الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وسط أجواء "حرب هجينة".. قادة أوروبا في كوبنهاجن لمواجهة روسيا

  • مشاركة :
post-title
المستشار الألماني فريدريش ميرز ورئيسة وزراء الدنمارك ميت فريدريكسن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن لبحث سبل تعزيز القدرات الدفاعية للقارة وتوفير التمويل اللازم لذلك، في ظل تراجع الدعم العسكري الأمريكي، وتكثيف موسكو استفزازاتها على حدود أوروبا، وفق ما ذكرت صحيفة "بوليتيكو".

وفي مشهد يُبرز الأجواء الحربية المحيطة بالاجتماع، رست فرقاطة ألمانية في ميناء كوبنهاجن كرسالة استعراض قوة، بينما صرّحت رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن بأن القارة تعيش حالة "حرب هجينة".

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "نحن في مواجهة مباشرة مع روسيا، التي تبدي عدوانية واضحة منذ سنوات، سواء في مجال المعلومات وحتى خلال الانتخابات، وتكثف من هجماتها الإلكترونية." وأضاف محذرًا: "أي طرف ينتهك المجال الجوي الأوروبي سيكون عرضة للرد، فهذا حقنا".

وشدد ماكرون على أن الأوروبيين أمام "اختبار مصيري"، لافتًا إلى الحاجة الملحة لتطوير أنظمة الإنذار المبكر، والتعاون في مجالات مكافحة الطائرات بدون طيار، وامتلاك قدرات الضربة العميقة "الرادعة"، إلى جانب شراء المزيد من أنظمة الدفاع الجوي المشتركة، علمًا بأن فرنسا وألمانيا تتعاونان في مجال مكافحة الطائرات بدون طيار، وشراء قدرات الضربة العميقة "الرادعة" وشراء المزيد من أنظمة الدفاع الجوي.

ويُنظر لاجتماع كوبنهاجن باعتباره خطوة مفصلية لتوحيد المواقف الأوروبية في مواجهة التهديدات الروسية، وتخفيف الاعتماد على المظلة الأمنية الأمريكية.

الجناح الجنوبي

ومن الجنوب قالت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني إنه عندما تناقش أوروبا جدران الطائرات بدون طيار ودفاع القارة، فيجب عليها أيضًا الاهتمام بجناحها الجنوبي.

وتابعت: "من الأمور التي يجب ذكرها بشأن الطائرات المسيّرة والجدران، أنه يجب علينا أن نتذكر أن حدود التحالف واسعة جدًا، وإذا ارتكبنا خطأً بالتركيز على الشرق فقط وتجاهلنا الجناح الجنوبي، فإننا نخاطر بعدم الفعالية".

كما حذّرت "ميلوني" من أن "الاستفزازات الروسية المتزايدة" تهدف إلى منع الدول الأوروبية من إرسال أنظمة دفاع جوي إضافية إلى أوكرانيا، ولصرف الانتباه عن هجوم موسكو الفاشل الصيفي، ويجب أن نحافظ على رباطة جأشنا وألا نرد على الاستفزازات".

الغاز الروسي

بينما قال فيكتور أوربان إن بلاده ستظل معتمدة على الطاقة الروسية على الرغم من مطالبة دونالد ترامب جميع دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بوقف شراء النفط والغاز الروسيين.

وتابع: "المجر دولة ذات سيادة، نحن مّن نحدد مزيج الطاقة لدينا، ثانيًا، ليس لدينا أي خيارات، لدينا خط أنابيب إضافي من كرواتيا، وهو خط صغير، لكننا بحاجة إلى خط أنابيب رئيسي، وخط الأنابيب الرئيسي الوحيد هو الروسي".

كان ترامب قدّم طلب منع دول أوروبا من استيراد النفط أو الغاز من روسيا كشرط مسبق لفرض الولايات المتحدة إجراءات اقتصادية قاسية على موسكو.

خمس قضايا شائكة مطروحة على طاولة اجتماع كوبنهاجن:
1- الدفاع

يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يقرر ما إذا كانت المفوضية ستتولى قيادة مشاريع دفاعية رئيسية مثل "جدار الدفاع الجوي" على الجهة الشرقية الذي أعلنت عنه المفوضية الأوروبية الشهر الماضي، وتفضّل الدول الأكبر، مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، مزيدًا من الاستقلالية الوطنية.

كما يُطرح للنقاش كيفية تمويل هذه المشاريع، إذ تُفضّل بعض الدول الأعضاء الدَين المشترك، بينما تُفضّل دول أخرى، منها ألمانيا، تمويل الإنفاق الدفاعي من خلال آلية "SAFE"، وهي الأداة المالية للاتحاد الأوروبي لشراء الأسلحة بقيمة 150 مليار يورو.

2 - مليارات روسيا المجمدة

تعتقد المفوضية الأوروبية أنها عثرت على ثغرة ذكية لتحرير الأصول الروسية الخاضعة للعقوبات من أجل "قرض التعويضات" بقيمة 140 مليار يورو لأوكرانيا.

وبموجب خطة المفوضية، سيتم دفع الأموال الروسية المجمدة منذ بداية الحرب إلى كييف في صورة قرض بدون فوائد، حيث ستسدد أوكرانيا هذا القرض فقط بعد أن تنهي موسكو حربها وتدفع التعويضات.

ولا تزال المفوضية تعتقد أنها قد تكون قادرة على تنفيذ خطتها بدعم من الأغلبية المؤهلة، وتزعم أن الخطة سوف تعمل على تعزيز صناعة الأسلحة في أوروبا .

3- رفع الحظر عن عضوية أوكرانيا

لكي تتقدم أوكرانيا في طريقها نحو عضوية الاتحاد الأوروبي، يجب أن توافق جميع الدول الأعضاء السبع والعشرين في الاتحاد على ذلك، هذه مشكلة، نظرًا لتعهد المجر مرارًا وتكرارًا بمنع انضمام كييف.

وتواجه الخطة أيضًا مقاومة من العديد من البلدان الأخرى، بما في ذلك فرنسا وهولندا واليونان، ومن غير المرجّح أن تحصل على موافقة واسعة النطاق في الدنمارك، وفقًا لثلاثة دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي ومسؤول في الرئاسة الفرنسية تحدثوا إلى بوليتيكو بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة المداولات الحساسة.

4- العقوبات الجديدة على روسيا

لم تُوافق جميع الدول الأعضاء بعد على حزمة العقوبات الـ19 التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي، وتستهدف هذه الحزمة قائمةً موسعةً من البنوك وشركات الطاقة الروسية والأجنبية، وفقًا لمسودة ملحق، تشمل شركات من الصين والإمارات العربية المتحدة وقيرغيزستان وطاجيكستان.

5- سيارات البنزين والديزل

يأتي المستشار الألماني فريدريش ميرز إلى كوبنهاجن بقائمة طويلة من المطالب، من المتوقع أن يكون من أبرز مطالبه إلغاء أو تخفيف حظر محركات الاحتراق الداخلي في الاتحاد الأوروبي.

لكن من المتوقع أن يُحدث هذا الجدل انقسامًا في الاتحاد، حيث تُعارض السويد بشدة التخلي عن الموعد النهائي المحدد في عام 2035 للتخلي عن سيارات البنزين والديزل.