وضع إيهاب جبارين، خبير الشؤون الإسرائيلية، السيناريوهات المحتملة التي أدت إلى بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية الاجتياح البري لقطاع غزة، والذي جاء بعد ساعات فقط من وجود الوسيطة الأمريكية في قطر، لتسريع المساعدات الإنسانية والإفراج عن الأسرى.
وأشار، خلال مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الإخبارية" إنه يجب أن نفهم تركيبات الصورة بشكل دقيق وأشمل، موضحًا أن هذا التوغل يمكن أن يقود إلى مسارين، الأول وربما هو الأضعف للتقدير أن هناك توغلًا بريًا في مرحلة تصعيدية، وأن مساعي المفاوضات فشلت نهائيًا، وبناءً عليه تصاعدت الأحداث إلى مرحلة التوغل البري.
ولفت "جبارين" إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يتحرك من تلقاء نفسه في هذه الخطوة وهي نقطة مهمة للغاية، فقوات الاحتلال تسير هذه الفترة وفقًا لتعليمات من الإدارة الأمريكية التي ينطق بلسان حالها.
وأما المسار الثاني، فقال الخبير في الشئون الإسرائيلية، هو كلاسيكيات عدوان الاحتلال الذي كان في كل مرة يتوغل فيها إلى القطاع في جميع الاعتداءات السابقة كانت أشد ساعات الليل ظلامًا وساعات الفجر.
ويرى أن ما يحدث الآن تصعيد من أجل خفض شروط المفاوضات من جانب المقاومة الفلسطينية أو محاولة الضغط عليهم.
وردًا على سؤال عما إذا كان هناك علاقة بين ما يحدث الآن في غزة وأن هناك هدنة بين الطرفين يمكن أن تلتئم خلال الساعات المقبلة، قال جبارين: "رفع الاحتلال الإسرائيلي سقف التوقعات حتى كان هناك حديث عن اجتياح شامل، ففي الأيام الأخيرة بدأت تنعكس صور الدمار من القطاع وليست صور الضحايا من الشهداء والمصابين إلى الإعلام العبري الذي لم يكن يتناولها، أما الآن بدأت تنعكس صور الدمار ما قبل وما بعد، وبدأت المقارنات بين الاجتياحات في الضفة الغربية والتوغلات البرية الأخيرة داخل القطاع بين ما حدث قبل يوم أو يومين وما يحدث الآن والتي تظهر محاولات جدية لخفض التوقعات".
وأكمل: الأهم في هذا الميدان أن هناك ثلاثة أهداف يريد الاحتلال الإسرائيلي تحقيقها، الأول هو إعادة هيبته، والثاني الإطاحة بحكم المقاومة الفلسطينية على البعد المتوسط وعلى الأمد القصير هم بحاجة بشكل سريع حتى من قبل الضغط على المجتمع الدولي إلى إعادة الأسرى باعتبار أن كل التحركات التي نراها الآن دبلوماسية مثل المفاوضات وحتى التحركات العسكرية التي من شأنها أن تشدد من حجم العرض العسكري الذي بدأته قبل 21 يومًا لكي تزيد من فرص خفض شروط المفاوضات من الجانب الفلسطيني.
وعن رفض البيت الأبيض التعليق على ما تقوم به قوات الاحتلال وإن الأمر متروك لجيش قوات الاحتلال الإسرائيلي، قال جبارين: "البيان صحيح ويجب أن نتدارك أنه في يوم الأربعاء كان هناك قوة عسكرية أمريكية تضم ألفي جندي، كذلك هناك حديث عن وجود وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن داخل مجلس الحرب الإسرائيلي، فبالتالي قوات الاحتلال غير مستقلة في هذا الأمر، بالرغم من كل ما يذاع أن هذه قرارات الاحتلال الإسرائيلي إلا أنهم غير مستقلين في اتخاذ القرارات وهناك جوانب أمريكية".
وأضاف أن التوغل البري سيسبب تصعيدات يمكن أن تصل إلى حرب إقليمية، فيما أشار إلى أن الولايات المتحدة بحاجة للحفاظ في هذه الحرب على مصالحها في الشرق الأوسط، وأنها لن تشارك في حرب بجيش يضم ألفي جندي فقط، وعليه لا يعكس تصعيد حقيقي لاجتياح بري بكل ما تحمله الكلمة.