.

كما يضم المتحف أول مسلة معلقة في العالم من بين 10 مسلات أقامها رمسيس الثاني، يبلغ طولها 52 قدمًا ووزنها 87 طنًا، وتستند إلى أربعة أعمدة تتيح للزوار رؤية النقوش المحفورة في قاعدتها.

رحلة طويلة من الفكرة إلى الافتتاح

بدأت فكرة المتحف عام 1992، ووُضع حجر الأساس عام 2002، وبدأ البناء عام 2005، ويتوقع المسؤولون أن يستقبل المتحف بين 15 ألفًا و20 ألف زائر يوميًا، في إطار سعي مصر لتحقيق هدفها الطموح باستقبال 30 مليون سائح بحلول عام 2032، بعدما استقبلت 15.7 مليون سائح العام الماضي فقط.