الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من البحر للمستوطنات.. الاحتلال ينتهي من إنشاء طريق تقسيم غزة

  • مشاركة :
post-title
صور الأقمار الصناعية تظهر طريق تقسيم غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أنهت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بناء طريق جديد يمر عبر شمال قطاع غزة من الشرق إلى الغرب، وفق تحليل صور الأقمار الصناعية التي تحققت منها هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي"، وشبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.

وأظهر تحليل "سي. إن. إن" لصور الأقمار الصناعية، أن الطريق الذي يبنيه جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويقسم غزة إلى قسمين، وصل إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط.

ويبدأ الطريق الجديد عند السياج الحدودي لغزة مع المستوطنات، بالقرب من كيبوتس "ناحال عوز"، ويعبر قطاع غزة وينتهي بالقرب من الساحل في الغرب.

ويمتد الطريق الجديد عبر شمال غزة، وتقع خلفه المناطق الوسطى والجنوبية. وعلى الرغم من وجود شبكة من الطرق التي تربط بين الشرق والغرب، إلا إن الطريق الجديد لجيش الاحتلال هو الوحيد الذي يمتد دون انقطاع في جميع أنحاء غزة. كما يتقاطع مع طريقي صلاح الدين والرشيد، وهما الشريانان الرئيسيان اللذان يمران بالإقليم.

وتكشف صورة الأقمار الصناعية، التي التقطت في 6 مارس، أن الطريق الشرقي الغربي، الذي كان قيد الإنشاء منذ أسابيع، يمتد الآن من منطقة الحدود بين غزة والمستوطنات عبر القطاع، الذي يبلغ عرضه حوالي 6.5 كيلومتر (حوالي 4 أميال)، ويقسم شمال غزة، بما في ذلك مدينة غزة، عن جنوب القطاع.

وتتضمن تلك المسافة، طريقًا قائمًا بطول حوالي 2 كيلومتر (1.2 ميل)، بينما الباقي جديد، وفقًا لتحليل "سي. إن. إن".

ويقول جيش الاحتلال، إنه سيستخدم الطريق لإنشاء موطئ قدم عملياتي في المنطقة، والسماح بمرور القوات، وكذلك المعدات اللوجستية. ونقلت الشبكة عن مسؤولين إسرائيليين، إن إنشاء الطريق جزء من خطة أمنية للسيطرة على المنطقة لأشهر، وربما لسنوات قادمة.

وحسبما قال وزير شؤون الشتات الإسرائيلي، أميحاي شيكلي، للشبكة الإخبارية الأمريكية، إن الطريق الجديد "سيسهل" على جيش الاحتلال شنّ غارات شمال مدينة غزة وجنوبها، وحتى المنطقة الوسطى من القطاع.

وقال شيكلي، إن الاحتلال سيستخدم الطريق لمدة عام على الأقل، وسيكون به ثلاثة مسارات، واحد للدبابات الثقيلة والمدرعات، وآخر للمركبات الخفيفة، وثالث للحركة السريعة.

وقال إنه سيكون من الممكن القيادة على "ممر نتساريم" من بئيري، وهو كيبوتس إسرائيلي بالقرب من حدود غزة، إلى البحر الأبيض المتوسط في سبع دقائق.

وتم تسمية "ممر نتساريم" على اسم مستوطنة "نتساريم" الإسرائيلية السابقة في غزة، وهو يتقاطع مع أحد الطريقين الرئيسيين بين الشمال والجنوب في غزة، وهو شارع صلاح الدين، وطريق الرشيد الذي يمتد على طول الساحل، كما تظهر صور الأقمار الصناعية.

ونقلت" سس. إن. إن" عن فلسطينيين، إنهم يتذكرون أن ما يسمى بـ"مفترق نتساريم" كان موجودًا قبل عام 2005؛ وفي ذلك الوقت، كان الوصول إليها إلى حد كبير فقط للمستوطنين.

