مع ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعيشون في الشوارع بشكل كبير في أوروبا منذ سنوات، تُغرد فنلندا خارج السرب، بعد أن اقتربت من القضاء على أزمة المشردين، إذ يجب أن يحصل كل شخص بلا مأوى على شقة بحلول عام 2027.
وفي حين أن عدد المشردين آخذ في الارتفاع بشكل كبير في جميع أنحاء أوروبا منذ سنوات، فإن فنلندا هي الدولة الوحيدة التي تمكنت تقريبًا من حل المشكلة.
890 ألف شخص بلا مأوى في أوروبا
وتُقدر الحكومة الفنلدنية أن هناك نحو 3600 شخص فقط بلا مأوى، ومن المتوقع أن يختفي التشرد طويل الأمد تمامًا بحلول عام 2027.
وسلطت الحرب في أوكرانيا الضوء على حالة الأزمة السكنية المستمرة بأوروبا وزادت من حدتها، وتضرب هذه الأزمة أشد الأسر فقرًا، إذ تأثرت بشدة بارتفاع الأسعار، فضلًا عن زيادة أعداد المشردين، وبحسب الإحصاءات فإن أوروبا تضم ما لا يقل عن 895 ألف شخص بلا مأوى في أوروبا، وحتى الآن حققت فنلندا والدنمارك تقدمًا واضحًا في الحد من التشرد.
إنهاء التشرد 2030
ومع إطلاق المنصة الأوروبية لمكافحة التشرد في عام 2021، وقعت جميع الدول الأعضاء على العمل من أجل إنهاء التشرد بحلول عام 2030.
وقال اتحاد المنظمات الوطنية العاملة مع المشردين إن ما يقرب من مليون شخص يصبحون بلا مأوى في أي ليلة بجميع أنحاء أوروبا، وهو ما يسلط الضوء على فشل الدول الأوروبية في جعل السكن حقًا أساسيًا.
وتشمل هذه الفئات الأشخاص الذين ينامون في العراء، والأشخاص في أماكن الإقامة الطارئة، والمشردين الذين يعيشون مؤقتًا في مساكن تقليدية مع العائلة والأصدقاء.
أرقام المشردين في أوروبا
وفي الدنمارك، انخفض معدل التشرد بنسبة 10% بين عامي 2019 و2022، ويقوم المركز الدنماركي للعلوم الاجتماعية بإجراء مسح وطني حول التشرد كل عامين، إذ يجمع بيانات عن كل شخص على اتصال بالسلطات المحلية.
وتتبع الدنمارك استراتيجية "الإسكان أولاً"، التي تعمل على تحسين القدرة الاستيعابية في مراكز الإقامة وتدير سياسات وقائية تستهدف الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 24 عامًا في المدن الكبرى.
وفي ألمانيا، تشير بيانات التعداد الرسمية إلى أن عدد المشردين يبلغ 262 ألف، وسجلت إسبانيا ما يزيد قليلًا على 28.500 مشرد في عام 2022، في حين ارتفع عدد الباحثين عن خدمات الإقامة في أيرلندا بنسبة 40% خلال عامين.
ويوجد في فرنسا 330 ألف شخص بلا مأوى، ويعاني نحو 14.8 مليون شخص من صعوبات السكن، وفي إنجلترا تم تسجيل ما لا يقل عن 271 ألف شخص بينهم 123 ألف طفل، أصبحوا بلا مأوى في البلاد.