الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أتباع المسيح في خطر .. المستوطنون يشعلون النيران في الكنائس والمقابر

  • مشاركة :
post-title
قسيس مسيحي في الضفة الغربية

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

لم يسلم المسيحيون في فلسطين المحتلة، من هجمات التطرف التي يقوم بها المستوطنون بشكل شبه يومي في جميع أنحاء الضفة الغربية والبلدات القديمة، بهدف الاستيلاء على مزيد من الأراضي، حيث تعرضت أماكن مسيحية مقدسة لأعمال عنف، جعلت آلاف الفلسطينيين المسيحيين يعيشون أسوأ أيام حياتهم.

يعيش نحو 50 ألف فلسطيني مسيحي في القدس، وفي الضفة الغربية، وهي المنطقة التي تضم العديد من المواقع الأكثر قدسية لدى المسيحيين، بما في ذلك بيت لحم، التي ولد فيها المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، بحسب صحيفة جيروزاليم بوست.

قادة الكنائس المسيحية خلال تجمعهم في الأراضي المحتلة
الأمل والثقة

اتهم قساوسة مسيحيون منهم بيير باتيستا بيتسابالا، بطريرك الروم الكاثوليك في القدس منذ عام 2020، يهود إسرائيليين متطرفين من المستوطنين، بمهاجمة الأماكن المقدسة في الضفة الغربية في أعمال عنف، مشيرًا إلى أن تلك الهجمات أجبرت البعض على التفكير في مغادرة المنطقة.

وشدد على أن إغراء الهجرة قائم بالنسبة للمسيحيين بسبب الوضع الراهن، حيث باتت الاعتداءات هذه المرة شديدة جدًا، وبات من الصعب معرفة متى وكيف ستنتهي الأمور الحالية، حيث فقد الشباب المسيحي الأمل والثقة في المستقبل.

هجمات المستوطنين على أملاك الفلسطينيين
إجرام متعمد

أما بطريرك القدس للروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث، الذي يزور بلدة الطيبة المسيحية برفقة رجال دين آخرين من القدس، إن مستوطنين يهود أشعلوا حريقًا بالقرب من مقبرة وكنيسة تعود للقرن الخامس هناك الأسبوع الماضي، كما قامت قطعان المستوطنين بمهاجمة منازل المسيحيين أيضًا في المنطقة.

وحذر بطريرك القدس للروم الأرثوذكس من أن هذا الإجرام المتعمد يشكل لا يشكل تهديدًا مباشرًا للمجتمع المسيحي فحسب، ولكن أيضًا للتراث التاريخي والديني للأمة المسيحية، مطالبًا بإجراء تحقيق فوري وشفاف حول سبب عدم استجابة الشرطة الإسرائيلية لمكالمات الطوارئ من المجتمع المحلي ولماذا تستمر هذه الأعمال البغيضة دون عقاب.

أقدم الكنائس المسيحية تتعرض للهجوم
أنقاض الكنيسة

وخلال الزيارة، قاد رؤساء الكنائس السكان المحليين في صلاة بينما كانت الشموع تتلألأ في أنقاض كنيسة القديس جاورجيوس التي تعود إلى القرن الخامس، وتحدثوا مع السكان الذين أكدوا على مخاوفهم من ارتفاع وتيرة الاعتداءات من قبل المستوطنين منذ بدء حرب إسرائيل على قطاع غزة.

وخلال الأسبوع الماضي، أطلق كهنة كنائس بلدة الطيبة، نداءً عالميًا للمساعدة في مواجهة عنف المستوطنين المتطرفين اليهود، الذين يقومون بسلسلة خطيرة من الهجمات الممنهجة ضد أراضي البلدة والأماكن المقدسة، معربين في بيان لهم عن قلقهم واستنكارهم من تلك الهجمات.

كنيسة أثرية في الطيبة أحرقها مستوطنون إسرائيليون
ملجأ المسيح

وتعد بلدة الطيبة آخر بلدة فلسطينية ذات أغلبية مسيحية في الضفة الغربية، وتعود جذورها إلى ألفي عام، وبحسب الكتاب المقدس كانت المكان الذي وجد فيه المسيح عيسى بن مريم ملجًأ قبل محاولة صلبه من قبل اليهود.

وأكد الكهنة، بحسب صحيفة "إندبندنت كاثوليك نيوز"، أن الهجمات تهدد أمن البلدة، كما أنها تهدف إلى النيل من كرامة سكانها المسيحيين والمساس بتراثهم التاريخي والديني، مشيرين إلى أن المستوطنين يهاجمون بلدتهم يوميًا، ويسمحون لمواشيهم بالرعي في الحقول الخاصة بالبلدة دون رادع قانوني أو أمني، مما أدى إلى إلحاق الضرر بمصدر الرزق الأساسي للبلدة.

ووجه الكهنة نداء إلى المجتمع المسيحي العالمي للضغط على السلطات الإسرائيلية لمنع المستوطنين من دخول أراضي البلدة، كما طلبوا إرسال بعثات دولية لتوثيق الانتهاكات، حيث باتوا يواجهون خطر التهجير بسبب استهداف مقدساتهم وشعبهم، قائلين في بيانهم" إن تهجير المزارعين من أراضيهم، والتهديد الذي تتعرض له كنائسهم، وحصار مدينتهم، هي طعنة في قلب هذه الأمة".