طمس متظاهرون، لوحة للفنان العالمي الشهير بيكاسو في المعرض الوطني في لندن، بلصق صورة أم فلسطينية وطفلها، فوق اللوحة قبل أن يسكبوا طلاءً أحمر على الأرض، مطالبين بفرض حظر على الأسلحة على إسرائيل ووقف الإبادة الجماعية في غزة.
ووفقًا لصحيفة "ذا تايمز" البريطانية، ألصق المتظاهرون، الصورة التي التُقِطت في عام 2023، وتُظهِر أمًا فلسطينية تحمل ابنها المصاب، وكلاهما مغطى بالحطام، فوق الزجاج الواقي الذي يغطي لوحة بيكاسو "الأمومة" التي تعود إلى عام 1901.
وجاء في الوصف الموجود على الصورة: "أم تحتضن طفلها المصاب بعد هجوم إسرائيلي، بينما تستمر الغارات الجوية الإسرائيلية في مستشفى الشفاء في قطاع غزة".
فيما أكد متحدث باسم المعرض الوطني أنه لم يلحق أي ضرر بأي من اللوحات في الغرفة التي تم غلقها أمام الجمهور بعد الواقعة.
سبق أن رسمت منظمة "يووث ديماند" Youth Demand، التي دعت المملكة المتحدة إلى وقف تسليح إسرائيل، عبارة "مؤتمر الإبادة الجماعية" على المدخل الأمامي لمؤتمر حزب العمال البريطاني في ليفربول، الشهر الماضي.
وعلقت المنظمة في بيان على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" على سكب المحتجين الطلاء الأحمر، قائلة: "تحت أمومة بيكاسو، يتم سكب طلاء أحمر مثل الدم على أيدي حكومة المملكة المتحدة على الأرض".
وخلال الاحتجاج، تم تصوير ناشطة وهي تجلس على أرضية المعرض بعد أن سكبت عليه طلاء أحمر، قائلة: "المملكة المتحدة متواطئة في الإبادة الجماعية في غزة، يتم استخدام الأسلحة التي يتم تصنيعها في البلاد لقتل الأطفال الفلسطينيين وأمهاتهم.. يتم استخدام كل ضرائب الشعب لقتل عائلات بأكملها."
وشارك جاي هالاي، 23 عامًا، وهو عامل في هيئة الخدمات الصحية الوطنية من لندن، في الاحتجاج، وقال: "إنني أتخذ هذه الخطوة مع منظمة (مطالبة الشباب) لأنني رأيت زملائي في مجال الرعاية الصحية يتعرضون للقتل والتدمير منذ أكثر من عام".
تابع: "يتعرضون للقتل بالقنابل والرصاص ويضطرون إلى إجراء عمليات جراحية للأطفال الجائعين دون معدات طبية، نحن بحاجة إلى فرض حظر على الأسلحة على إسرائيل الآن، 87% من الشعب البريطاني يريدون هذا ولم يسبق لهم قط أن شعروا بخيبة أمل في حكومتنا.. الطبقة السياسية التي لا تمثلنا.. نحن بحاجة إلى ثورة في ديمقراطيتنا".
وأضاف: "العمل المباشر هو الذي منحنا حقوقنا وهو السبيل الوحيد لتحريكنا نحو العدالة.. المقاومة المدنية هي واجبنا كشباب والدفاع عن أولئك الذين ليس لديهم صوت اليوم.. لقد حان الوقت للنزول إلى الشوارع؛ هيا بنا لنشعل الثورة"
وشاركت في الاحتجاج أيضًا الطالبة موندي ملاكي روزنفيلد (21 عامًا) بجامعة جرينتش، والتي قالت إنها اتخذت إجراء للتنديد بالإبادة الجماعية التي ترتكب في غزة.
في الشهر الماضي، ألقى ثلاثة من أنصار حركة "أوقفوا النفط فحسب Just Stop Oil" الحساء على لوحتين لفينسنت فان جوخ في المعرض الوطني.
وحُكم على الناشطتين بالسجن لمدة عامين وعشرين شهرًا لكل منهما بعد أن سكبتا الحساء على لوحة عباد الشمس لفان جوخ، مما تسبب في أضرار تقدر بنحو 10 آلاف جنيه إسترليني لإطار العمل الفني.