الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ليست الحرب على غزة فقط.. الإسرائيليون يفرون إلى الخارج بحثا عن الأمان

  • مشاركة :
post-title
الإسرائيليون يفرون من تل أبيب بحثًا عن الأمان

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

سلطت صحيفة "لوموند" الفرنسية الضوء على تزايد أعداد الإسرائيليين الذين يفرون من بلادهم إلى الخارج، مشيرة إلى أن هذا الاتجاه قد يتسارع في المستقبل، نتيجة للعديد من العوامل أبرزها الوضع الاقتصادي المتدهور، وانعدام الأمن بسبب الحرب في غزة، فضلًا عن السياسات المثيرة للجدل التي تتبعها حكومة بنيامين نتنياهو، وسلطة اليمين المتطرف على المجتمع الإسرائيلي.

وقالت الصحيفة الفرنسية، إن مزيدًا من الإسرائيليين قد يفعلون ذلك في المستقبل، مشيرة إلى أن الوضع الاقتصادي وانعدام الأمن والحرب في غزة وسياسات حكومة بنيامين نتنياهو كلها عوامل جعلت هذا الاتجاه يتسارع.

واستهلت الصحيفة تقريرها بقصة فنان إسرائيلي لم يعد يرى مستقبلاً في وطنه، رغم نجاحه في مجال الفن كمنتج ومغن. ويخطط هذا الموسيقي للهجرة مع زوجته إلى إسبانيا، واصفا الوضع المستقبلي في إسرائيل بأنه "سنوات مظلمة في انتظارنا".

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن الفنان الإسرائيلي قوله: "حكومة نتنياهو تجاوزت العديد من الحدود التي تهدد الديمقراطية، وأن هناك تناقضًا بين الدين والقانون، مع زيادة عدد المتطرفين".

وتشير البيانات الصادرة عن المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي إلى أن أعداد الإسرائيليين المغادرين قد وصلت إلى مستويات قياسية خلال العام الماضي، حيث غادر نحو 82,700 إسرائيلي، ولم تكن الحرب في غزة هي السبب الرئيسي لهذا الهجرة الجماعية. ووفقًا للتقرير، فإن 24 ألف إسرائيلي فقط عادوا إلى البلاد في نفس العام.

إسحاق ساسون، أستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، أوضح أن العديد من المهاجرين غادروا البلاد قبل بدء الحرب في غزة، مشيرًا إلى أن البعض منهم رحل بسبب عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل والإصلاحات القضائية المثيرة للجدل، بحسب الصحيفة الفرنسية. 

وقال ساسون إن "هذه الزيادة في الهجرة مثيرة للقلق، لأن المهاجرين عادةً ما يكون لديهم مستويات تعليمية أعلى من المتوسط، وهو ما يمثل خطرًا على البلاد على المدى الطويل، خاصة فيما يتعلق بهجرة العقول".

ومن جانبه، أكد إيلان ريفيفو، رجل الأعمال الذي يدير شركة متخصصة في مساعدة اليهود على الاستقرار في إسرائيل، أن ما يحدث الآن هو عكس ما كان يحدث سابقًا.

وقال ريفيفو: "لم أشاهد شيئًا مثل هذا طوال 30 عامًا من عملي، إذ كانت شركتي دائمًا تدعم الاستقرار في إسرائيل، بينما الآن الوضع يعكس العكس تمامًا"، مضيفًا أن الكثير من المغادرين هم "أشخاص يخشون الوضع السياسي الحالي، ولا يشعرون بالتفاؤل حيال المستقبل، وهم يفكرون في مصلحة أطفالهم".

وأشارت الصحيفة إلى أن الوضع السياسي الحالي في إسرائيل قد يظل عاملًا رئيسيًا في تسريع الهجرة العكسية، خاصة في ظل تحذيرات نتنياهو من أن الحكومة تحتفظ "بالحق" في استئناف الحرب في غزة إذا لزم الأمر.

وبحسب "لوموند"، فإن العديد من الإسرائيليين يشعرون بالاستياء من السياسات التي ينتهجها الائتلاف الحاكم الذي يهيمن عليه اليمين المتطرف، مما يدفعهم للبحث عن مستقبل أكثر استقرارًا في الخارج.