في شوارع المدينة المحتلة بتل أبيب، تصاعدت مشاهد الذعر والخوف مع تزايد عمليات الطعن التي باتت تشكل هاجسًا أمنيًا كبيرًا في دولة الاحتلال. حادثة جديدة مساء اليوم أضافت إلى قائمة الهجمات التي هزّت المدينة في غضون أيام قليلة، تاركة أربعة جرحى وعددًا لا يُحصى من التساؤلات حول قدرة الأجهزة الأمنية على احتواء التوترات المتفاقمة.
في الوقت الذي تلاحق فيه قوات الاحتلال المنفذين وتضع تل أبيب تحت طوق أمني مشدد، يتجدد النقاش حول هذه الحوادث، وسط أجواء مشحونة بالخوف من استمرار موجة العنف التي تتنقل بين شوارع المدن والمستوطنات، فيما يعيش السكان بين شبح الطعنات وأصوات الإنذارات المتكررة.
تفاصيل الهجوم والضحايا
شهدت مدينة تل أبيب، اليوم الثلاثاء، بدولة الاحتلال عملية طعن أثارت ذعرًا بين المارة والمقيمين، وأسفرت عن إصابة 4 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، بينما قُتل منفذ الهجوم من قبل قوات أمن الاحتلال.
بحسب ما أفادت به هيئة الإسعاف الإسرائيلي، أصيب شابان في العشرينات من العمر بجروح متوسطة، بينما تعرّض شخصان آخران، أحدهما في الخمسينات من العمر، لإصابات طفيفة.
وأشارت المعلومات الأولية إلى أن منفذ الهجوم وصل على متن دراجة نارية، بينما فرَّ السائق الذي قام بإيصاله إلى مكان الحادثة، وتشير التقارير الأمنية في دولة الاحتلال إلى أن عمليات التمشيط والبحث لا تزال جارية في المنطقة لتعقب المنفذين الآخرين المحتملين.
العملية الثالثة في 15 يومًا
الهجوم الأخير يعيد إلى الأذهان سلسلة من الحوادث المماثلة التي شهدتها المدينة المحتلة أخيرًا، فالسبت الماضي، شهد شارع ليفونتين في تل أبيب هجومًا آخر، حيث أصيب شاب يبلغ من العمر 30 عامًا بجروح متوسطة، إذ أطلق النار على منفذ الهجوم، وهو صلاح يحيى، فلسطيني يبلغ من العمر 19 عامًا من طولكرم، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بعد إطلاق النار عليه من قِبل أحد الموجودين في المكان.
الحوادث لا تقتصر على تل أبيب فقط، ففي الخامس من يناير الجاري، تعرّضت مستوطنة إسرائيلية لعملية طعن في بلدة دير قديس غرب رام الله، وفقًا لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، المرأة الإسرائيلية كانت تغسل سيارتها في إحدى المغاسل عندما هاجمها شخص فلسطيني، ما أدى إلى إصابتها بجروح.
تداعيات الحوادث الأمنية
تأتي هذه الحوادث وسط تصاعد في التوترات الأمنية في مختلف المناطق، حيث تعمل قوات الاحتلال الإسرائيلي على تكثيف الإجراءات الأمنية في المدن والبلدات. ومع استمرار الهجمات يبقى الشارع الإسرائيلي في حالة ترقب.
الحوادث المتكررة في تل أبيب ومحيطها تفتح الباب واسعًا أمام نقاشات سياسية وأمنية حول سبل التعامل مع الوضع الراهن، فيما يواصل السكان حياتهم اليومية وسط قلق متزايد.
عام من العنف
وأصدرت الهيئة الوطنية للإعلام التابعة لدولة الاحتلال تقريرًا يُلخص معطيات حوادث العنف في إسرائيل لعام 2024، إذ يُظهر التقرير عامًا مشحونًا بالأحداث الأمنية، إذ قُتل 134 شخصًا وأُصيب 1277 آخرين في هجمات ضد مواطني الاحتلال، من بين القتلى 41 في عمليات إطلاق نار، و9 في عمليات طعن، و6 في عمليات دهس، وأصيب 104 أشخاص في حوادث طعن وصلت إلى 67 حادثًا، حسب تقرير رسمي إسرائيلي.
ووفق التقرير، تعرّضت دولة الاحتلال لهجمات جوية بإطلاق نحو 16,300 صاروخ من لبنان وقطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 55 شخصًا وإصابة 699 آخرين.
هجمات من سبع اتجاهات
يشير التقرير إلى أن دولة الاحتلال تعرّضت لهجمات من 7 جبهات رئيسية: "إيران، ولبنان، وسوريا، وغزة، والعراق، واليمن، والضفة الغربية" وشهدت إطلاق 15,400 صاروخ من لبنان وحده، إلى جانب 700 صاروخ إضافي من غزة، ما أدى إلى أضرار جسيمة وخسائر بشرية ومادية.
كان شهر أكتوبر 2024 أكثر الشهور دموية في دولة الاحتلال، حيث قُتل فيه 37 شخصًا وأُصيب 294 آخرين، وشهد هذا الشهر أيضًا أكبر عدد من حوادث إطلاق النار، مع تسجيل أكثر من 6,900 عملية إطلاق، تبعه شهرا يوليو وأغسطس من حيث عدد القتلى والمصابين والهجمات.
حرائق وخسائر زراعية
إلى جانب الخسائر البشرية، أُحرقت نحو 374 ألف دونم (374 كيلو مترًا مربعًا) من الأراضي بسبب سقوط الصواريخ والطائرات المُسيرة، تركزت الخسائر في شمال دولة الاحتلال، حيث دُمرت 223 ألف دونم (223 كيلو مترا مربعا) من أراضي سلطة الطبيعة والحدائق، إضافة إلى 1500 دونم ( نحو 357 فدانًا) من المحاصيل الزراعية.
وأوضح جهاز المعلومات الوطني التابع لدولة الاحتلال أن التقرير السنوي الذي يرصد الاعتداء على الإسرائيليين داخل دولة الاحتلال، يُعتبر مصدرًا رسميًا للبيانات الأمنية ويستخدم في الساحة الإعلامية لحشد الدعم الدولي، إذ يشمل بيانات مفصلة من جيش الاحتلال والشرطة، الشاباك، وأجهزة الأمن والإنقاذ.