الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

العصر النووي الثالث.. قائد الجيش البريطاني يحذر من حرب معقدة

  • مشاركة :
post-title
قائد القوات المسلحة البريطانية الأدميرال السير توني راداكين

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

العالم يقف أمام منعطف حاسم في تاريخ التوازن الدولي، فوفقًا لتحذيرات الأدميرال السير توني راداكين، قائد القوات المسلحة البريطانية، فإن البشرية على وشك الدخول في عصر نووي ثالث، يحمل في طياته تحديات غير مسبوقة.

وفي محاضرة بمقر المعهد الملكي للخدمات المتحدة بالمملكة المتحدة، ألقى راداكين، الضوء على التحولات الجذرية التي يشهدها المشهد العالمي، مؤكدًا أن هذا العصر سيعيد صياغة المعادلات الجيوسياسية، وسط تصاعد التوترات وتقلص أدوات الردع التقليدية، وفق "سي إن إن".

العصر النووي الثالث

أكد "راداكين" أنَّ هذا العصر الجديد يتميز بتعقيد يفوق ما شهده العالم خلال العصرين النوويين السابقين، ففي حين كان العصر الأول يتسم بالتنافس بين القوى العظمى في فترة الحرب الباردة، وركز العصر الثاني على جهود نزع السلاح، فإن العصر النووي الثالث يأتي في ظل انتشار التقنيات النووية وأسلحة الدمار الشامل، مع غياب شبه تام للهياكل الأمنية التي كانت توفر استقرارًا نسبيًا في الماضي.

وأضاف أن الأحداث الجارية، مثل الحرب في أوكرانيا والتوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، فاقمت من حالة عدم الاستقرار الدولي.

استراتيجية الردع

أشار راداكين إلى تطورات وصفها بأنها "غير مسبوقة"، مثل نشر قوات كورية شمالية على الحدود الروسية مع أوكرانيا، واستخدام روسيا طائرات مُسيّرة إيرانية في عملياتها العسكرية، بالإضافة إلى تهديد موسكو بتسليح الحوثيين في اليمن ردًا على الدعم الغربي لأوكرانيا، واعتبر هذه التحركات دلالة واضحة على تنامي الخطر النووي وتداخل المصالح الجيوسياسية.

كما لفت إلى أن روسيا حدَّثت مؤخرًا عقيدتها النووية، بعد منح الولايات المتحدة الضوء الأخضر لأوكرانيا بضرب أهداف داخل الأراضي الروسية باستخدام أسلحة أمريكية الصنع.

رغم تصاعد التوتر، أشار "راداكين" إلى أنَّ احتمالات مهاجمة روسيا لحلف شمال الأطلسي تبقى ضئيلة، نظرًا لإدراكها أن الرد سيكون "ساحقًا"، سواء بأسلحة تقليدية أو نووية، وأكد أن استراتيجية الردع التي يعتمدها حلف شمال الأطلسي أثبتت فعاليتها، لكنه شدد على ضرورة تعزيزها في ظل الخطر الروسي المتزايد.

تصنيف الدول ثلاث مجموعات

قدم راداكين رؤية تحليلية لقوى العالم، مقسمًا الدول إلى ثلاث مجموعات:

دول استبدادية: مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، التي تسعى إلى تحدي القواعد العالمية، حسب وصفه.

دول مسؤولة: وهي الدول الديمقراطية ومعها دول خليجية أخرى تعمل على حفظ الاستقرار العالمي.

دول محايدة: التي تحاول الموازنة بين الأطراف المختلفة لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية.

اختتم راداكين محاضرته بالتأكيد على ضرورة بقاء دول حلف شمال الأطلسي في موقع التفوق لضمان مواجهة التحديات المستقبلية، مشددًا على أهمية الاستفادة من الدروس المستخلصة من الصراعات الجارية لتعزيز الاستراتيجيات الدفاعية والتعامل بفاعلية مع ملامح العصر النووي الجديد.