"القصة الكاملة" مشروع درامي ضخم يتكون من عدد من الحلقات تُقدم على مواسم، يوثق لنحو 150 قصة من عالم الجريمة التي حدثت في مصر على فترات زمنية مختلفة، والتي قدمها الصحفي سامح سند على "مواقع التواصل الاجتماعي" ونالت مشاهدات بالملايين، ليتحمس لها المخرج والمنتج مجدي الهواري، ويعلن تحويلها إلى حلقات درامية ستُذاع على إحدى المنصات الرقمية.
مجدي الهواري: سأترجم المشروع لعدد من اللغات وتصديره كفورمات مصري وأدعم المحتوى القيّم
كشف مجدي الهواري، أن المشروع يتكون من عدد من المواسم، سيضم الأول يضم 10 حلقات بنحو 10 قصص حقيقية من عالم الجريمة التي حدثت في مصر، ليقول لموقع "القاهرة الإخبارية": "يمتلك الصحفي سامح سند الكثير من القصص الحقيقية والتي بلغت نحو 150 قصة حدثت في الواقع، وسنقوم بتقديم هذا المشروع الضخم على مواسم وكل موسم يتكون من 10 حلقات، وكل قصة سنسردها في حلقة بشكل مكثف ومركز ودقيق بالتعاون مع 10 مؤلفين".
يؤكد "الهواري" أن المشروع سينطلق تصويره أبريل عام 2025 وأنه يعتبر هذا الوقت قصيرًا؛ نظرًا لضخامة هذا المشروع الكبير الذي يجمع في طياته عددًا كبيرًا من المؤلفين والمخرجين والفنانين، مشيرًا إلى أنه لن يمانع في المشاركة في الإخراج بجانب الإنتاج.
البحث عن القيمة والجودة كان سببًا وراء تحمس مجدي الهواري لهذا المشروع، قائلًا: "وجدت في الصحفي سامح سند والحلقات التي يبثها على الإنترنت مثالًا واضحًا للمحتوى القيّم، وتحمست لما يقدمه، فصوته الدافئ جذبني وهو أمر مهم للتوحد مع الراوي وهو يقدم في كل مرة كبسولة مركزة في كل قصة، فضلًا على أنني وجدت محتواه ملهمًا، وعندما عرضت المشروع على المؤلفين وافقوا على الفور، حيث يشارك فيه أسماء لامعة في عالم التأليف، فهذا لم يكن موجودًا منذ سنوات طويلة، اليوم أمام ميلاد مشروع سيكون ملهمًا لكل المبدعين في العالم العربي، وسنبذل جهدًا كبيرًا لتوصيل القيمة والفكرة التي يحملها هذا المشروع، واستطعت أن أصل إلى تركيبة في بناء المشروع بعيدًا عن الدراما التي تقدم حاليًا".
يضيف: "اخترت هذا المشروع ليكون قيمة برسالته ويفيد المجتمع ويساهم في توعيته، وتحذير بسطاء الفكر من الوقوع في مثل هذه الجرائم أو يكونوا ضحايا، خاصة أن الجريمة نفسها تكون تحت تأثير أشخاص تلاعبوا بهم من شياطين الإنس، فهم بحاجة إلى توعية وفكر مختلف حتى لا يضحك عليهم أحد".
يؤكد الهواري، أن المشروع سيساهم في تقديم وجوه جديدة للساحة الفنية، فضلًا على عودة عدد من الغائبين، ويكون ممتدًا ليس فقط لهذا الجيل ولكن لأجيال لاحقة.
يطمح الهواري لتصدير هذا المشروع للخارج، بعد عمل فورمات متفق عليه مبني على قواعد محددة ومعايير أخلاقية، وأنه بصدد تصديره للخارج وترجمته إلى عدد من اللغات، قائلًا: "لديّ طموح كبير ليكون هذا المشروع فرصة كبيرة لتصدير الفورمات المصري، وعالم الجرائم منتشر على مستوى العالم وكل جريمة في العالم لها شكل وفكر وتكنيك، وسنقوم بترجمة المشروع لأكثر من لغة".
