الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الاحتلال يعزل غزة.. قطع الاتصالات يعطل الإغاثة وتوثيق الانتهاكات

  • مشاركة :
post-title
سماء غزة تكتسي باللون الأحمر جراء القصف الدموي الإسرائيلي

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تزايدت التحذيرات والمخاوف من ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي جرائم حرب جديدة ضد المدنيين في قطاع غزة، مع إعلان اجتياحه البري مساء أمس الجمعة، وما غزى هذه المخاوف كان تعمده عزل القطاع عن العالم بقطع شبكة الاتصالات والإنترنت، ما أسفر عن فقدان إمكانية التواصل مع طواقم الإغاثة والإسعاف.

وفي ظلمة من دون اتصالات أو إنقاذ، بدأ سكان غزة يواجهون مصيرهم وحدهم، فيما حاولت وكالات الإغاثة دون جدوى الوصول للمحتاجين للمساعدة، ولم يعد بالإمكان معرفة عدد الضحايا أو تفاصيل ما يجري على الأرض.

وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، قال الفلسطينيون وجماعات الإغاثة والصحفيون ومنظمات المجتمع المدني إنهم فقدوا الاتصال بالموظفين وعائلاتهم في قطاع غزة، بعد أن قطعت قوات الاحتلال تواصل سكان القطاع بالعالم الخارجي.

وأعلنت منظمة "نت بلوك" -منظمة رقابية تراقب الأمن السيبراني والإنترنت- انهيار الاتصال في قطاع غزة في وقت متأخر من يوم الجمعة، وفقًا لما أوضحت الصحيفة،

وقالت شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل"، إن القصف تسبب في "انقطاع كامل" لخدمات الإنترنت والهاتف الخلوي والأرضي.

وبعد وقت قصير من التقارير عن فقدان الخدمة، سُمع دوي عدة انفجارات وقصف دامٍ بشكل استثنائي في القطاع، وأشار جيش الاحتلال إلى أن قواته الجوية والبرية تكثف هجماتها في قطاع غزة.

عزلة عن العالم

وفي الظلام بالفعل بعد انقطاع معظم الكهرباء ونفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات، أصبح سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في عزلة عن بقية العالم.

واكتست سماء غزة باللون الأحمر، جراء الانفجارات الناجمة عن القصف الدامي المستمر على القطاع لساعات، ولكن قطع الاتصالات يعني أنه لا يُمكن على الفور معرفة عدد الضحايا من الغارات وتفاصيل التوغل البري.

وأعربت لجنة حماية الصحفيين عن قلقها، قائلة إن العالم "يفقد نافذة على واقع" الصراع، مُحذرة من أن الفراغ المعلوماتي "يُمكن ملؤه بالدعاية القاتلة والمعلومات الخاطئة والمضللة".

أما نقابة الصحفيين الفلسطينيين، فحذرت من ارتكاب إسرائيل مجازر بحق الصحفيين في غزة، إثر انقطاع الاتصالات والإنترنت.

ضربة للقطاع الطبي

ووجه فقدان الاتصالات ضربة أخرى للنظام الطبي ونظام المساعدات الذي كان بالفعل على حافة الانهيار، في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ ثلاثة أسابيع.

وكتبت لين هاستينجز، مُنسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في فلسطين، على تويتر "أنه بدون خطوط الهاتف والإنترنت، لن تتمكن المستشفيات وعمليات الإغاثة من العمل.. الحروب لها قواعد". وقالت: "يجب حماية المدنيين".

وقالت وكالات الإغاثة وجماعات حقوق الإنسان، بما في ذلك اليونيسيف واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود ومنظمة العفو الدولية، إنها فقدت كل الاتصال بموظفيها في المنطقة المحاصرة.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيانٍ لها، إنها "فقدت الاتصال تمامًا مع غرف العمليات، بسبب قيام سلطات الاحتلال بقطع جميع الاتصالات الأرضية والخلوية والإنترنت".

وأضافوا: "نشعر بقلق بالغ إزاء قدرة فرقنا على مواصلة تقديم خدماتها الطبية الطارئة، خاصة أن هذا العطل يؤثر على رقم الطوارئ المركزي 101، ويعوق وصول سيارات الإسعاف إلى الجرحى والمصابين".

وقال تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في بيانٍ: "لقد فقدنا الاتصال بموظفينا في غزة، ومع المرافق الصحية والعاملين الصحيين وبقية شركائنا الإنسانيين على الأرض، إن هذا الحصار يجعلني أشعر بقلق بالغ على سلامتهم والمخاطر الصحية المباشرة للمرضى الضعفاء."

الهدف عدم توثيق الانتهاكات

وقالت إريكا جيفارا روساس، مديرة الأبحاث والمناصرة والسياسات والحملات في منظمة العفو الدولية: "في منظمة العفو الدولية فقدنا الاتصال بزملائنا في غزة، ووجدت منظمات حقوق الإنسان الأخرى صعوبة متزايدة في توثيق الانتهاكات؛ بسبب كثافة الهجمات الإسرائيلية والقيود على الاتصالات".

وأضافت "روساس": "إن قطع الاتصالات هذا يعني أنه سيكون من الصعب للغاية الحصول على معلومات وأدلة مهمة حول انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب المُرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة، والاستماع مباشرة إلى أولئك الذين يعانون من الانتهاكات".

وأضاف: "يجب أيضًا استعادة البنية التحتية للإنترنت والاتصالات على سبيل الاستعجال، للسماح بعمليات الإنقاذ وسط الغارات الجوية الإسرائيلية وتوسيع العمليات البرية".