في ظل إبادة مستمرة يقودها جيش الاحتلال في غزة، تتصاعد التوترات المفروضة في المدينة المنكوبة بخطة عسكرية طويلة الأمد لاحتلال كامل غزة وتعبئة جماعية لجنود الاحتياط، وذلك وسط انقسامات داخلية، وضغوط إقليمية ودولية متصاعدة.
التعبئة الجماعية
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنه صباح اليوم الثلاثاء بدأ 40 ألف جندي احتياطي في التوجه إلى قواعد التدريب في النقب، استنادًا إلى الأمر رقم 8، ضمن الاستعدادات لعملية "عربات جدعون 2"، وأشارت إلى أن نسبة الحضور في الجولات السابقة لم تتجاوز 60%-70%، ما انعكس على تراجع القدرة العملياتية.
ومن المقرر، حسب الصحيفة، أن يشارك في العملية البرية نحو 130 ألف جندي احتياطي إلى جانب خمس فرق نظامية، ووفق الخطة التي وضعتها القيادة الجنوبية، ستمتد العملية تدريجيًا حتى عام 2026، مع إبقاء ملف المحتجزين ضمن الأولويات، في ظل احتمال التوصل إلى تسويات سياسية خلال التنفيذ.
دعوة لتعبئة شعبية
خلال زيارة لقطاع غزة، شدّد رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، على أن أمن إسرائيل يتطلب "مشاركة كاملة من جميع شرائح الشعب"، معتبرًا أنّ الخدمة العسكرية "وصية وطنية"، وأكد أنّ جنود الاحتياط يجسدون "أعمق معاني التضامن الإسرائيلي"، متعهدًا ببذل الجهد لتخفيف الأعباء عنهم، حسب قوله.
في السياق ذاته، أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بيانًا موجّهًا لسكان غزة، دعاهم فيه إلى تجنب مناطق القتال، محددًا المواصي بخان يونس كـ"منطقة آمنة" ستشهد تحسينات في خدمات الصحة والمياه والغذاء.
تحذير من التصعيد
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن إسرائيل لم تردّ على مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حماس قبل أسبوعين، وأكد أن خطة احتلال غزة "تهدد المحتجزين وتفاقم الأزمة الإنسانية"، مشددًا على ضرورة فتح المعابر والسماح بدخول المساعدات، كما أشار إلى "معارضة إقليمية ودولية واضحة" للخطوات الإسرائيلية.
وشهد اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر اليوم الثلاثاء نقاشًا حادًا بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان إيال زامير، حيث اتهم الأول الأخير بتسريب إحاطات إعلامية، وخلال الجلسة، عرض زامير خطة تبادل تقضي بإطلاق 10 محتجزين أحياء و18 جثمانًا مقابل مئات الأسرى ووقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، لكن معظم الوزراء عارضوا الخطة.
واستشهدت الوزيرة الإسرائيلية أوريت شتروك بآية توراتية عن "الرجل الشجاع والرحيم"، ما اعتبره زامير تلميحًا موجهًا للجيش، فرد بغضب قائلاً: "إذا أردتم تأديبًا أعمى، فاستعينوا بغيري"، أما نتنياهو، فسعى إلى التهدئة بالقول: "لا أريد تأديبًا أعمى، لكنني لا أريد كسر الإطار أيضًا".
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن إحدى زوجات المحتجزين استياءها من "التجاهل التام" لقضية المحتجزين، وأكدت أن الحكومة لم تناقش الصفقة في الاجتماع الوزاري، مشيرة إلى أن "الأحباء ما زالوا هناك يعانون"، بينما المسؤولون مشغولون بزيارات للمطاعم في وقت تظاهر فيه الآلاف للمطالبة بإعادتهم.