سامح سند: قدمت 150 قصة واستندت لمصادر أرشيف مكتبة الإسكندرية وجمعية الطب الشرعي
يقف الصحفي سامح سند وراء نقل هذه القصص الحقيقية إلى عالم "السوشيال ميديا" والتي قدمها في سلسلة من الحلقات على صفحته الشخصية، لتكون المفاجأة تحويل 10 قصص كبداية لحلقات درامية ضمن مشروع درامي ضخم، ليقول عن هذه التجربة لموقع "القاهرة الإخبارية": "فخور بنقل سلسلة حلقاته حول جرائم حقيقية حدثت في المجتمع في فترات مختلفة إلى عمل درامي ضخم، فعندما قدمت القصة الكاملة كان أقصى طموح لي أن تذاع على السوشيال ميديا وتنال احترام وتقدير الجمهور، ولكن أعظم تقدير أن تنال هذه السلسلة إعجاب المخرج مجدي الهواري ويقرر تحويلها إلى عمل درامي كبير بمشاركة مؤلفين متميزين أثروا في المجتمع، وهو إضافة كبيرة".
يؤكد سامح سند أن المشروع سيكون نقلة نوعية في الدراما المصرية في قصص الجرائم، وأنه استمد قصصه من عدد من المصادر، منها أرشيف مكتبة الإسكندرية وأطباء الطب الشرعي والجمعية المصرية لعلوم الأدلة الجنائية والطب الشرعي، وغيرها الكثير من المصادر الموثقة.
محمد صلاح العزب: متحمس لقصتين مثيرتين لتقديمهما
وبعد أن برع السيناريست محمد صلاح العزب في تقديم مسلسل حول الجريمة، استهواه تقديم قصص حقيقية من حكايات سامح سند في هذا المشروع الضخم ليقول لموقع "القاهرة الإخبارية": "كان لي الشرف متابعة المشروع من البداية منذ اتفاق المخرج مجدي الهواري مع الأستاذ سامح سند، وشاهدت حلقاته لأنني سبق أن عملت على قصص وجرائم مأخوذة من قصص حقيقية مثل "سفاح الجيزة"، فكانت عناصر جاذبة لهذا المشروع.
يؤكد "العزب" أنه يميل إلى التحليل النفسي للجمهور: "هذا ما عملت عليه في مشروعي "سفاح الجيزة"، "سفاح التجمع"، وفكرة ما يشعر به أثناء الجريمة، وعقب ارتكابها".
يوضح أن لديه قصتين تحمس لتقديمهما ليقول عنهما: "قصة "صباح" سفاحة الغربية وهي فتاة تزوجت أكثر من شقيق وقتلتهم جميعًا؛ لأن لديها خطة أن تستولي على ميراثهم، وقصة أخرى حول شاب اختطف في صغره وظل يبحث لمدة 30 عامًا عن أهله الأصلين، فهاتان القصتان كانتا مثيرتين لي لتقديمهما".
عمرو سمير عاطف: المشروع سيكون علامة مميزة في عالم الدراما الاجتماعية
بينما قال السيناريست عمرو سمير عاطف إنه تحمس لمشروع القصة الكاملة الذي سيقدم الكثير من القصص الغريبة لجرائم مختلفة حدثت في الفترة الحالية أو قديمًا مثل قصة "ريا وسكينة" التي تعود لحقبة تاريخية سابقة.
يؤكد أن هذا المشروع سيكون علامة مميزة في عالم الدراما الاجتماعية المختلفة، لتوثيق قصص مختلفة في عالم الجرائم وليس شرطًا أن تقع جريمة، ولكن بعض القصص فيها جدل وشعوذة، فلديه قصص كثيرة تصلح لتحويلها للدراما بأسلوب مشوق ومميز وبها عنصر الإثارة.
إنجي علاء: تفكير خارج الصندوق
تؤكد السيناريست إنجي علاء، أن المشروع يمثل نقطة تميز ويحمل تفكيرًا خارج الصندوق، وينقل قصصًا حقيقية من الواقع للدراما تجمعها سمة مشتركة وهي الجريمة، وكانت هناك مطالبات من الجمهور بتقديم هذه النوعية من الدراما وتحديدًا التي يقدمها سامح سند في مشروعه الكبير "القصة الكاملة".
توضح "إنجي" أن المسلسل ليس نقلًا للأحداث فحسب، ولكن يحمل جانبًا توعويًا ودورًا مجتمعيًا، فتقول عن ذلك: "تحمست للفكرة؛ لأنها ثرية جدًا وخارج الصندوق، والمسلسل يمكن أن يناقش أسباب ارتكاب الأشخاص للجريمة والتحول من شخص على فطرته السليمة لمجرم، ولاحظت أن السمة المشتركة في أغلب الجرائم أن المرأة تقف وراءها، وهو ما أثار انتباهي، فالعمل يمكن أن يعالج الجريمة عندما نركز على دوافع الشخص لارتكابها، وكيفية التحول لمجرم".
باسم شرف: أنا من عشاق "القصة الكاملة"
بينما يقول السيناريست باسم شرف، إنه من عشاق سماع قصص "القصة الكاملة" قائلًا: "عندما تحدث معي مجدي الهواري للمشاركة في هذا المشروع، أكدت له أنني أحب مشاهدة قصص سامح سند، وكنت مستمتعًا به وطريقة بحثه داخل الجريمة".
يضيف: "لا نتعامل مع المشروع باعتباره جريمة، ولكن حكاية داخل إطار الجريمة لكي نوصل القصة للمشاهد وتكون مُسلية، أنا أحب القصص التي بها ثغرات وفراغات؛ لأنها تثري خيال السيناريست وتجعله يفكر، لأنه توجد قصص بها مشتبه واحد أو اثنان فيمكن أن نشعب الحكاية بشكل أكبر".
حاتم حافظ: البحث عن دوافع أصحاب الجرائم
وقال السيناريست د. حاتم حافظ، إنه على الرغم من أن المشروع مُتعلق بالجرائم، ولكن البطل ليس الجريمة في حد ذاتها لكن الأسباب التي تحوّل الأشخاص لمجرمين، فدورنا ليس عمل تشويق للجمهور لمشاهدة المسلسل، ولكن معرفة الدوافع التي حولتهم لمجرمين، خاصة أن السمة الغالبة أن أصحاب القصص ليسوا مجرمين بطبعهم ولم تكن لديهم جرائم سابقة، لكن الظروف هي التي دفعتهم لذلك؛ ولذلك الدور الفني للعمل هو اكتشاف الأسباب التي تقف وراء مثل هذه الجرائم.
يُشير إلى أن الفن يقدم مهمة اجتماعية أعمق من علماء الاجتماع، ورسائل الدراما تكون غير مباشرة؛ لأن الجمهور ذكي جدًا، موضحًا أنه نال استحسانه أكثر من قصة من بينها حكاية ليست بها جريمة ولكن دوافع الشخصيات استفزته.
علاء حسن: المشروع أقرب للمنتخب
بينما أشاد السيناريست علاء حسن، بوجود عدد كبير من المؤلفين الكبار، ليقول عن ذلك لموقع "القاهرة الإخبارية: "هذا المشروع مشجع لأي شخص أن يكون ضمن فريق الكتابة فيه، فهو أقرب للمنتخب، ويجمع أهم كتاب السيناريو لكي يقدموا مشروعًا مكتوبًا له جزء كبير من النجاح قبل بدايته؛ بسبب نجاحه كبرنامج، وتحويل المحتوى من وسيط رقمي على مواقع التواصل الاجتماعي لدرامي يمثل تحديًا ولكنه ملهم للكثيرين.
ويُشير إلى أنه لم يستقروا بعد على القصص التي ستتم كتابتها والتي يجري اختيارها بالتنسيق مع المنتج مجدي الهواري، وتركيز الحلقة في ساعة واحدة، يمثل فرصة لاختزال معلومات والتركيز على التفاصيل المهمة، والاستفادة من المصادر القوية التي أضافها سامح سند لقصصه، وهو ما يمثل فرصة لتقديم معلومات جديدة للمشاهد.