وكان شيكلي، اقترح في يناير، إلى جانب أعضاء آخرين في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، خطة تضمنت خطوات للسيطرة على أجزاء استراتيجية من قطاع غزة.

وجاء في المقترح أن ممر نتساريم سيتم استخدامه في تدمير البنية التحتية تحت الأرض لحماس وجيوب المقاومة التابعة لها في شمال قطاع غزة.

كما يتضمن الاقتراح عدم السماح لسكان قطاع غزة، بالعودة إلى الشمال حتى يتم هدم جميع البنية التحتية تحت الأرض.

ويتضمن المقترح أيضًا، ممرًا ثانيًا إلى الجنوب أطلق عليه اسم "ممر صوفا". ولم يعتمد جيش الاحتلال الخطة، لكنها تتضمن عناصر ستنشأ، بما في ذلك "ممر نتساريم"، وفق "سي. إن. إن".

وتُظهر سلسلة من صور الأقمار الصناعية قبل وبعد 7 أكتوبر، كيف يقوم الاحتلال بتوسيع طريق قائم لبناء الممر. وصورة من 29 فبراير، قدمتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" واستعرضتها "سي. إن. إن"، تظهر أجزاء من الطريق تم تجريفها حديثًا إلى الشرق والغرب من الطريق الحالي.

وتظهر صورة القمر الصناعي التي التقطت في 6 مارس، والتي قدمتها شركة "بلانيت لابس"، أن التوسعة الجديدة تصل إلى الساحل.

وبدأ جيش الاحتلال بجرف طريق لمركباته المدرعة، بعد وقت قصير من إعلان الحرب على غزة في 7 أكتوبر. وتظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطت في شهر نوفمبر ظهور المسارات، في الوقت الذي تحول فيه تركيز جيش الاحتلال إلى محيط مدينة غزة، متقدمًا من الشرق.

وفي أوائل أكتوبر، أمر جيش الاحتلال بإجلاء 1.1 مليون شخص من شمال غزة إلى جنوب وادي غزة، وهو قطاع من الأراضي الرطبة يقسم القطاع.

وكشف تحليل صور الأقمار الصناعية، الذي أجرته "بي بي سي" أن جيش الاحتلال بنى أجزاء من هذا الطريق يبلغ طولها أكثر من 5 كيلومترات، لربط الطرق التي لم تكن متصلة سابقًا.

وأُنشئ الجزء الأول من الطريق الواقع شرق غزة بالقرب من الحدود الإسرائيلية في الفترة ما بين أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر من العام الماضي.

لكن معظم الأجزاء الجديدة أُنشئت خلال شهر فبراير وأوائل مارس. ويُعد الطريق الجديد أوسع من أي طريق نموذجي في غزة، باستثناء طريق صلاح الدين.

ويُظهر تحليل الصور أيضًا أن المباني الواقعة على طول الطريق، والتي يبدو أنها مستودعات، هُدمَت في الفترة من نهاية ديسمبر وحتى أواخر يناير. ويشمل ذلك مبنى مؤلفًا من عدة طوابق.

ويمتد الطريق على منطقة تحوي مباني قليلة وبها كثافة سكانية قليلة مقارنة بأجزاء أخرى من غزة. كما أنها تقع أسفل طريق مؤقت ومتعرج كان جيش الاحتلال يستخدمه للانتقال من شرق غزة إلى غربها.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كشف، في شهر فبراير الماضي، عن رؤيته لغزة ما بعد الحرب، والتي تتضمن أن تسيطر إسرائيل على الأمن في غزة إلى أجل غير مسمى.

ويخشى الفلسطينيون الذين يعيشون في غزة، أن تؤدي الخطط الأمنية الإسرائيلية بعد الحرب، إلى المزيد من تقييد حريتهم في الحركة، متذكرين أيام الاحتلال الإسرائيلي قبل عام 2005، عندما أقيمت نقاط التفتيش بين القرى المجاورة، وتم بناء الطرق الالتفافية الحصرية لربط المستوطنات الإسرائيلية ببعضها البعض.