الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تدهور محتمل للعملات.. الاقتصادات الناشئة تستعد لـ"نقطة تحول" في التعريفات الجمركية

  • مشاركة :
post-title
الاقتصادات الناشئة ستتأثر بتعريفات ترامب الجمركية - صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

حذّر خبراء اقتصاد من أن الاقتصادات الناشئة في الدول النامية بمختلف أنحاء العالم، تستعد لنقطة تحول بدأت من انخفاض قيمة عملاتها وتدهور محتمل لائتمانها السيادي، على وقع التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ووصلت الرسوم الجمركية التي فرضها البيت الأبيض، في ما وصف بـ"يوم التحرير" على الواردات الأمريكية، إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق منذ 100 عام تقريبًا، بحسب رويترز، واستهدف فيها عشرات الدول، على رأسها الدول الكبرى مثل الهند وبريطانيا والاتحاد الأوروبي.

ومن المتوقع أن تؤثر تلك الرسوم الجمركية على قارة آسيا وبعض أفقر دول العالم بشكل أشد، وستشكل نقطة تحول سلبية بالنسبة لديون الأسواق الناشئة، التي كانت تأمل في جذب الاستثمارا، خلال السنوات الماضية، وسيصل الأمر إلى انخفاض قيمة العملة وتدهور ما وصفوه بالائتمان السيادي.

وتعد الدول النامية في جنوب شرق آسيا، بما في ذلك ميانمار التي مزقتها الحرب وضربتها الزلزال، والعديد من الدول الإفريقية من بين الشركاء التجاريين المعرضين للخطر، في الوقت الذي ما زالوا فيه متأثرين من تداعيات التخفيضات في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي كانت تقدم مساعدات إنسانية للمناطق المُعرضة للكوارث الطبيعية.

عاملة في دولة نامية بأمريكا الجنوبية تهدد التعريفات الجمركية مستقبل وظيفتها

وكانت الأسواق الناشئة، وفقًا للتقرير، بدأت في عكس اتجاه التدهور، العام الماضي، الذي استمر عقدًا من الزمن في التصنيفات الائتمانية، في أعقاب موجة من التخلف عن السداد، وتسارعت بسبب تداعيات جائحة كورونا، التي كانت المحرك الرئيسي لارتفاع تكاليف القروض.

ومن المنتظر أن تؤثر تلك الرسوم الجديدة على كل شيء بدأ من الفانيليا في مدغشقر بنسبة 47%، إلى المنسوجات في سريلانكا بنسبة 44%، وأكد بنك الاستثمار الأمريكي جولدمان ساكس، أن تلك الرسوم من شأنها أن تضيف نقطة مئوية واحدة إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي في الصين، ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، وهو ما قد يكون له تأثير غير مباشر على الأسواق الناشئة الأوسع.

وشبه الخبراء التأثير المنتظر لخطوة ترامب على العالم، بما حدث إبان أزمة الطاقة المدمرة في سبعينيات القرن الماضي، التي ضربت الاقتصاد العالمي وأحدثت ما وصفوه بهزة عنيفة في مجموعة كبيرة من أصول الأسواق الناشئة.

وبدورها؛ حذرت المدير العام لمنظمة التجارة العالمية نجوزي أوكونجو إيويالا، من أن التعريفات الجمركية الجديدة التي أعلنتها الولايات المتحدة إلى جانب تلك التي تم تقديمها في بداية العام قد تؤدي إلى انكماش بنحو 1% في أحجام التجارة العالمية للسلع، عام 2025.

وأعربت المنظمة العالمية، التي تدير 74% من التجارة العالمية، عن قلقها العميق إزاء هذا التراجع ومن التصعيد إلى حرب جمركية مع دورة من التدابير الانتقامية التي تؤدي إلى المزيد من التراجع في التجارة، مشددين على أن تلك الرسوم الجمركية لديها القدرة على خلق تأثيرات كبيرة لتحويل التجارة.