تتواصل الجهود الدبلوماسية المكثفة التي يبذلها الوسطاء لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة حماس، في وقت التقى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، إلى جانب اجتماعات مسؤولي البيت الأبيض مع الوسطاء لتذليل العقبات أمام إبرام اتفاق ينهي الحرب على القطاع.
في السياق يواصل الوسطاء (مصر، قطر، أمريكا) دورهم الحثيث في تقريب وجهات النظر بين الطرفين لسرعة التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023 وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني والوضع الكارثي بقطاع غزة.
ووصف ترامب الوضع في القطاع بالمأساوي، مؤكدًا ضرورة إيجاد حل للحرب. فيما أعرب مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف عن أمله في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بحلول نهاية هذا الأسبوع.
تفاؤل بإبرام اتفاق
اجتمع ترامب ونتنياهو مساء الثلاثاء لمدة 90 دقيقة لمناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة واتفاق بشأن المحتجزين.
وجاء هذا الاجتماع الجديد وسط تفاؤل متجدد يحيط بمفاوضات هدنة لمدة 60 يومًا في غزة، وأكد ترامب خلال اجتماع لمجلس الوزراء في وقت سابق من يوم الثلاثاء أنه سيلتقي بنتنياهو لمناقشة قضية غزة، مضيفًا: "علينا حل هذه القضية".
وكشف تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن ترمب مارس ضغطا شديدا على نتنياهو خلال لقائهما الثاني بعد أقل من 24 ساعة في البيت الأبيض لوقف النار في قطاع غزة.
في وقت سابق، قال صحيفة "يسرائيل هيوم" إن التقارير تشير إلى تصاعد فرص التوصل إلى صفقة كبرى بين إسرائيل وحماس بحلول نهاية الأسبوع.
وأضافت الصحيفة أن الفرص تأتي وسط تحركات دبلوماسية مكثفة في الولايات المتحدة تشمل لقاءات متكررة بين ترامب ونتنياهو.
جهود مكثفة
في سياق متصل، وصل وفد قطري إلى البيت الأبيض قبل اجتماع ترامب ونتنياهو يوم الثلاثاء، والتقى بعدة ساعات بكبار مسؤولي البيت الأبيض، وفقًا لمصدر مطلع على تلك الاجتماعات.
والتقى الوفد الدبلوماسي مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لمدة ثلاث ساعات، بحسب ما أفاد مصدر مطلع لموقع "تايمز أوف إسرائيل".
وأجل ويتكوف سفره إلى الدوحة وأبلغ الوسطاء أنه يبقي على خططه بالمساعدة في إتمام الصفقة. وكان ويتكوف أكد أن إسرائيل وحماس قد حلّتا ثلاثًا من أصل أربع قضايا متبقية خلال المحادثات في الدوحة مضيفا: "نأمل أن نتوصل إلى اتفاق بحلول نهاية الأسبوع".
اتصالات مصرية مكثفة
بدوره، أجرى وزير الخارجية والهجرة المصري الدكتور بدر عبد العاطي اتصالًا هاتفيًا، الثلاثاء، مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، تناول خلاله تطورات الأوضاع في قطاع غزة والتوترات الإقليمية، في ظل استمرار التصعيد العسكري وتأزم الوضع الإنساني.
وأكد الوزير عبد العاطي أن مصر مستمرة في أداء دورها المحوري والوسيط لدفع الجهود الدبلوماسية نحو وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، بما يضمن حماية المدنيين ويهيئ الأرضية لمفاوضات سياسية جادة.
كما أكد وزير الخارجية المصري لنظيره الفرنسي جان نويل بارو، هاتفيًا، الحاجة الملحة إلى سرعة التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، مطالبًا المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء الوضع الإنساني الكارثي داخل القطاع.
عقبات أمام الاتفاق
يتعلق الاختلاف المتبقي بانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة. وأفاد مصدر مطلع أن الطرفين ناقشا خلال محادثات يومي الاثنين والثلاثاء خرائط إعادة الانتشار.
تطالب حماس بانسحاب جيش الاحتلال إلى نفس خطوط الانسحاب التي كانت قائمة قبل انهيار وقف إطلاق النار السابق في مارس، وهو ما ترفضه إسرائيل، بحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي.
واتهم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، نتنياهو بوضع العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، وقال: "آمل أن يؤدي لقاء رئيس الوزراء وترامب إلى إتمام صفقة تبادل"، مضيفًا: علينا الانسحاب من القطاع والانتشار بالمنطقة العازلة لتأمين بلدات الغلاف.
خلافات تم حلها
وفقًا لمصدرين مطلعين، فإنه من القضايا التي تم حلها الآن إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقال أحد المصدرين إن الطرفين اتفقا على أن تُسلّم المساعدات في مناطق غزة التي ينسحب منها جيش الاحتلال من قِبل الأمم المتحدة أو منظمات دولية غير تابعة لإسرائيل وحماس.
هذا يعني أن ما يسمى بمؤسسة غزة الخيرية، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، لن تتمكن من توسيع عملياتها في غزة.
ومن الخلافات الأخرى التي تم حلها طلب حماس ضمانات أمريكية بعدم قدرة إسرائيل على استئناف الحرب من جانب واحد بعد انتهاء وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا.