الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

طرد اليهود من القاعة.. رئيس أيرلندا يثير غضب إسرائيل بدعم غزة

  • مشاركة :
post-title
يهود أداروا ظهورهم للرئيس الأيرلندي خلال خطابه في ذكرى المحرقة

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في حدث أثار ردود فعل واسعة النطاق، شهد حفل إحياء ذكرى يوم المحرقة العالمي في العاصمة الأيرلندية دبلن، لحظات غير مسبوقة من التوتر، إذ استغل رئيس أيرلندا، مايكل هيجينز، منصته في هذا الحدث لتوجيه انتقادات لاذعة ضد سياسات دولة الاحتلال الإسرائيلية في غزة، وأثار خطابه احتجاجات صاخبة من الجالية اليهودية الحاضرة، وسط أجواء مشحونة بالتوتر والانقسام، وفق القناة الـ14 العبرية.

إدانة ضمنية لإسرائيل

في كلمته التي ألقاها بمناسبة الذكرى الثمانين لتحرير معسكر الإبادة أوشفيتز، أشار الرئيس الأيرلندي إلى ضرورة التعلم من دروس المحرقة لضمان عدم تكرارها، لكنه ضمّن حديثه انتقادًا للوضع الحالي في قطاع غز، وتساءل "هيجينز" عن كيفية استمرار العالم في تجاهل معاناة سكان القطاع، معتبرًا أن الكارثة الإنسانية التي تشهدها غزة تستدعي تدخلًا عاجلًا.

وقال هيجينز: "علينا أن نتأكد من أن كل جيل يفهم كيف أصبحت فظائع المحرقة ممكنة، لكننا أيضًا بحاجة إلى التساؤل: كيف يمكن للعالم أن يغض النظر عن أوعية الجياع الفارغة في غزة؟" كما أشار إلى تكلفة الصراع في الأرواح والدمار، داعيًا إلى زيادة المساعدات الإنسانية وتنفيذ الاتفاقات بالكامل.

طرد اليهود من القاعة

تسبب خطاب هيجينز في ردود فعل غاضبة من الجالية اليهودية الحاضرة، وأدار بعض الحاضرين اليهود ظهورهم احتجاجًا على تصريحات الرئيس، ما أدى إلى اشتباكات داخل القاعة، ووثقت مقاطع الفيديو المتداولة حراس الأمن وهم يقومون بإبعاد اليهود المحتجين بالقوة.

وحذرت مسبقًا السفيرة الإسرائيلية المنتهية ولايتها في دبلن، دانا إرليخ، من مشاركة هيجينز في هذا الحدث، زاعمة أن وجوده يساهم في تعزيز الأجواء المعادية لإسرائيل في أيرلندا، ورغم هذه التحذيرات، أصر الرئيس الأيرلندي على الحضور وإلقاء كلمته.

يهود يديرون ظهورهم للرئيس الأيرلندي خلال الخطاب

منذ الإعلان عن مشاركة هيجينز كمتحدث رئيسي، أعربت الجالية اليهودية في أيرلندا عن قلقها، ووصف رئيس مجلس النواب اليهودي موريس كوهين، الدعوة بأنها "غير ملائمة"، مشيرًا إلى أن الحدث يتطلب احترامًا وحساسية لإحياء ذكرى الضحايا.

ووجّه كبير الحاخامات في أيرلندا، يوني فيدر، انتقادات لاذعة للرئيس الأيرلندي قبل الحفل قائلًا: "الرئيس هيجينز يتجاهل معاداة السامية المعاصرة في أيرلندا، بل ويقلل من شأنها، ما يثير قلقًا كبيرًا لدى اليهود الأيرلنديين".

إغلاق السفارة الإسرائيلية

تصاعدت التوترات بين إسرائيل وأيرلندا بشكل غير مسبوق، حيث قررت دولة الاحتلال الإسرائيلي إغلاق سفارتها في دبلن في ديسمبر 2023، في خطوة وصفتها حكومة الاحتلال بأنها رد فعل على السياسات المعادية لإسرائيل التي تنتهجها أيرلندا، ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، أيرلندا بأنها "معادية للسامية"، معتبرًا أن خطاب هيجينز دليل على صحة قراره بإغلاق السفارة.

في المقابل، ردَّ الرئيس الأيرلندي على هذه التصريحات قائلًا: "اتهام الشعب الأيرلندي بمعاداة السامية لمجرد معارضته لسياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو تشويه غير مقبول وخطير للغاية".

كانت أيرلندا من أوائل الدول الأوروبية التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، ودعمت قضايا الفلسطينيين في المحافل الدولية. ومنذ اندلاع الحرب في غزة، قادت أيرلندا مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، ما زاد من تعقيد العلاقات مع دولة الاحتلال.

مع هذه الخطوات، أصبحت أيرلندا وجهة للانتقادات الإسرائيلية، حيث تعتبرها إسرائيل من أكثر الدول الأوروبية المعادية، وتتهمها بدعم خطوات تهدف إلى عزل إسرائيل دوليًا، بما في ذلك الانضمام إلى دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية.