الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بالذكاء الاصطناعي.. "البديل من أجل ألمانيا" يجذب الشباب

  • مشاركة :
post-title
يظهر طيارون ذوو شعر أشقر وعيون زرقاء يجسدون المفاهيم النازية عن النقاء العنصري "الآري"

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في فيديو أغنية "Remigration Hit"، وهي مقطوعة يمينية متطرفة، تتخيل ترحيل المهاجرين من ألمانيا بشكل جماعي، والذي تمت مشاركته على نطاق واسع، يظهر طيارين ومضيفات طيران ذوي شعر أشقر وعيون زرقاء، والذين يجسدون -على ما يبدو- المفاهيم النازية عن النقاء العنصري "الآري".

وبينما يرقص الآريون احتفالًا، يرحل الآخرون من ذوي البشرة الملونة في طائرات مزينة باللونين الأزرق والأحمر، وهما لونا شعار حزب "البديل من أجل ألمانيا (AfD)" اليميني المتطرف.

في مقطع الفيديو، الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي بواسطة الجناح الشبابي للحزب، يغني الكورس بإيقاع نابض: "الآن حان وقت الرحيل، سنقوم بترحيلكم جميعًا".

وقد صنفت وكالة الاستخبارات المحلية الألمانية منظمة شباب البديل لألمانيا، التي نشرت مقطع الفيديو الراقص، على أنها جماعة متطرفة منذ العام الماضي. لكن هذا لم يمنعهم -وغيرهم من الجماعات اليمينية المتطرفة- من نشر أيديولوجيتهم بين الشباب في ألمانيا بنجاح ملحوظ.

ويلفت تقرير للنسخة الأوروبية لصحيفة "بوليتيكو" إلى أن الحملات الإلكترونية، مثل هذا الفيديو، ساعدت في تطرف شريحة واسعة من الشباب في ألمانيا، ما جعل الأفكار اليمينية المتطرفة -التي كانت في السابق مهمشة في الخطاب السياسي الألماني- تكتسب شعبية متزايدة.

ومن الأمثلة الأخرى على هذه الوسائل لعبة فيديو على الإنترنت تتناول موضوع الترحيل، وتسمى "منقذ ألمانيا"، والتي تبدأ بصوت يسأل: "هل ما زال بإمكاننا إنقاذ ألمانيا؟".

إن لعبة "منقذ ألمانيا" التي استوحيت من لعبة الألغاز الشهيرة "كاندي كراش" تحث اللاعبين على إنقاذ البلاد من "الفوضى" و"الهجرة الجماعية"، من خلال ترتيب وضع صورة رمزية لرجل أسود على متن طائرة لترحيله. وهذه اللعبة بدورها مصممة من قبل منظمة الشباب التابعة للحزب الألماني اليميني المتطرف.

طائرات الترحيل باللونين الأزرق والأحمر
دعم شبابي

الشهر الماضي، في ثلاثة انتخابات محلية في شرق ألمانيا، شهد حزب "البديل من أجل ألمانيا" زيادة في الدعم بين الناخبين الشباب، حيث جاء في المرتبة الأولى في جميع الولايات الثلاث ضمن هذه التركيبة السكانية وحصل على ما بين 29% و38% من الأصوات بين الناخبين الأصغر سنًا، وفقًا لاستطلاعات الرأي.

وتشير "بوليتيكو" إلى أن ظاهرة انجذاب الشباب نحو اليمين المتطرف واضحة ليس فقط في شرق ألمانيا، بل وفي مختلف أنحاء البلاد وفي كثير من أنحاء أوروبا.

ففي الانتخابات الأوروبية في يونيو، ارتفعت حصة الشباب الذين صوتوا لصالح "البديل من أجل ألمانيا" بنحو 11 نقطة إلى 16%، وهو ما يتجاوز كثيرًا الدعم الذي حظي به حزب الخضر اليساري، الذي هيمن ذات يوم على هذه الفئة السكانية.

وفي فرنسا، حصل حزب التجمع الوطني، بزعامة مارين لوبان، على حوالي 30% من أصوات الشباب في الانتخابات الأوروبية؛ بزيادة قدرها 10 نقاط مقارنة بعام 2019.

وفي الانتخابات الوطنية النمساوية التي جرت يوم الأحد الماضي، جاء حزب "الحرية" اليميني المتطرف في المرتبة الأولى. ليس فقط بين عامة السكان، ولكن أيضًا بين الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و34 عامًا.

الفيديو تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي بواسطة الجناح الشبابي لحزب "البديل من أجل ألمانيا (AfD)"
محاكاة النجاح

قبيل الانتخابات الفيدرالية المقرر إجراؤها في ألمانيا بعد عام من الآن، يأمل "البديل من أجل ألمانيا"، الذي يحتل الآن المركز الثاني على المستوى الوطني في استطلاعات الرأي، في محاكاة نجاح حزب "الحرية" النمساوي في النمسا، وذلك -جزئيًا- من خلال الوصول إلى الشباب في ألمانيا.

تقول "بوليتيكو": في الانتخابات الفيدرالية الأخيرة التي جرت في ألمانيا في عام 2021، توافد الناخبون الشباب على "حزب الخضر" و"الحزب الديمقراطي الحر". لكن معالجة تغير المناخ، القضية الأساسية لحزب الخضر، تلاشت أهميتها بالنسبة للعديد من الناخبين الأصغر سنًا، في حين فقد الحزب الديمقراطي الحر الكثير من صورته كحزب يمثل الشباب والابتكار. بينما تحاول الجماعات اليمينية المتطرفة ملء هذا الفراغ، وتكتسب مهارات متزايدة في جذب الناخبين الأصغر سنًا عبر الإنترنت.

ووفقًا لدراسة أجراها باحثون من جامعة "بوتسدام"، كان حزب "البديل من أجل ألمانيا" أكثر نجاحًا بمرتين في الوصول إلى الناخبين لأول مرة على منصة "تيك توك"، في الفترة التي سبقت الانتخابات المحلية الثلاثة في ألمانيا في سبتمبر مقارنة بجميع الأحزاب الأخرى مجتمعة.

وقال رولاند فيرويبي، أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة: "إن الخطاب على وسائل التواصل الاجتماعي يهيمن عليه اليمين. لم يكن هذا هو الحال دائمًا، وهو نتيجة لسنوات من العمل لهذه الأحزاب والحركات السياسية، التي أنفقت الكثير من المال لتحقيق ذلك".

وأضاف: "لقد خلقوا في الأساس مجالًا إعلاميًا موازيًا بديلًا يستهدف الأفراد بدقة شديدة".