كشف المخرج الفلسطيني الحائز على جائزة الأوسكار حمدان بلال، تفاصيل اعتقاله والتعدي عليه بالضرب في الضفة الغربية، خلال حملة اعتداءات واعتقالات نفذها جيش الاحتلال بصحبة المستوطنين.
وأطلقت إسرائيل سراح المخرج الفلسطيني، بحسب شبكة "إيه بي سي"، بعد يوم من تعرضه للإصابة والاعتقال، خلال ما وصفته بـ " الغارة " التي شنها مستوطنون إسرائيليون على قريته المعروفة باسم سوسا، في الضفة الغربية المحتلة.
وأكد حمدان بلال، أنه تعرض للاعتداء من قبل المستوطنين بعد أن قام بتصويرهم وهم يهاجمون منزل أحد جيرانه، ثم عاد للتأكد من عدم تعرض منزله للهجوم، وقام مستوطن بضربه على رأسه وأوقعه أرضًا، ثم واصل ركله على رأسه، كأنها على حد تعبيره " كرة قدم".
في الوقت ذاته، كان أحد جنود الجيش الإسرائيلي ، يعتدي ببندقيته على حمدان بشدة، ويرجع ذلك بحسب زوجته لمياء، إلى تجمع المستوطنين المتطرفين والجنود حول منزلهم، وخرج المخرج الفلسطيني لمنعهم من اقتحامه، فتعدوا عليه بالضرب واعتقلوه.
وفي مقابلة أخرى مع وكالة أسوشيتد برس، أكد بلال أنهم لا يستطيع فعل أي شيء عندما يهدد أحدهم حياته بسلاحه، ويواصل تصويرهم فقط، واصفًا الأمر بالجنوني، عندما تتخيل أن تحتاج إلى حماية عائلتك وأطفالك، ليس خارج المنزل بل بداخله.
وقال بلال إن أحد المستوطنين الذين شاركوا في الاعتداء كان معروفا لديه، حيث هاجم منزله عدة مرات، قام في واحدة منها ببجاحة شديدة برعي أبقاره داخل حديقة منزل المخرج الفلسطيني.
وقبل الحادثة بقليل، هاجمت مجموعة من المستوطنين تجمعًا للإفطار في نفس القرية سوسيا القريبة من الخليل، وأكد جهاد نواجعة رئيس المجلس المحلي للقرية لرويترز أن المستوطنين سرقوا نحو 10 أغنام خلال الهجوم، لافتًا إلى أنها ليست المرة الأولى.
من جانبه قال باسل عدرا، أحد مخرجي الفيلم المشاركين، إنه يعتقد أن المستوطنين أخذوا الجيش إلى منزل عائلة حمدان انتقاما منه لتصوير الفيلم لمنطقة مسافر يطا القريبة من مكان وقوع الحادث، معتقدًا أنه مستهدف لأنه يحمل كاميرته ويوثق ما يحدث، وتم الانتقام منه بهذه الطريقة في الليل.
وفاز فيلم "لا أرض أخرى"، الذي يدور حول التهجير الإسرائيلي لمجتمع فلسطيني، والذي أخرجه مخرجون فلسطينيون وإسرائيليون، بينهم حمدان بلال، بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي في حفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام.
وتعد تلك الحادثة واحدة من سلسلة هجمات اتُهم فيها مستوطنون إسرائيليون بمداهمة قرى ومخيمات فلسطينية أو بدوية في الضفة الغربية، أحيانًا لسرقة الماشية، وأمام هذه الهجمات يقف الشرطة والجيش الإسرائيليين في صف المستوطنين.
يذكر أن الدول الأوروبية والإدارة الأمريكية السابقة برئاسة جو بايدن، قد قامت بفرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين الذين يستخدمون العنف ضد الفلسطينيين، لكن البيت الأبيض قام بإلغائها في عهد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب .