مع اشتعال الصراع بين إسرائيل وحزب الله، بعد ممارسات جيش الاحتلال العدوانية في الجنوب اللبناني، في ظل التصعيد من حزب الله في أعقاب اغتيال زعيمه حسن نصر الله، تقف بعثة الأمم المتحدة "اليونيفيل"، حائرة في المنتصف بين نيران الجانبين.
وتتمركز بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام (اليونيفيل) في جنوب لبنان منذ عام 1978، وتقف الآن في خضم الصراع بين إسرائيل وحزب الله، ومنذ بداية هذا الشهر، عبرت القوات البرية الإسرائيلية ما يسمى بالخط الأزرق وهي الحدود التي حددتها الأمم المتحدة والتي تفصل إسرائيل عن لبنان، ومن المفترض أن يتم تجريدها من السلاح.
وتسعى إسرائيل إلى تهميش دور بعثة "اليونيفيل"، بعد أن رفض جان بيير لاكروا، رئيس بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي طلب إسرائيل بنقل أجزاء من قوة اليونيفيل لحمايتها، مع استمرار الجزء البحري من مهمة مراقبة الحدود البحرية.
وفي عام 2006، تم توسيع مهام البعثة، حيث كان من المفترض مراقبة وقف إطلاق النار في المنطقة الحدودية ودعم الجيش اللبناني في حماية الحدود والكشف عن تهريب الأسلحة، ولم يتم تحقيق ذلك بشكل كافٍ، واكتفى جنود اليونيفيل في جنوب لبنان يراقبون الغارات الجوية ونيران المدفعية وإطلاق الصواريخ بشكل شبه يومي.
من جانبه قال أميرال الأسطول ريتشارد كيستن، قائد قوة المهام البحرية، في بيروت في أغسطس، إن المواجهة العسكرية بين حزب الله وإسرائيل كانت قريبة من مقر قوات اليونيفيل في الناقورة.
وبعد أن تمركزت قوات مدرعة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من موقع اليونيفيل أثناء القتال في جنوب لبنان، طالبت تل أبيب قوة حفظ السلام بالتحرك خمسة كيلومترات شمالاً، وعارضت اليونيفيل الطلب، ما وصفه الرئيس الأيرلندي المناهض لإسرائيل، الطلب لمهاجمة دولة الاحتلال بالأمر الفاضح والشائن".
وسبقت المواجهة بين الطرفين حادثة وقعت بين قوات مدرعة تابعة لجيش الاحتلال وقوة من اليونيفيل، عندما تمركزت دبابات إسرائيلية بالقرب من موقع لقوة حفظ السلام، أكدت البعثة أن جنود جيش الاحتلال يعرضونها للخطر.
وفي المنتصف، نشأ صراع أكثر حدة بين إسرائيل وأيرلندا، بعد أن ادعت قوة مؤلفة من 30 جنديًا أيرلنديًا كانوا متواجدين بالقرب من القتال بين جيش الاحتلال وحزب الله، أن جيش الاحتلال طالب بإجلائهم من المنطقة.
وأبلغت الحكومة في دبلن إسرائيل رسميًا بأنها ترفض إجلاء الجنود الأيرلنديين وأنهم سيبقون في أماكنهم، وتحولت هذه المواجهة إلى معركة اتهامات بين السفارة الإسرائيلية في دبلن والرئيس الأيرلندي المناهض لإسرائيل، مايكل هيغينز، الذي لا يفوت أي فرصة للتشهير بالقدس.
وتنشر الدولة الأوروبية نحو 347 جنديًا من قوات اليونيفيل، التي يبلغ عددها الإجمالي نحو عشرة آلاف جندي أجنبي، في بعثة اليونيفيل في لبنان.
وأكد أندريا تينانتي، المتحدث باسم قوات اليونيفيل، أن قوات الأمم المتحدة ستواصل مهمتها في لبنان رغم الهجمات الإسرائيلية، قائلاً: "إن قوات حفظ السلام التابعة لنا باقية في جميع مواقعها في جميع أنحاء لبنان، ونحن نعدل نشاطنا بانتظام حسب ولدينا خطط طوارئ جاهزة للتنفيذ إذا لزم الأمر".