في مواجهة ما أسمته المخاطر الاقتصادية والأمنية المتزايدة التي تشكلها بكين على واشنطن، دعت لجنة المراجعة الاقتصادية بين البلدين، في تقريرها السنوي للكونجرس، إلى ضرورة القيام بـ 3 أمور هامة في هذا الصدد، قبل الانتقال الحكومي المقبل.
وتتكون اللجنة، التي تُعنى بمراجعة العلاقات الاقتصادية والأمنية بين الولايات المتحدة والصين وأنشئت في عام 2000، من 12 شخصًا يتم اختيارهم من قبل زعماء الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونجرس، وتعمل على تشريع ومراقبة الآثار المترتبة على الأمن الأمريكي القومي من العلاقات التجارية بين البلدين.
الوضع التجاري
وبحسب صحيفة واشنطن بوست، تضمن التقرير السنوي الذي قدمته اللجنة لمجلس النواب الأمريكي، العديد من التوصيات لمعالجة المشاكل المتوقعة مع بكين، كان من أبرزها الإجماع لأول مرة على إلغاء الوضع التجاري الطبيعي للصين، وهو حجر الزاوية في التجارة بين البلدين منذ انضمام بكين إلى منظمة التجارة العالمية 2001.
وحول ذلك، أكدت روبن كليفلاند رئيسة اللجنة، أنه لا ينبغي خلال فترة تغيير الحكومة أن يكون هناك شك بين القيادتين الحالية والقادمة على أن الصين تشكل التهديد الاقتصادي الأكثر أهمية في العصر الحالي للولايات المتحدة.
وشددت على أن الولايات المتحدة سعت لمواجهة ما أسمته "التفاف بكين على القوانين ومحاولة الاستفادة من الثغرات التجارية بين البلدين".
ثغرة الحد الأدنى
كما دعا التقرير أيضًا إلى إغلاق الثغرات المعفاة من الرسوم الجمركية على سلع التجارة الإلكترونية، والمعروفة باسم " ثغرة الحد الأدنى"، والتي تسمح للسلع الصينية التي تقل قيمتها عن 800 دولار أن تكون معفاة من الرسوم الجمركية.
وخلال العقد الماضي، ارتفع عدد شحنات الحد الأدنى القادمة من الصين إلى الولايات المتحدة من 140 مليونًا إلى أكثر من مليار شحنة سنويًا.
ووفقًا للصحيفة، تمنح الثغرة منتجات التجارة الإلكترونية الصينية ميزة غير عادلة، وتسمح بتهريب المواد غير المشروعة مثل الفنتانيل.
برنامج الذكاء الاصطناعي
أيضا طالب التقرير بضرورة تجاوز قدرات الصين المتقدمة في تطوير الذكاء الاصطناعي، وذلك عن طريق إنشاء وتمويل برنامج واسع يُمكّن أمريكا من أن تصبح قوة عظمى في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك على غرار "مشروع مانهاتن" في حقبة الحرب العالمية الثانية، الذي أسفر عن تصنيع القنبلة الذرية.
ويرى عضو اللجنة جاكوب هيلبيرج، أن من شأن ذلك الأمر، أن يؤدي إلى تحول كامل في القدرات العسكرية الأمريكية، لافتًا إلى أن الدول التي تميل إلى أن تكون الأولى في استغلال فترات التغير التكنولوجي السريع يمكن أن تتسبب أحيانًا في تحولات دراماتيكية في توازن القوى العالمي.
وردًا على ذلك، أكد المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن ليو بينجيو، أن تقرير اللجنة كان مليئًا بالمعلومات المضللة والتشهير، التي تعكس تحيزًا راسخًا، مشيرًا إلى أن محاولات إعادة العلاقات التجارية والاقتصادية إلى حقبة الحرب الباردة لن تؤدي إلا إلى الإضرار بالمصالح المشتركة للبلدين وتعطيل الاقتصاد العالمي.