الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

احتلوا المباني ونشروا الحشرات.. مطارات إسبانيا "مدن مخفية" للمشردين

  • مشاركة :
post-title
المطارات الإسبانية تتحول إلى مدن مخفية

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

تحولت عدة مطارات في إسبانيا إلى مأوى للمشردين والمهاجرين الذين انتهى بهم المطاف في الشارع، ووصل عددهم في بعض الأماكن إلى المئات، ما دفع إلى ظهور ما يعرف بـ"المدن المخفية" من المشردين التي تضخمت على مدى السنوات العشر الماضية.

ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، عن وسائل إعلام إسبانية صورًا وفيديوهات تكشف الوضع المزري الذي تطور وانتشر في أماكن أخرى مثل الجزر السياحية الشهيرة، ولم تعد مشكلة إنسانية فحسب، بل تهدد السلامة والصحة العامة.

العشرات يحتلون المباني في المطارات الرئيسية
أكبر المطارات

يعد مطار مدريد باراخاس أكبر مطار في إسبانيا، ويستقبل أكثر من 65 مليون مسافر كل عام، وخلال العشر سنوات الماضية ارتفع عدد المشردين الذين ينامون بداخله من نحو 50 إلى ما يقرب من 500 مشرّد.

وأظهرت صور ولقطات نشرتها صحيفة "ميل أون لاين" عشرات الرجال والنساء ممددين على أرض مبنى الركاب رقم 4، الذي يعد مركز الأزمة في المطار، ونائمين في كل طابق من المبنى وفي أي مكان يمكنهم العثور عليه، بما في ذلك المراحيض وخلف شاشات عرض الرحلات، وعلى طاولات المطاعم.

البراغيث وبق الفراش

أما في مطار ملقة، فيوجد نحو 70 مشردًا بلا مأوى كل ليلة، والأغلبية العظمى منهم في صالة الوصول، لكن الأمر تطور في المكان عندما تعرّض الموظفون للدغات البراغيث وبق الفراش، وأكد العمّال أنهم رأوا الحشرات تتسلق الجدران، ومع نفي السلطات للأمر، يستخدم الموظفون بخاخات طاردة للحشرات قبل الذهاب للمطار.

وفي السياق ذاته، شهد مطار سون سانت خوان، المطار الرئيسي في مايوركا، زيادة كبيرة في عدد المشردين الذين يعيشون داخل المحطة وفي موقف السيارات، ما دفع السلطات لإحضار ضباط أمن لمحاولة احتوائهم.

مواطن ينام في المطار
شغب وسرقات

وكشفت التقارير عن وقوع أعمال شغب وسرقات من متاجر محلية داخل المطار، أما مطار مدريد فبحسب التقديرات يوجد به نحو 400 مشرد ينامون في العراء، وفي الصباح يذهب العشرات منهم إلى العمل، ويعودون كل ليلة للنوم.

أمام ذلك أطلق اتحاد النقابات نداءً عاجلًا، وطالبوا السلطات بالاستجابة الفعّالة لضمان السلامة الصحية في مكان العمل، حيث يتعرّض عمّال المطارات لمواقف بيئية خطيرة، وحتى المسافرون أنفسهم يواجهون ما وصفوه ببيئة منعدمة الأمن ولا تليق بالبنية التحتية للبلاد، بحسب "ديلي ميل". 

الحظر المطلوب

وانتقدت النقابات السلطات لفشلها في معالجة القضية، التي تصنفهم باعتبارهم لاجئين سياسيين، مشيرين إلى أنه يعيشون في المطار باسم "المستأجرين غير المصرح لهم، وأغلبهم بدون موارد مالية ويعانون اضطرابات عقلية ومشكلات إدمان الكحول والمخدرات".

ووفقًا للصحيفة البريطانية، دعا اتحاد نقابات إسبانيا السلطات الحكومية إلى فرض سلسلة من الحظر في المناطق العامة بالمطار، بما في ذلك منع البقاء طوال الليل، أو الإقامة، أو التجول، أو استخدام مناطق راحة الركاب دون أوراق، مشددين على أن المطارات الإسبانية تحولت إلى "مدن مخفية" بسبب المشردين.