الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تأثير "أنكوريج".. إستراتيجية بوتين تجاه ترامب تعتمد على "الكثير من الإطراء"

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي ترامب مع الرئيس الروسي بوتين في قمة الزعيمين في ألاسكا في أغسطس

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بعد أسابيع من التوترات المتصاعدة مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، ردَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الهاتف، وبالأدق بادرت روسيا بإجراء المكالمة الهاتفية أمس الخميس بين الزعيمين، حسبما قال الكرملين.

ولأن اجتماع الرئيسين الأخير في "أنكوريج" بولاية ألاسكا -والتي تمثّل شيئًا مشتركًا بين خصمي الحرب الباردة- لم يسفر عن اتفاق يمنح كييف فرصة لالتقاط الأنفاس، أو تبعته عقوبات لاسترضاء أوروبا، يبدو أن التواصل بين واشنطن وموسكو "يمثّل اعترافًا واضحًا بأولوية روسية لا تقل أهمية عن أي ساحة معركة في أوكرانيا، وهي استرضاء ترامب"، كما يرى تحليل لصحيفة "نيويورك تايمز".

ويلفت التحليل إلى أنه "في حين قصف بوتين المدن الأوكرانية، وشنَّ حربًا طاحنة في شرق البلاد، استثمر عشرات الساعات في الإطراء على ترامب، والتلويح باحتمال عقد صفقات تجارية روسية أمريكية، وإرسال رسالة مفادها أن روسيا منفتحة على المحادثات لإنهاء غزوها".

بالفعل، يبدو أن "هذا التكتيك" ساعد بوتين على تجنب المواعيد النهائية المتكررة، وتهديدات العقوبات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دون الحد من المجهود الحربي الروسي.

بلا حسم

في يونيو، عندما كان بعض حلفاء ترامب من الجمهوريين يدفعون باتجاه فرض عقوبات على روسيا، اتصل بوتين بنظيره الأمريكي ليتمنى له عيد ميلاد سعيد، ووقتها قال ترامب إن بوتين "تصرف بشكل جيد للغاية"، ولم تظهر العقوبات التي يأمله الغرب أبدًا.

وفي أغسطس، وبينما كان ترامب يهدد بفرض مهلة 12 يومًا على بوتين لإنهاء الحرب، استضاف الزعيم الروسي ستيف ويتكوف، مبعوث البيت الأبيض والصديق المقرب لترامب، في اجتماع استمر ثلاث ساعات مهد الطريق لقمة الرئيسين في ألاسكا.

أما هذا الأسبوع، فقد منح وقف إطلاق النار في غزة بوتين ذريعة جديدة للإشادة بترامب "لكن الأهم بالنسبة إلى بوتين هو زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المقررة للبيت الأبيض"، اليوم الجمعة.

جاءت مكالمة أمس الخميس، عقب تهديدات ترامب بإرسال صواريخ "توماهوك" إلى أوكرانيا "إذا لم تُحسم هذه الحرب"، وهي المكالمة الهاتفية الثامنة بين بوتين والزعيم الأمريكي هذا العام.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية: "اقترحنا إجراء المكالمة الهاتفية عقب زيارة الرئيس ترامب الناجحة إلى الشرق الأوسط".

وأضاف: "كان أول ما فكر به الرئيس بوتين بالطبع هو تهنئة ترامب على هذا النجاح".

لقاءات متعددة

بالإضافة إلى القمة التي عُقِدَت في أغسطس في ألاسكا، عقد بوتين هذا العام عددًا من الاجتماعات والمكالمات مع ترامب ومبعوثه ويتكوف يعادل تقريبًا ما عقده مع أقرب حليف دولي له، الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، وفقًا لبيانات الكرملين الرسمية.

وتلفت الصحيفة إلى أن "بوتين كان يستعد للقاء مباشر آخر مع ترامب"، مشيرًا إلى أن نهاية الحرب في أوكرانيا لا تزال بعيدة المنال، وتلقى اتصالًا من فيكتور أوربان، رئيس الوزراء المجري، لمناقشة إمكانية عقد قمة بين ترامب وبوتين في بودابست".

لكن بيان الكرملين بشأن تلك المكالمة أضاف أن بوتين أبلغ أوربان أن المسؤولين الأمريكيين والروس سيحتاجون أولًا إلى "مناقشة الخوارزمية الخاصة بالإجراءات الإضافية في سياق إيجاد سبل لحل الأزمة الأوكرانية سلميًا".

استرضاء ترامب

كان الكرملين أكثر إبداعًا في محاولة جذب ترامب، ليس فقط من خلال الثناء عليه، ولكن أيضًا من خلال عرض الصفقات التجارية.

في فبراير، صرّح بوتين بأن الشركات الأمريكية قادرة على تطوير إنتاج الألومنيوم في سيبيريا، والمساعدة في استخراج المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا التي تحتلها روسيا.

وأمس الخميس، ألمح أحد كبار مساعديه، كيريل دميترييف، على موقع "إكس" إلى أن شركة إيلون ماسك لحفر الأنفاق قد تبني "نفق بوتين-ترامب" بين شرق روسيا وألاسكا.

أيضا، بعد المكالمة، نشر ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي: "أمضينا وقتًا طويلًا في مناقشة التجارة بين روسيا والولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب مع أوكرانيا"، فيما لم يتضح نوع التجارة التي تمت مناقشتها.

ويلفت التحليل إلى أنه "من وجهة نظر الكرملين، كانت حملة التودد جديرة بالاهتمام، رغم أنها لم تُسفر بعد عن الإعلان عن صفقات تجارية، ناهيك عن رضوخ ترامب لمطالب بوتين الواسعة النطاق بشأن أوكرانيا".

مع هذا، يبدو أنها نجحت في منع ترامب من زيادة المساعدات الأمريكية لأوكرانيا بشكل ملحوظ، عندما أعرب ترامب عن شكوكه حول ما إذا كان على استعداد لتزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك".