على واقع القصف وأزيز طائرات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم التي تُسقط القنابل بلا رحمة فوق رؤوس الأبرياء من المدنيين، لم يتوان عدد من المتطوعين عن إنقاذ أرواح لا تستطيع الكلام أو توجيه نداءات لإنقاذها، إذ إنها كائنات ضعيفة لم تمهلها أطنان القنابل الفرصة للفرار إلى أماكن آمنة.
في لبنان حرصت مجموعة من المتطوعين من جمعية حياة لبنان على إنفاذ الحيوانات الأليفة العالقة وسط أنقاض المباني التي قذفها الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، فانطلقوا بواسطة دراجاتهم النارية لإنقاذ تلك الأرواح العالقة التي لا يمكن أن تصل إليها السيارات، لينجحوا في استخراج عدد من القطط التي تركها أصحابها نتيجة اضطرارهم للنزوح جراء عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وحول تلك القصة الإنسانية قالت ماجي شعراوي، رئيسة جمعية حيوانات لبنان: "لقد حضرنا إلى أماكن القصف الإسرائيلي فوجدنا مجموعة من القطط محاصرة تحت الأنقاض، كما أن الطعام الذي وضعه أصحابها تكفيهم لمدة أسبوعين فقط، إلى جانب أن المنطقة هنا في الجنوب مخيفة للغاية وهناك الكثير من القصف حولهم وهم لا يفهمون ما يحدث، وكان الأمر يحتاج إلى محترفين لإنقاذهم بأمان وبطريقة سريعة".
كما أضاف أحد المتطوعين، أن بعد رعاة تلك الحيوانات الأليفة لم يتمكنوا من اصطحاب قططهم وقت النزوح فرارًا من العدوان الإسرائيلي خصوصًا بعد أن دمّر القصف منازلهم.
من جانبها قالت ريم صادق، مدير العمليات بجمعية حيوانات لبنان، إن أهالى منطقة الجنوب الموجودين على الحدود تركوا منازلهم وأرضهم، لكن ظل حيواناتهم موجودة بالمنطقة، وكنا نتمنى أن نحمل جميع الحيوانات الموجودة تحت القصف، لكن لم نستطع، وكان المهم بالنسبة لنا أن نوفر لهم الطعام والمياه، واستطعنا أن ننقذ إلى الآن 150 قطة.