الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صراع تايوان 2028.. تصعيد نووي غير متوقع بين أمريكا والصين

  • مشاركة :
post-title
تصعيد نووي غير متوقع بين أمريكا والصين

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في عالم تتزايد فيه التوترات الجيوسياسية ويتسارع فيه سباق التسلح النووي، تكشف دراسة تحليلية أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عن رؤى صادمة بشأن الصراع الافتراضي المحتمل حول تايوان في عام 2028.

رغم الدعوات المتزايدة لتعزيز الترسانة النووية الأمريكية، تأتي هذه الدراسة لتسلّط الضوء على محدودية دور الأسلحة النووية في ردع الصين، وتؤكد أن التوسع النووي قد لا يكون الحل الأمثل أمام التصعيد النووي غير المتوقع.

التوسع النووي الصيني والرد الأمريكي

شهدت الترسانة النووية الصينية تطورات كبيرة في العقد الأخير، بعد أن كانت تقتصر على الردع الدفاعي، إذ تسعى الصين إلى توسيع قوتها النووية، وحسبما تشير تقديرات وزارة الدفاع الأمريكية فإن عدد الرؤوس الحربية الصينية قد يتجاوز 1000 رأس حربي بحلول عام 2030، مقارنةً بأكثر من 500 في عام 2022، إضافة إلى ذلك، تعمل بكين على تنويع وسائل توصيل الأسلحة النووية من غواصات إلى منصات جوية وصوامع صواريخ.

ووسط هذا التوسع، يطالب بعض الخبراء الأمريكيين بنشر أسلحة نووية تكتيكية مثل الصواريخ المجنحة التي كانت قد أُزيلت من الخدمة بعد الحرب الباردة، إلا أن إريك هيجينبوئام، الخبير النووي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أكد أن هذه التحركات لا تقدم ميزة استراتيجية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تمتلك أكثر من 600 سلاح نووي تكتيكي قيد التحديث.

نتائج لعبة الحرب

ووفق التقرير، فقد أظهرت نتائج المحاكاة، التي استندت إلى سيناريوهات متعددة، أن التوسع الإضافي في الترسانة النووية الأمريكية لن يردع الصين عن استخدام أسلحتها النووية في حال الهزيمة في تايوان، فيما أن الفرق الصينية المشاركة في لعبة الحرب لم تعتبر أن قدرات الولايات المتحدة الحالية تقيّدها.

تؤكد الدراسة أن الصين قد تلجأ إلى استخدام الأسلحة النووية حال شعورها بالهزيمة في تايوان، ورغم التزامها التاريخي بعدم الاستخدام الأول، فإن السيناريوهات تشير إلى احتمالية تخفيف هذا التعهد تحت الضغط العسكري.

تصعيد غير متوقع

بيّنت الدراسة أن التصعيد النووي في الصراع الافتراضي يتسم بعدم التوقع، مع نتائج كارثية مثل تدمير مدن رئيسية في الولايات المتحدة والصين، مما يؤكد أن النصر الكامل في مثل هذا السيناريو قد يكون مستحيلًا.

ويحذّر التقرير من أن الصراع معقد مثل صراع تايوان قد لا يوفر الوقت الكافي للتفاوض خلال التصعيد النووي، وأشار مارك كانسيان، كبير مستشاري مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إلى أهمية التخطيط الاستباقي لحلول دبلوماسية، ومن الأمثلة التاريخية على ذلك، الاتفاق السري خلال أزمة الصواريخ الكوبية الذي أزال صواريخ أمريكية من تركيا مقابل تخفيف التوترات مع الاتحاد السوفييتي.

ردود الفعل الصينية

رفضت الصين المخاوف الأمريكية بشأن تحديث ترسانتها النووية، معتبرة إياها مبررًا لتوسيع واشنطن لترسانتها، وصرّح المتحدث باسم الخارجية الصينية، ماو نينج، أن الولايات المتحدة هي المصدر الرئيسي للتهديدات النووية العالمية.

وتؤكد الدراسة التي أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على نقطتين محوريتين:

الحدود الواضحة للردع النووي: القدرات النووية الأمريكية الحالية كافية للحفاظ على التوازن دون الحاجة إلى التوسع.

الحاجة إلى استراتيجيات جديدة: التصعيد النووي غير المتوقع في صراع معقد كهذا يتطلب تطوير استراتيجيات تركز على تعزيز الاستقرار العالمي بدلاً من زيادة المخاطر.

في ظل تصاعد التوترات، تبقى الحاجة ماسة إلى استراتيجيات متوازنة، تقوم على الاستباقية في خفض التصعيد والدبلوماسية الذكية لضمان الأمن والاستقرار العالميين.