بينما كشفت تقارير أن إسرائيل حددت أهدافها في ردّها على الهجوم الصاروخي الإيراني، مطلع الشهر الجاري، نقلت شبكة "CNN" الإخبارية الأمريكية، عن مصادر، أن الحكومة الإيرانية متوترة للغاية، وانخرطت في جهود دبلوماسية عاجلة مع دول في الشرق الأوسط لمعرفة ما إذا كانت قادرة على تقليص نطاق الرد الإسرائيلي.
وأطلقت إيران 180 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل، مطلع أكتوبر الجاري، واستهدف الهجوم 3 قواعد عسكرية لجيش الاحتلال.
وتوعد قادة الاحتلال إيران بردٍّ قاتلٍ ودقيقٍ ومفاجئ، وأفادت تقارير بأن الرد الإسرائيلي سيطول مواقع نفطية ونووية إيرانية، وهو ما تحاول واشنطن منع تل أبيب من الإقدام عليه، خشية تصعيد الحرب الإقليمية بشكل كبير.
ويرى مسؤولون أمريكيون أنّ إسرائيل قلصت أهدافها في الرد المرتقب على إيران، حسب تقرير لشبكة "NBC" الإخبارية الأمريكية.
وبحسب الشبكة، قال مسؤولون أمريكيون، إنّ تل أبيب حددت ما ستستهدفه في ردّها على الهجوم الإيراني، والذي يصفه هؤلاء المسؤولون بالبنية التحتية العسكرية والطاقة الإيرانية.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه "لا يوجد ما يشير إلى أن إسرائيل ستستهدف المنشآت النووية أو تنفذ عمليات اغتيال."
قلق إيران ينبع من عدم اليقين بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على إقناع إسرائيل بعدم ضرب المواقع النووية والمنشآت النفطية، وفقًا لما ذكرته "CNN"، نقلًا عن مصادر.
وكانت الولايات المتحدة تتشاور مع إسرائيل حول كيفية تخطيطها للرد على هجوم إيران في الأول من أكتوبر، وأوضح المسؤولون الأمريكيون أنهم لا يريدون أن تستهدف إسرائيل المواقع النووية الإيرانية أو حقول النفط.
وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء الماضي، في أول محادثة بينهما منذ ما يقرب من شهرين، وأخبره أنّ ردّ إسرائيل يجب أن يكون "متناسبًا".
كما أعربت دول الخليج، الإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر، عن قلقها للولايات المتحدة بشأن هجوم محتمل على منشآت النفط الإيرانية، ما قد يخلق آثارًا اقتصادية وبيئية سلبية على المنطقة بأكملها، وفقًا لما نقلت "CNN" عن دبلوماسي عربي.
وتشير الشبكة إلى أنّ جزءًا كبيرًا من المخاوف يتمثل في أن نفوذ الولايات المتحدة لدى إسرائيل بدا وكأنه يتضاءل باطِّراد على مدار العام الماضي.
وعلى غرار عملياتها في غزة، تجاهلت إسرائيل بشكل متزايد دعوات الولايات المتحدة لمزيد من ضبط النفس في لبنان، إذ أسفرت حملة القصف المكثفة والهجوم البري الإسرائيلي عن استشهاد أكثر من 1400 شخص منذ أواخر الشهر الماضي.
ولم تتشاور إسرائيل مع الولايات المتحدة قبل شنّ هجوم ضخم أدى إلى تفجير آلاف أجهزة الاتصال اللاسلكي التي يستخدمها عناصر حزب الله في الشهر الماضي، أو قبل اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله في بيروت، وإفشال مقترح وقف إطلاق النار الدقيق الذي طرحته الولايات المتحدة وفرنسا، قبل أقل من 48 ساعة من التفجيرات.
وحتى الأسبوع الماضي، لم تقدم إسرائيل أي ضمانات بأنها لن تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، كما ذكرت "CNN".
لقد كانت إسرائيل تخطط لعقود من الزمن لشن هجمات على القدرات النووية الإيرانية، وقبل عامين فقط أجرت محاكاة لضربها في مناورة عسكرية، كما يُشتَبه في أنّ إسرائيل نفذت عمليات اغتيال ضد العلماء النوويين الإيرانيين في السنوات الأخيرة، كما تعرضت المنشآت النووية الإيرانية لحصار من الهجمات الإلكترونية، من المحتمل أن تكون من إسرائيل، وأشهرها فيروس "ستوكسنت" الذي كان قادرًا على اختراق منشأة "نطنز" النووية الإيرانية.