دعا مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للاستثمار، قطب التكنولوجيا الأمريكي إيلون ماسك إلى "بناء نفق تحت البحر يربط روسيا بألاسكا"، وذلك بعد يوم من طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب احتمال استئناف التجارة بين البلدين حال انتهاء الحرب في أوكرانيا.
وكتب كيريل دميترييف، الرئيس التنفيذي لصندوق الثروة السيادية للكرملين والمبعوث الخاص للاستثمار، على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، أمس الخميس: "تخيلوا ربط الولايات المتحدة وروسيا، والأمريكتين، وأوراسيا الإفريقية بنفق (بوتين-ترامب).. رابط بطول 70 ميلًا يرمز إلى الوحدة".
وزعم دميترييف أنه باستخدام التكنولوجيا التي توفرها شركة Boring Company التابعة لإيلون ماسك، يمكن خفض تكاليف مثل هذا المشروع من أكثر من 65 مليار دولار إلى أقل من 8 مليارات دولار.
وجاء هذا العرض بعد ساعات من أول مكالمة بين الرئيسين منذ القمة التي عقدت في ألاسكا في أغسطس، والتي فشلت في تحقيق اختراق بشأن الأزمة الأوكرانية.
وقال ترامب إنه وبوتين "قضيا وقتًا طويلًا في الحديث عن التجارة بين روسيا والولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب مع أوكرانيا"، واتفقا على الاجتماع مرة أخرى بعد بضعة أسابيع في بودابست.
آمال التعاون
وفق ما نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية"، يحاول الكرملين كسب تأييد ترامب من خلال الوعد بالتعاون الاقتصادي إذا انتهت الحرب في أوكرانيا ورفعت العقوبات الغربية ضد روسيا.
وتشير الصحيفة إلى أن دميترييف، خريج جامعتي ستانفورد وهارفارد، لعب دورًا محوريًا في تمهيد الطريق للمحادثات الأمريكية الروسية في المملكة العربية السعودية هذا العام، ومنذ ذلك الحين بنى علاقة وطيدة مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، وانضم إليه في عدة اجتماعات مع بوتين لمناقشة الأزمة الأوكرانية.
وعلى الرغم من أن حجم التجارة بين الولايات المتحدة وروسيا لم يتجاوز 3.5 مليار دولار العام الماضي، زعم دميترييف أن الشركات الأمريكية خسرت 342 مليار دولار بسبب الانسحاب من روسيا، واقترح أن تحل هذه الشركات محل الشركات الأوروبية المتعددة الجنسيات التي غادرت روسيا.
كما روّج لمشروعات مشتركة مربحة محتملة في مجال الطاقة والقطب الشمالي، مع أنه من غير الواضح إلى أي مدى ناقشت روسيا هذه المشاريع مع الولايات المتحدة.
نفق صعب
رغم رغبة دميترييف، لكن حسب التقرير، ليس من السهل بناء نفق في مضيق "بيرينج"، بسبب افتقار المنطقة لأي بنية تحتية قائمة، ونشاطها الزلزالي المتزايد، وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر بكثير.
ويبلغ طول النفق المأمول من مبعوث الاستثمار الروسي 70 ميلًا، وهو ما يزيد على ضعف طول نفق القناة من المملكة المتحدة إلى فرنسا، والذي يبلغ طوله 31.5 ميلاً.
وكتب دميترييف: "إن حلم الربط بين الولايات المتحدة وروسيا عبر مضيق بيرينج يعكس رؤية دائمة، من خط السكة الحديدية بين سيبيريا وألاسكا في عام 1904 إلى خطة روسيا في عام 2007".
وقال إن صندوق الاستثمار المباشر الروسي درس المقترحات القائمة، بما في ذلك مشروع السكك الحديدية بين الولايات المتحدة وكندا وروسيا والصين، وسوف يدعم المقترح الأكثر قابلية للتطبيق.