خرجت أول رواية رسمية عن أطراف أزمة مقتل جندي أيرلندي تابع لقوات حفظ السلام في جنوب لبنان، لتضيف على تداعيات الحادث مزيدًا من التضارب والغموض، إذ وجهت أيرلندا أصابع الاتهام لـ"حشود معادية" أطلقت النيران صوب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل"، فيما لا يزال الحادث قيد التحقيق.
وقتل جندي أيرلندي من بعثة "اليونيفيل"، وأصيب آخر في حالة خطرة، بعد تعرضهما لإطلاق نار، ليل الأربعاء، في العاقبية جنوبي لبنان.
رواية أيرلندا
كشف وزير الدفاع الأيرلندي، سايمون كوفين، أن حشودًا وصفها بـ"المعادية" أحاطت بإحدى مركبات قوى اليونيفيل، وأطلقوا صوبها أعيرة نارية، بعد أن انفصلت عن مركبة أخرى كانت ترافقها في طريق اعتيادي إلى بيروت.
قال كوفيني وزير الخارجية الأيرلندي: "انفصلت المركبتان المدرعتان عن بعضهما البعض (في الطريق). وأحاطت حشود معادية، وأعتقد أن هذا هو الوصف الوحيد الذي يمكننا وصفهم به، بإحدى المركبتين وأطلقوا أعيرة نارية تجاهها. للأسف قُتل أحد جنودنا من قوات حفظ السلام".
وأوضح كوفيني لشبكة الإذاعة الوطنية الأيرلندية (آر.تي.إي)- نقلت عنها "رويترز"، أن الجنود "كانوا فيما يعتبر طريقًا اعتياديًا من منطقة عمليات اليونيفيل في جنوب لبنان متجهين إلى بيروت عندما وقع الحادث في العاقبية في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء".
لماذا تخلت أيرلندا عن الحكمة؟
تصريح كوفيني عن أي تفاصيل متعلقة بالحادث، ييدو مغايرًا لتصريحات رئيس وزراء بلاده في بروكسل، حول "حكمة انتظار تحقيق كامل وتحليل لما حدث".
قال رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن لصحفيي، لدى وصوله إلى قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "نحن مصدومون جميعًا وحزناء للغاية لفقدان أحد جنودنا من قوات حفظ السلام لحياته في لبنان"، مضيفًا أنه: "ربما يكون من الحكمة أن ننتظر تحقيقًا كاملًا وتحليلًا لما حدث".
الحادث قيد التحقيق
وفتحت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، تحقيقًا لكشف ملابسات الحادث، بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية، وفق بيان لليونيفيل أوردته وكالة "رويترز".
قال الناطق الرسمي باسم يونيفيل، أندريا تيننتي، إن التفاصيل حول الحادث حتى الآن "قليلة ومتضاربة"، مشيرًا إلى أن "يونيفيل، تنسّق مع القوات المسلحة اللبنانية"، وأنها "فتحت تحقيقًا لتحديد ما حدث بالضبط".
وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا على تويتر "إجراء تحقيق سريع وشامل لتحديد وقائع هذه الحادثة المأساوية أمر بالغ الأهمية".
لبنان يقدم التعازي ويحث الجميع على الحكمة
وحث رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي جميع الأطراف على التحلي بالحكمة والصبر. وقدم الجيش اللبناني تعازيه، دون ذكر تفاصيل إضافية حول الحادث.
أول وفاة منذ عقدين
قال كوفيني، إن حادثة مقتل الجندي الأيرلندي تعد أول حالة وفاة في صفوف الجنود الأيرلنديين في لبنان منذ عقدين.
وتعمل قوات اليونيفيل، في لبنان منذ عام 1978، للحفاظ على السلام على طول الحدود الجنوبية مع إسرائيل. وتوسع نطاق عمل اليونيفيل بموجب قرار أصدرته الأمم المتحدة أوقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله عام 2006 في جنوب لبنان.