عادت منصة التواصل الاجتماعي "إكس" المملوكة لرجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، إلى العمل في البرازيل بعد حظر دام 40 يومًا، في معركة قانونية بشأن المعلومات المضللة.
وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية، أصبحت المنصة متاحة من داخل البرازيل، وهي أكبر البلاد المستخدمة للمنصة في أمريكا اللاتينية، بعد يوم من رفع المحكمة العليا لتعليقها، وتفاعل المستخدمون بحماس مع عودتها من خلال الوسم "#voltou" (عدت) الذي أصبح رائجًا.
كما رحبت المنصة بالقرار، وقالت على حسابها للشؤون الحكومية العالمية، إن "منصة إكس فخورة بالعودة إلى البرازيل"، مضيفة أنها "ستستمر في الدفاع عن حرية التعبير، ضمن حدود القانون، في كل مكان نعمل فيه"، فيما لم يتفاعل ماسك نفسه علنًا بعد.
وبدا أن إعادة التنشيط كانت تحدث بشكل متقطع، مع فشل بعض المستخدمين في الاتصال بـ "إكس"، وأوضحت هيئة تنظيم الاتصالات البرازيلية " Anatel" أن التأخير الذي واجهه البعض كان بسبب عمل مزودي الإنترنت لديهم.
وكان لدى "إكس" 22 مليون مستخدم في البرازيل قبل أن يتم حظره في 30 أغسطس، من قِبل قاضي المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس؛ لفشل المنصة في الامتثال لسلسلة من أوامر المحكمة التي تهدف إلى مكافحة التضليل.
الامتثال للقرارات
وأذن مورايس للشركة باستئناف أنشطتها أول أمس الثلاثاء، بعد أن دفعت "إكس" ملايين الدولارات غرامات، كما امتثلت الشركة في النهاية لمطالبه الأخرى، بما في ذلك إلغاء تنشيط حسابات العديد من أنصار الرئيس اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو المتهمين بنشر معلومات مضللة وتعيين ممثل قانوني في البرازيل.
وتعليقًا على عودة المنصة في البلاد، وصف وزير الاتصالات جوسيلينو فيلهو إنه انتصارًا للبرازيل، وقال في بيان: "لقد أظهرنا للعالم أنه يتعين عليك هنا احترام القانون، البرازيل دولة ذات سيادة".
وشهدت البرازيل تصعيدًا خطيرًا في النزاع بين القاضي "دي مورايس" وماسك، بعد أن أمر القاضي الأعلى في البرازيل بتعليق عمل منصة إكس في البلاد، بعد رفض الملياردير الأمريكي تعيين ممثل قانوني للشركة هناك.
مواجهة ماسك و"دي مورايس"
وكانت المواجهة بين القاضي القوي وماسك -أغنى رجل في العالم، والذي اتُهم بالسماح بانتشار خطاب الكراهية والمعلومات المضللة على الموقع المعروف سابقًا باسم تويتر- محل مراقبة عن كثب في جميع أنحاء العالم.
وأمر القاضي الأعلى في البرازيل بتعليق عمل منصة إكس في البلاد، بعد رفض إيلون ماسك تعيين ممثل قانوني للشركة هناك، ما أدى إلى حظر فعلي للمنصة في البلاد.
وفي قراره، قال القاضي دي مورايس إن "ماسك خارج عن القانون وكان ينوي السماح بالانتشار الواسع للمعلومات المضللة وخطاب الكراهية والهجمات على سيادة القانون الديمقراطي، وانتهاك الاختيار الحر للناخبين، من خلال إبعاد الناخبين عن المعلومات الحقيقية والدقيقة".
وصرح القاضي مورايس، آنذاك، بأن "أي شخص في البرازيل يحاول الاستمرار في استخدام إكس عبر برنامج الخصوصية الشائع المسمى الشبكة الخاصة الافتراضية، أو VPN، يمكن تغريمه بما يقرب من 9 آلاف دولار يوميًا"، وفق "نيويورك تايمز".
ومن جهته، هاجم ماسك، القاضي البرازيلي بسبب الحظر، واصفًا إياه بـ "الدكتاتور الشرير"، وأطلق عليه لقب "فولدمورت"، الساحر الشرير في سلسلة "هاري بوتر" كما اتهمه بأنه "قاضٍ زائف غير منتخب"، واتهمه بمحاولة تدمير حرية التعبير لأغراض سياسية.