الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وسط ترقب للرد الإسرائيلي.. بيرنز: لا دليل أن طهران قررت بناء سلاح نووي

  • مشاركة :
post-title
مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

وسط ترقب لهجوم إسرائيلي على إيران، قال وليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي إيه"، إنه لا يوجد دليل على أن طهران قررت بناء سلاح نووي، وإذا فعلت ذلك فإن الولايات المتحدة وحلفاءها سيكونون على الأرجح قادرين على اكتشاف مثل هذه الخطوة بعد وقت قصير من اتخاذها.

وفي الوقت الذي تدرس فيه إسرائيل كيفية الرد على الهجوم بأكثر من 180 صاروخًا باليستيًا، الذي نفذته إيران، مساء الثلاثاء الماضي، تركزت التكهنات على ما إذا كانت تل أبيب قد تختار ضرب المواقع النووية لدى طهران، لقطع الطريق أمامها نحو امتلاك سلاح نووي.

وقال بيرنز في كلمة ألقاها في مؤتمر التهديدات الأمنية السنوي الذي نظمته شركة "سايفر بريف" في سي آيلاند بولاية جورجيا، إن إيران طورت برنامجها النووي من خلال تخزين اليورانيوم المخصب إلى مستويات تقترب من مستويات الأسلحة.

وأضاف أن إيران قد تتمكن نتيجة لذلك من تأمين ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة ذرية إذا اختارت ذلك، وسيكون هناك وقت أقل أمام العالم الخارجي للرد.

وقال بيرنز في إشارة إلى المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي: "لا، نحن لا نرى اليوم أدلة على أن المرشد الأعلى تراجع عن القرار الذي اتخذه في نهاية عام 2003 بتعليق برنامج التسلح". وتُشير تقديرات مجتمع الاستخبارات الأمريكي إلى أن إيران علقت برنامجها بناءً على أمر خامنئي العام الماضي.

وأضاف مدير السي أي إيه، إن إيران طورت "وسائل التسليم" لسلاح نووي محتمل من خلال بناء ترسانتها الصاروخية. ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى الكبرى المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2018، أصبحت طهران في وضع أقرب بكثير لإنتاج ما يكفي من المواد المخصبة لصنع قنبلة لسلاح واحد.

وفرض الاتفاق النووي قيودًا صارمة على البرنامج النووي لطهران مع تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد. وانسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق قبل ست سنوات، وأعاد فرض العقوبات على طهران.

ومنذ خروج الولايات المتحدة، انتهكت إيران بشكل مطرد القيود المفروضة على أنشطتها النووية ومنعت المفتشين الدوليين من رؤية بعض المواقع النووية، وفق ما ذكرت شبكة " إن بي سي" الإخبارية الأمريكية.

وقال بيرنز، إنه "عندما دخل الاتفاق النووي حيز التنفيذ، كان من الممكن أن يستغرق الأمر من إيران أكثر من عام لتجميع ما يكفي من اليورانيوم المخصب للغاية لصنع قنبلة نووية. والآن، ربما يستغرق الأمر أسبوعًا أو أكثر لإنتاج قنبلة واحدة من المواد التي يمكن استخدامها في صنع الأسلحة. لذا فقد زادت المخاطر".

وتتفاوت التقديرات بشأن المدة التي قد تستغرقها إيران لبناء سلاح نووي قابل للاستخدام بمجرد حصولها على ما يكفي من المواد الانشطارية. ويقول بعض الخبراء إن إنتاج رأس حربي قد يستغرق ما يصل إلى عام.

وقال بيرنز إن "الولايات المتحدة تراقب عن كثب النشاط النووي الإيراني بحثًا عن أي إشارة إلى أن النظام يتجه نحو امتلاك قنبلة. لكن لا نرى اليوم أي دليل على اتخاذ مثل هذا القرار. نحن نراقب الأمر بعناية شديدة".

وأضاف مدير السي أي أيه، إن "إسرائيل، بفضل دفاعاتها الجوية واستخباراتها الممتازة، تمكنت من صد جولتين من الهجمات الصاروخية الإيرانية، واحدة في أبريل ومرة ​​أخرى في الأسبوع الماضي".

وتابع "أعتقد أن هذا كشف في بعض النواحي عن بعض القيود التي تعيب القدرات العسكرية الإيرانية. ولكن هذا لا يعني أن هذه القدرات لا تزال غير فعالة تمامًا. وهذا أمر لا ينبغي لإسرائيل فحسب، بل والولايات المتحدة أيضًا، أن تأخذه على محمل الجد".

وتبدو إسرائيل الآن، مستعدة للهجوم على إيران بشكل مباشر، على نحو "أكثر قوة وبشكل علني" عمّا حدث من قبل، وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، التي لفتت إلى أن إيران لديها عدد من الأهداف الحساسة، بما في ذلك مواقع إنتاج نفط، وقواعد عسكرية، ومواقع نووية.

وحذر مدير السي أي إيه، من أن "سوء التقدير"، قد يعيق الجهود المبذولة للحد من التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل في الأسابيع المقبلة.

وقال بيرنز: "نواجه خطرًا حقيقيًا لتصعيد النزاع الإقليمي بشكل أكبر"، وأضاف أنه لا يعتقد أن قادة إسرائيل أو إيران يسعون إلى صراع شامل، لكن المخاطر "ما زالت قائمة"، وفق ما نقلت وكالة "بلومبرج" الإخبارية الأمريكية.

وأضاف: "ندرك تمامًا العواقب المحتملة لأشكال مختلفة من الضربات، والعواقب على سوق الطاقة العالمية والاقتصاد العالمي أيضًا."