أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أنه اتفق خلال مباحثاته اليوم الخميس مع رئيسي إريتريا والصومال في العاصمة الإريترية أسمرة، على تقديم جميع أشكال الدعم للصومال الشقيق، تحقيقًا لرؤية الرئيس الصومالي "حسن شيخ محمود"، من أجل استعادة الأمن والأمان في الصومال، بواسطة جيشه الوطني.
وأوضح أنه تناول مقترحات عملية لتقديم هذا الدعم ثنائيًا وبصورة مشتركة، فضلًا عن دعم الجهود الإقليمية والدولية، لحفظ وبناء السلام في الصومال.
وجاءت كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيسي إريتريا والصومال خلال زيارة دولة إريتريا:
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي فخامة الرئيس إسياس أفورقي، رئيس دولة إريتريا الشقيقة،
أخي فخامة الرئيس د. حسن شيخ محمود، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة،
يطيب لي أن أتقدم بخالص الشكر إليكم.. أخي الرئيس "أفورقي".. على حُسْن وكرم الاستقبال والضيافة.. كما أعبر عن خالص الامتنان لأخي الرئيس "حسن شيخ محمود".. على حرصه على المشاركة في قمتنا اليوم.
إن اجتماعنا اليوم.. لا يبرهن فقط على متانة وتميز العلاقات، بين دولنا الثلاث الشقيقة.. وإنما يعكس تنامي أهمية تطوير وتعزيز تلك العلاقات الأزلية.. سواء في مواجهة تحديات مشتركة.. في كل من القرن الإفريقي والبحر الأحمر.. أو للاستفادة من القدرات المتوافرة لدى دولنا.. لتعظيم فرص تحقيق التنمية والازدهار لشعوبنا.
لقد اجتمعنا اليوم.. في ضيافة فخامة الرئيس والأخ العزيز "إسياس أفورقي".. للتشاور والاستفادة من تبادل الرؤى.. إزاء سُبل التصدي لمخططات وتحركات؛ تستهدف زعزعة الاستقرار وتفكيك دول المنطقة.. وتقويض الجهود الدؤوبة لدولنا وشعوبنا، التواقة للسلام والاستقرار والرخاء.. فدولنا الثلاث.. ومنطقتنا.. وشواطئنا على المدخلين الجنوبي والشمالي للبحر الأحمر.. تزخر بالثروات وبالفرص الواعدة للتنمية والازدهار.. كما أننا نمتلك الإرادة والقدرة.. على اغتنام وتعظيم الاستفادة من تلك الفرص.. من خلال التعاون والتكامل والتنسيق الوثيق بيننا.
لقد اتفقنا خلال مباحثاتنا اليوم.. على تقديم كافة أشكال الدعم للصومال الشقيق.. تحقيقًا لرؤية فخامة الرئيس والأخ العزيز "حسن شيخ محمود".. من أجل استعادة الأمن والأمان في الصومال.. بواسطة جيشه الوطني.. وقد تناولنا مقترحات عملية لتقديم هذا الدعم ثنائياً.. وبصورة مشتركة.. فضلاً عن دعم الجهود الإقليمية والدولية.. لحفظ وبناء السلام في الصومال.
تطرقنا كذلك في مباحثاتنا.. إلى عدد من الملفات الإقليمية المهمة في المنطقة.. ومنها الأوضاع في السودان الشقيق.. حيث اتفقنا على أهمية التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في كافة أنحائه.. في أقرب وقت ممكن.. وضرورة العمل على الحفاظ على مؤسساته الوطنية.
كما اتفقنا على خطورة استمرار الأوضاع.. التي أدت إلى اضطراب حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر.. الأمر الذي انعكس سلبًا.. على معدلات التجارة العالمية.. مع تأكيد أهمية تعزيز التعاون.. بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر.. وتطوير أسس التنسيق المؤسسي بينها، لتأمين حركة الملاحة الدولية فيه.. وتعزيز التعاون بينها.. لتعظيم الاستفادة من موارده الطبيعية.
واتفقنا كذلك.. على أهمية تطوير وتعميق العلاقات التجارية والاستثمارية.. بين دولنا الثلاث.. فضلًا عن تكثيف التعاون في مجال بناء القدرات.. ونقل الخبرات.
ختامًا.. أود أن أكرر الشكر.. لفخامة الرئيس "إسياس أفورقي".. على كرم الضيافة.. ولفخامة الرئيس "حسن شيخ محمود".. على المشاركة في قمتنا الثلاثية الأولى اليوم.. وأتطلع لمواصلة التنسيق بيننا بصفة دورية.. بما يحفظ مصالحنا وأهدافنا المشتركة.. كما أجدد تأكيدي على أن مصر لن تدخر جهداً.. ولن تبخل بالمشورة.. في خدمة أهداف ومصالح وتطلعات دولنا وشعوبنا.. بمنطقة القرن الإفريقي.. من أجل مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا وازدهارًا.. ونتطلع لرؤيتكم.. في وطنكم الثاني مصر.. في المستقبل القريب.