استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي ناقلات جند مدرعة محملة بالمتفجرات، وفجّرها عن بُعد في مناطق مكتظة بالسكان في غزة؛ مما خلف دمارًا كبيرًا ورعبًا للنازحين الذين لا يجدون مأوى للاختباء من عدوان الاحتلال المتواصل على القطاع.
وأفادت وكالة "رويترز"، اليوم الاثنين، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت ناقلات جند مدرعة محملة بالمتفجرات وفجّرتها عن بُعد في مناطق مكتظة بالسكان في غزة.
ونقلت الوكالة عن سكان في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، وصفهم لانفجارات هائلة سوّت منازل بالأرض وأجبرت السكان على الإخلاء.
ويأتي هذا التكتيك، الذي استُخدم مرارًا وتكرارًا خلال الحرب على غزة، في ظل تصاعد حدة القتال في أنحاء القطاع، وبعد تأكيد جيش الاحتلال اغتيال أبو عبيدة، المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس، في غارة جوية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 98 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 400 آخرين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وأفاد شهود عيان بأن ناقلات الجنود المدرعة المسيرة نُشرت في الجزء الشرقي من الحي، وانفجرت عن بُعد، مسببةً دمارًا واسع النطاق، وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
ورغم أن هذه الطريقة ليست جديدة، إلا أنها أثارت قلق السكان ومسؤولي الدفاع المدني، الذين يقولون إن الانفجارات قد تُسوّي المباني بالأرض في نطاق 100 متر، وتُلحق أضرارًا بمباني أخرى على بُعد 300 متر.
في هذه الأثناء، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلية عملياتها في أنحاء غزة. وأفاد مسؤولون عسكريون بأن القوات في الشمال قصفت مواقع متعددة لحماس، بما في ذلك نقاط مراقبة ومبنى أُطلقت منه صواريخ مضادة للدبابات.
كما دمّرت قوات الاحتلال الإسرائيلي معدات رصد وأنفاقًا تحت الأرض ومواقع متفجرات، وفقًا لجيش الاحتلال.
وفي الجنوب، أفاد فلسطينيون بقصف إسرائيلي في خان يونس، بما في ذلك غارة قرب خيام تؤوي نازحين.
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، قال "محمد"، مواطن فلسطيني يبلغ من العمر 40 عامًا، لرويترز: "توقفتُ عن عدّ المرات التي اضطررتُ فيها لأخذ زوجتي وبناتي الثلاث ومغادرة منزلي في مدينة غزة. لا يوجد مكان آمن، لكنني لا أستطيع المخاطرة. إذا بدأوا الهجوم فجأةً، فسيستخدمون نيرانًا كثيفة".
وصرح آخرون بأنهم لن يغادروا رغم الانفجارات، حيث ذكرت "آية"، البالغة من العمر 31 عامًا، وهي أم لثمانية أطفال: "لن نغادر، فليقصفونا في منازلنا".
وأوضحت أنهم لا يستطيعون شراء خيمة أو دفع تكاليف المواصلات، حتى لو حاولوا المغادرة، مضيفة: "نحن جائعون وخائفون وليس لدينا مال".
وافقت إسرائيل في وقت سابق من الشهر الماضي على خطة لشن هجوم عسكري موسع لاحتلال قطاع غزة بالكامل.
وتعهد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بمواصلة الهجوم، الذي أثار قلقًا في الخارج واعتراضات في الداخل، قائلاً إن مدينة غزة ستُدمَّر ما لم توافق حماس على إنهاء الحرب بشروط إسرائيل وإطلاق سراح جميع المحتجزين الذين لا يزالون داخل القطاع.