بعد أسبوعين من الضربات العسكرية الأمريكية غير المسبوقة على إيران، يدور محور الاهتمام الآن حول الفضاء الدبلوماسي، حيث يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، لحسم مصير غزة وتنظيم الملف النووي الإيراني واتفاقيات الشرق الأوسط.
زيارة نتنياهو وملف غزة
يدخل نتنياهو إلى البيت الأبيض مطلع هذا الأسبوع بعد أسبوعين من إرسال مساعديه لإعداد ملفات حاسمة، ومن أبرز الملفات على جدول الأعمال وقف إطلاق نار شامل في غزة، إذ تسعى إسرائيل الآن إلى إنهاء سيطرة حركة حماس على القطاع كشرط رئيسي لأي اتفاق.
وحسب "سي إن إن"، فإن هناك إصرارًا على ضرورة ربط أي حلول بالهجمات التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر 2023، والتي تواجه بطلبات إسرائيلية بفقدان الحركة نفوذها داخل غزة، مقابل ضمانات دولية لإنهاء القتال والإفراج عن المحتجزين.
مسار تدريجي
تشير "سي إن إن" إلى أن إدارة ترامب يجب أن تحذو حذو إدارة بايدن التي طرحت استراتيجية قيّمت الترقب وزمن التبادل بتدرّج. فالمرحلة الأولى الإفراج عن النساء والأطفال وكبار السن من المحتجزين، مقابل هدنة مؤقتة، والمرحلة التالية إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل وقف نار موسّع.
وقد أسفرت هذه الخطة سابقًا عن الإفراج عن نحو 150 محتجزًا، لكن الحركتين انسحبتا من الإطار بعد 42 يومًا فقط.
هدنة طويلة
في يوليو، صرّح ترامب بأن إسرائيل قبلت إطارًا جديدًا لوقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا مقابل إطلاق 10 محتجزين على الأقل. وعلى الرغم من موافقة مبدئية من حماس، إلّا أنها اشترطت شروطًا إضافية تتعلق بتحديد مواقع القوات الإسرائيلية وطبيعة وقف النار، وهو ما دفع إلى استئناف المحادثات في الدوحة هذا الأسبوع.
ورغم التوترات التي خلفتها الضربات الأمريكية الأخيرة، يوضّح تقرير "سي إن إن" أن الحل الدائم سيحتاج إلى إطار دبلوماسي يشمل جمع وتفتيش اليورانيوم المرتفع التخصيب في مواقع مثل فوردو، وإعادة تعاقد إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عبر المجلس الأعلى للأمن القومي، خلافًا لتشديد البرلمان على الانسحاب، وإعادة فرض العقوبات المحتملة بداية من أكتوبر إذا استمرت طهران في رفض التعاون.