الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صواريخ روسيا المطورة تخترق دفاعات باتريوت الأمريكية في أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
رأس حربي لصاروخ روسي فائق السرعة من طراز Kh-47 Kinzhal سقط فوق كييف

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

ذكر تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن أحدث الهجمات الجوية الروسية المدمرة تشير إلى أن موسكو نجحت في تعديل صواريخها للتهرب من الدفاعات الجوية الأوكرانية.

ونقل التقرير عن مسؤولين أوكرانيين وغربيين أن عمليات القصف التي استهدفت شركات تصنيع المسيّرات الأوكرانية هذا الصيف كانت مثالاً بارزًا على تحسين روسيا صواريخها الباليستية لهزيمة بطاريات باتريوت الأمريكية بشكل أفضل.

وأضافوا أن من المرجح أن تكون روسيا قد عدلت نظامها المتحرك Iskander-M، الذي يطلق صواريخ بمدى يصل إلى 500 كيلومتر، وكذلك صواريخ Kinzhal الباليستية التي تُطلق من الجو، والتي يمكن أن تطير حتى مسافة 480 كيلومترًا.

وحاليًا، تتبع الصواريخ الروسية مسارًا نموذجيًا، قبل أن تنحرف وتغوص في غوص نهائي حاد، أو تنفذ مناورات تربك وتتجنب عبرها صواريخ Patriot الاعتراضية الأمريكية.

ونقل التقرير عن مسؤول أوكراني سابق أن هذه الحملة "ستُغير قواعد اللعبة بالنسبة لروسيا". فمع تباطؤ تسليم أنظمة الدفاع الجوي الاعتراضية من الولايات المتحدة، دمرت الهجمات الصاروخية لموسكو منشآت عسكرية رئيسية وبنية تحتية حيوية في أوكرانيا قبل حلول الشتاء.

انخفاض ملحوظ

أمس الأربعاء، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن جميع صواريخ Iskander-M الأربعة التي أطلقتها روسيا خلال الليل أفلتت من الدفاعات الجوية وأصابت أهدافها.

وتلفت "فايننشال تايمز" إلى أنه خلال الصيف، تحسن معدل اعتراض الصواريخ الباليستية في أوكرانيا، حيث وصل إلى 37% في أغسطس، لكنه انخفض إلى 6% في سبتمبر، على الرغم من انخفاض عمليات الإطلاق، وفقًا لبيانات القوات الجوية الأوكرانية.

وأفاد مسؤولون أوكرانيون حاليون وسابقون للصحيفة بأن أربعة مصانع على الأقل لتصنيع الطائرات المسيّرة في كييف ومحيطها تضررت بشدة جراء الصواريخ هذا الصيف. وشمل ذلك ضربة جوية في 28 أغسطس على منشأة لإنتاج طائرات "بيرقدار" التركية.

ووفقًا لمنشورات رسمية لمسؤولين محليين، يبدو أن صاروخين أُطلقا في ذلك الهجوم استهدفا مكاتب شركة تُصمّم وتُنتج مكونات أنظمة الطائرات المسيّرة. وقد أفلتت القذائف الروسية من الدفاعات الجوية الأوكرانية، وألحقت أضرارًا بمكاتب وفد الاتحاد الأوروبي والمجلس الثقافي البريطاني، التي تقع في مكان قريب.

ووفق الأوكرانيين، فإن صواريخ Patriot الاعتراضية هي الوحيدة في ترسانة كييف القادرة على إسقاط الصواريخ الباليستية الروسية. ويمكن إسقاط الصواريخ الروسية بدفاعات جوية أقل تطورًا، لكن التحديثات زادت من صعوبة ذلك.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي مطلع على بيانات أداء نظام Patriot أن أول مؤشر على تحديث الصواريخ الروسية كان انخفاضًا ملحوظًا في معدلات الاعتراض.

وقال إن "نمطًا جديدًا" ظهر حيث تصرفت الصواريخ القادمة بشكل مختلف في "مرحلتها النهائية"، منحرفة عن إعدادات الاشتباك التي تم إنشاؤها مسبقًا.

تقييم وتعزيز

يأتي تقييم المسؤول الأوكراني مدعومًا بتقرير أعده المفتش العام الخاص بوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA)، والذي يغطي الفترة من الأول من أبريل إلى 30 يونيو.

وقال التقرير إن القوات المسلحة الأوكرانية "واجهت صعوبة في استخدام أنظمة الدفاع الجوي Patriot بشكل مستمر للحماية من الصواريخ الباليستية الروسية بسبب التحسينات التكتيكية الروسية الأخيرة، بما في ذلك التعزيزات التي تمكن صواريخها من تغيير المسار وإجراء المناورات بدلاً من الطيران في مسار باليستي تقليدي".

وأشارت إلى هجوم روسي في 28 يونيو شمل سبعة صواريخ باليستية، أسقطت أوكرانيا منها واحدًا فقط، وقصف في 9 يوليو كان في ذلك الوقت أكبر هجوم جوي منذ بداية الحرب، شمل 13 صاروخًا، أسقطت كييف سبعة منها.

وبينما تُشارك أوكرانيا بيانات اشتباكات باتريوت مع البنتاجون ومُصنّعي نظام الدفاع الجوي الأمريكيين، تُستخدم البيانات لإجراء التحديثات اللازمة لمواكبة التعديلات الروسية، إلا أن أحد المسؤولين قال إن هذه التحسينات غالبًا ما تتأخر عن مواكبة تكتيكات موسكو المتطورة.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن سيرجي كيسليتسيا، النائب الأول لوزير الخارجية الأوكراني، أن الروس يواصلون تطوير تقنية صواريخ إسكندر وغيرها بشكل كبير، وشدد على ضرورة أن يوقف شركاء كييف تدفق المكونات الغربية الصنع إلى روسيا، بما في ذلك عبر الصين.