طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالانسحاب الكامل من النفط الروسي، قبل موافقته على فرض عقوبات إضافية على موسكو، ما أثار تساؤلاً حول سبب استمرار بعض الدول الأعضاء في استخدام النفط الروسي بعد سنوات من حرب أوكرانيا.
يبدو أن مفاوضات التوصل إلى اتفاق سلام تعثرت مع شنِّ روسيا موجة جديدة من الهجمات على أوكرانيا هذا الأسبوع، وإعلان موسكو تعليق محادثات السلام مع أوكرانيا، واتهمت الدول الأوروبية بعرقلة جهود السلام، وكييف بعدم إدراك "الواقع على الأرض"، بينما تواصل أوكرانيا اتهامها لروسيا بعدم السعي الجاد إلى أي اتفاق سلام.
أعرب ترامب عن إحباطه من عدم إحراز تقدم منذ عودته إلى منصبه، بعد أن زعم أنه سينهي الصراع بسرعة بمجرد توليه الرئاسة، واعترف في وقت سابق من هذا العام بأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين قد يكون "يُغازلني" بشأن السعي إلى اتفاق سلام، وانتقد بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لعدم اتخاذهما الخطوات المناسبة للتوصل إلى اتفاق.
طالب ترامب، عبر موقع "Truth Social"، أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) بإنهاء استخدامهم للطاقة الروسية قبل أن يلتزم بفرض المزيد من العقوبات، مُجادلاً بأنه بمجرد إغلاق خط الأنابيب الاقتصادي هذا، يُمكنه أيضًا زيادة الرسوم الجمركية على الصين، وخنق الاقتصاد الروسي بالكامل، وإنهاء هذه الحرب القاتلة.
كتب ترامب: "مستعد لفرض عقوبات صارمة على روسيا عندما توافق جميع دول الناتو وتبدأ في فعل الشيء نفسه، وعندما تتوقف جميع دول الناتو عن شراء النفط من روسيا، إذا فعل الناتو ما أقوله، فستنتهي الحرب بسرعة، وستُنقذ جميع تلك الأرواح.. وإلا، فأنتم تُضيعون وقتي ووقت وطاقة وأموال الولايات المتحدة".
كانت أوروبا أبرمت اتفاقيات لشراء الغاز الروسي وانتهت صلاحيتها في نهاية عام 2024، وعندها أوقفت أوكرانيا عبور الغاز، ما أثار استياء المسؤولين الروس الذين حذروا من أن القرار سيكون له أثر سلبي للغاية على مستوى معيشة المواطنين الأوروبيين.
واصلت روسيا التهرب من العقوبات ببيع طاقتها إلى دول مثل الهند والصين، ما دفع ترامب إلى فرض عقوبات قاسية على كليهما، وهي خطوة أثارت استياء الهند بعد علاقة كانت في السابق تصالحية.
جزء من جاذبية روسيا يكمن في استعدادها للبيع بأسعار مخفضة، ما يجعل الطاقة رخيصة في ظل استمرار ارتفاع تكاليف النفط والغاز عالميًا، ما ساهم في أزمة غلاء المعيشة في بعض الدول.
لا تزال بعض دول حلف الناتو تشتري النفط من روسيا، وعلى رأسها تركيا، التي كانت ثالث أكبر مشترٍ بعد الصين والهند بين 1 يناير 2023 و30 يوليو 2025، ووفقًا لمركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، أنفقت تركيا نحو 90 مليار دولار على الطاقة الروسية، منها نحو 62 مليار دولار أُنفقت على النفط وحده.
كما تواصل المجر وسلوفاكيا شراء النفط من روسيا، إذ اشترت المجر نحو 13.4 مليار دولار من النفط والغاز، وأنفقت سلوفاكيا نحو 10 مليارات دولار على النفط والغاز، ما يجعلهما من أكبر 10 مستوردين للطاقة الروسية.
لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ترامب سيواجه مباشرةً رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكلاهما حليفان للرئيس الأمريكي.
حاول الاتحاد الأوروبي التحول بعيدًا عن الطاقة الروسية من خلال التحول إلى خط إمداد تديره أذربيجان، لكن بعض الباحثين يشتبهون في أن أذربيجان استوردت المزيد من الوقود من روسيا إلى أوروبا.