الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أطباق وهمية.. أمهات غزة يخضن معركة صامتة لمواجهة الجوع

  • مشاركة :
post-title
أمهات غزة يخضن معركة صامتة لمواجهة الجوع

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

مع استمرار عمليات الإبادة والتجويع الممنهج في غزة، تحولت موائد الطعام إلى ساحة للابتكار، وأصبحت أدوات المطبخ وسيلة للبقاء، لتكتب الأمهات في قطاع غزة قصة صمود من نوع آخر.

وسط الحصار والحرب، تحولت الخيمة إلى حياة، فتولد فيها وصفات لم يعرفها العالم من قبل، بين خبز مصنوع من المعكرونة، وحلوى من بقايا الطحينة، و"شرائح تشبه شرائح الدجاج" بلا دجاج، ليعكس ذلك واقعًا يوميًا لأمهات يخضن معركة صامتة من أجل إشباع أطفالهن بما يشبه الطعام الذي أحبوه يومًا ما.

ابتكار يواجه الجوع

في غزة، لم يعد الأطفال يعرفون طعم اللحم منذ أكثر من ستة أشهر، ومع انقطاع المساعدات وارتفاع أسعار السلع عبر "تجار الحرب" الذين يستولون على المساعدات، لجأت الأمهات إلى حلول غير مألوفة، جعلت من أوراق الخس، وبقايا الطحينة، وحتى المعكرونة، وجبات بديلة تحفظ بقاء العائلة.

إحدى الأمهات قررت قطف أوراق الخس، وتنظيفها، ثم تقطيعها على شكل شرائح تُشبه الفاصوليا، لتكون النتيجة طبقًا يُشبه يخنة الفاصوليا الخضراء باللحم، لكنه يخلو من أي أثر للبروتين الحيواني.

تحكي مها، أم لسبعة أطفال، وفق موقع "هاماكوم" الإسرائيلي الاستقصائي، كيف عجزت عن شراء الطعام لابنتها التي بكت أمام البقالة، فعادت إلى خيمتها وابتكرت خليطًا من الطحينة والزيت وملعقة السكر الأخيرة التي كانت لديها، ليأكله أطفالها كأنهم يتذوقون حلوى جاهزة من السوق.

في غياب الدقيق، لجأت أم أخرى إلى غلي المعكرونة، ثم عجنها باليد حتى أصبحت كتلة متماسكة، وأضافت إليها قليلًا من الدقيق استعارتْه من جارتها، وشكلت العجين على هيئة أقراص صغيرة وخبزتها على نار الحطب.

أطباق وهمية

تروي أم محمد، حسب "هاماكوم"، كيف لجأت إلى دقيق القمح والماء لصنع شرائح رقيقة، سوتها في الزيت لتبدو كأنها شرائح دجاج، ولم يكتشف أطفالها الحيلة، بل أكلوا وهم يبتسمون، وسرعان ما انتشرت هذه الفكرة بين أمهات المخيمات.

أما روان، أم لثلاثة أطفال، فقررت كسر رتابة السردين المعلب، فأعدّت لهم طبق "الصيادية" الشهير، مستخدمة علبتي سردين مع قليل من الأرز، فأكل الأطفال بفرح، معتقدين أنهم يتناولون وجبة فاخرة.

ويشير تقرير "هاماكوم" إلى أن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة غالبًا ما تقع في يد مجموعات مسلحة صغيرة، تستولي عليها بالقوة وتبيعها بأسعار مرتفعة، لا يستطيع تحملها سوى 10% من السكان، أما الفقراء، الذين فقدوا كل مدخراتهم بعد 22 شهرًا من الحرب، فلم يبقَ لهم سوى اللجوء إلى البدائل المبتكرة التي تصنعها أمهاتهم.