عقب توصل حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي إلى صيغة توافقية ضمن خطة ترامب للسلام، التي بموجبها سيتم وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، تصاعد الحديث، خلال الساعات الماضية، عن إمكانية فوز الرئيس الأمريكي بجائزة نوبل للسلام، بسبب دوره في إنهاء الحرب.
ومن المقرر أن يتم إعلان الفائز بجائزة نوبل للسلام، غدًا الجمعة، وهي الجائزة التي ألمح ترامب وإدارته أكثر من مرة أنه يستحق الفوز بها، وكان الموعد النهائي لتقديم الترشيحات لجائزة نوبل للسلام لهذا العام، 31 يناير، أي بعد وقت قصير من عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
7 حروب
وعلى مدى فترتي ولايته في المكتب البيضاوي، تم ترشيحه للجائزة أكثر من 10 مرات، من قبل بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، ورئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت، وسياسي أوكراني، وكذلك المشرعين من الولايات المتحدة والسويد والنرويج.
وادعى ترامب أنه أنهى 7 حروب، وتمت إضافة الحرب الثامنة التي أوقفها بناءً على الاتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف الحرب في قطاع غزة، التي تشمل وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين مقابل الأسرى، بجانب إنجازات سياسية ينسبها لنفسه، بما في ذلك الاتفاقيات الإبراهيمية.
فرص ضئيلة
إلا أنه وفقًا لوكالة أسوشيتد برس، أكدت مصادر مطلعة على عمل لجنة نوبل أن فرص دونالد ترامب للفوز بالجائزة ضئيلة، العام الجاري، بل إن بعض أفعاله قد تُضعف فرصه، ومن أبرز الادعاءات أن اللجنة تميل إلى تفضيل جهود السلام طويلة الأمد والمؤسسات التي تعمل على تعزيز المصالحة الدولية، على التحركات السريعة أو الصاخبة.
ويعتقد الخبراء، وفقًا لشبكة سكاي نيوز بريطانيا، أن ترامب غير مؤهل للحصول على الجائزة، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة على سبيل المثال انسحبت من منظمة الصحة العالمية ومن اتفاق باريس للمناخ، وبدأت حربًا تجارية على أصدقائها وحلفائها القدامى.
تطورات غزة
واستبعد الخبراء أن تؤثر التطورات التي شهدتها غزة على قرار لجنة نوبل، غدًا الجمعة، في أن تكون سببًا لفوز ترامب، لافتين إلى أنها جاءت متأخرة للغاية بالنسبة له، وفي هذه المرحلة تم بالفعل اختيار الفائز وإعداد كلمات إعلان فوزه بها، لكنهم لم يستبعدوا أن تضطر اللجنة إلى أخذ ذلك في الاعتبار، العام المقبل.
ورأى الخبراء أن خطة دونالد ترامب المكونة من 20 نقطة إذا كانت ستؤدي إلى سلام دائم ومستدام في قطاع غزة، فمن المؤكد أن اللجنة ستأخذ ذلك على محمل الجد، وسيحتاجون إلى تقييم ذلك الإنجاز في مقابل السجل الأوسع لجهود ترامب الرامية إلى تعزيز السلام بما يتماشى مع إرادة ألفريد نوبل.
جائزة نوبل للسلام
ويمكن ترشيح أي شخص للجائزة، لكن في ظل عدم وجود فحص للترشيحات، فإن مجرد الترشيح لا يعد تأييدًا رسميًا، إذ تنص وصية ألفريد نوبل، مؤسس الجائزة، على أن الجائزة يجب أن تذهب إلى الشخص الذي بذل قصارى جهده لتعزيز الصداقة بين الأمم.
ولا يمكن ترشيح شخص ما للحصول على جائزة نوبل للسلام، إلا من قبل الأشخاص الذين يستوفون معايير معينة، بما في ذلك رؤساء الدول، وأعضاء الحكومات، والفائزون السابقون على جائزة نوبل، وأساتذة الجامعات، ثم تُعرض الأسماء على لجنة نوبل المؤلفة من خمسة خبراء يعينهم البرلمان النوريجي.
عقب ذلك تقوم اللجنة بإعداد قائمة مختصرة للمرشحين، ثم تخضع لتدقيق من قبل مستشارين خارجيين، من بينهم مستشارون دائمون للجنة، وخبراء نرويجيون ودوليون في هذا المجال، ويتم اتخاذ القرار النهائي وإعلان الفائز أكتوبر من كل عام، وفي عام 2025، كان هناك 338 مرشحًا من بينهم 244 فردًا و94 منظمة.