يخطط جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى الاستعانة بشركات خاصة لتوزيع المساعدات في غزة، في خطة اليوم التالي لـحرب الإبادة على القطاع.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن إسرائيل تدرس استخدام شركات أمنية خاصة، ربما تشمل قدامى المحاربين في القوات الخاصة البريطانية، لتوصيل المساعدات إلى غزة، مع تدهور الأوضاع في شمال القطاع بشكل كبير.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي، إن مجلس الوزراء الأمني للاحتلال ناقش هذه القضية، أمس الأول الأحد، قبل التصويت المتوقع في الكنيست الأسبوع المقبل على مشروعي قانونين من شأنهما منع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من العمل في الأراضي المحتلة. وفي حالة إقرار هذين القانونين، فإنهما من شأنهما الحد بشدة من عمليات أكبر عملية إغاثة في غزة.
وقال رجل الأعمال الإسرائيلي الأمريكي مردخاي موطي كاهانا، الذي تتنافس شركته "جلوبال ديلفري كومباني" (جي دي سي) على عقد تسليم المساعدات إلى غزة، إن مجلس الوزراء الإسرائيلي لم يتخذ قرارًا رسميًا، أمس الأحد، على أساس أن الأمر متروك لجيش الاحتلال.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، أن جيش الاحتلال اختار شركة "كاهانا" لتتولى تسليم المساعدات إلى غزة، لكن كاهانا قال إنه لم يتلق تأكيدًا، وأضاف أنه في حالة حصول شركة "جي دي سي" على العقد، فإن تسليم المساعدات الفعلية إلى غزة سيتم من قِبل شركة أمنية بريطانية تعمل الآن في العراق، التي قال إنه لا يستطيع تسميتها حتى يتم الانتهاء من الاتفاق.
وقال: "إنهم قوات خاصة بريطانية، وهم يعرفون ما يفعلونه". وأضاف أن الشريك التنفيذي البريطاني سيحتاج إلى 30 يومًا لنشر العناصر بعد الحصول على الضوء الأخضر.
ويستهدف مخطط الاحتلال تقسيم غزة إلى "جيتوات"، إذ يتحدث "كاهانا" عن تأمين "فقاعات إنسانية"، ستكون "أشبه بأحياء محمية محاطة بجدران، ومعقّمة من الإرهابيين"، على حد زعمه.
و"الجيتوات" مصطلح عُرف في الحرب العالمية الثانية، وهو عبارة عن أحياء ضمن مدن وبلدات في أوروبا الشرقية التي كانت تحتلها ألمانيا، واضطر اليهود للعيش فيها بمعزل عن المجتمع الأوسع.
ونصّب كاهانا نفسه أيضًا حاكمًا جديدًا في القطاع، حيث لوّح في حديثه لـ"يديعوت أحرونوت"، أمس الثلاثاء، باستخدام القوة والرصاص ضد سكان غزة، من أجل بسط السيطرة على الأحياء.
ويقول كاهانا أيضًا: "أنا فعليًا مقاول للتنفيذ والشركة مكونة من جنود سابقين من خريجي وحدات مختارة من الولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا". ويضيف أن موظفيه اكتسبوا خبرتهم على مدار 25 عامًا في العراق وأفغانستان، وأن الشركة "مكونة من مدمني حرب، ممن يحبون قتال الأشرار، ويؤمنون بأن هذا هو الأمر الصحيح لفعله".
وفي حديثه عن كيفية التعامل مع احتمال محاولة الاستيلاء على قوافل المساعدات، يقول مهددًا ومتوعدًا سكان غزة: "في حال كانت هناك محاولة لسرقة القوافل، فهناك بداية فريق أولي يصل مع وسائل دفاعية غير قاتلة، فالخط الأول لا يصل من أجل القتال، وإنما يستطيع أن يردع، مع رصاص مطاطي ومياه، وإطلاق نار بالهواء. لكن في حال لم يساعد هذا، يصل عندها الفريق الثاني. وفي حال حدوث شيء، سنوصل رسالة إلى سكان غزة: يجب ألا تعبثوا معنا. أنا أعد بأن هذه الرسالة ستصل سريعًا. سيدركون أن عمدة (حاكمًا) جديدًا وصل إلى المدينة. في البداية ستكون هناك بعض الفوضى، ولكن سيفهمون ذلك سريعًا. الأمر المهم أنهم سيكتشفون وجود الطعام في الحي المحمي، مخبز وروضة للأطفال، نحن أولئك الذين سنعد لليوم التالي في غزة".
وبالحديث عن طبيعة الأحياء التي ستتم إقامتها، يشرح كاهانا أنه "من المهم بالنسبة لي التأكيد أننا لا نتحدث عن جيتوات. سيكون بإمكان الناس الخروج والدخول من الأحياء المحمية. سيكون في الحي الكثير من الطعام ومدارس رائعة، وسريعًا سترغب كل غزة أن تبدو على هذا النحو. وسنبني حيًا بعد الآخر. سيقدم كل العالم الأموال إذا رأى أن هناك أملًا، وفي بغداد حدث الشيء ذاته"، على حد تعبيره.
ويؤكد كاهانا في الوقت نفسه، التنسيق التام طوال أيام الأسبوع وعلى مدار الساعة، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأن "الخطة الأمريكية هي إغراق غزة بالكثير من الطعام".
وحول التكاليف، يقول: "لقد قلنا للأمريكيين إنكم أهدرتم 350 مليون دولار على إقامة ميناء غرق في البحر بعد ثمانية أسابيع. أما نحن فمنحنا الأمريكيين تخفيضًا 200 مليون دولار لستة أشهر ولن يغرق".
ومنذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر 2023، يفرض جيش الاحتلال حصارًا شديدًا ويعرقل إدخال المساعدات للقطاع، ويستهدف قوافل الإغاثة، ويطلق النار على الشاحنات المحملة بالمساعدات.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن مسؤولين أمميين، الخميس الماضي، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار على قوافل مساعدات كانت متجهة لشمال قطاع غزة 4 مرات خلال 3 أشهر. وأضافت الصحيفة الأمريكية، بحسب المسؤولين الأمميين، أن قوات الاحتلال احتجزت في 9 سبتمبر الماضي، قافلة خاصة كانت تحمل التطعيمات الخاصة بشلل الأطفال.