في تطورٍ يُلقي بظلاله على مستقبل الإمبراطورية الإعلامية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن سلسلة من الأحداث المثيرة للقلق داخل شركة ترامب للإعلام والتكنولوجيا، الشركة الأم لمنصة التواصل الاجتماعي "تروث سوشال"، إذ تتراوح هذه التطورات بين استقالة مفاجئة لمسؤول تنفيذي رفيع المستوى وخسائر مالية فادحة؛ ما يُثير تساؤلات جدية حول استدامة المشروع الطموح لترامب في عالم الإعلام الرقمي.
استقالة مفاجئة
وفقًا لما أوردته الصحيفة البريطانية، استقال أندرو نورثوول، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة ترامب للإعلام والتكنولوجيا، من منصبه في أواخر الشهر الماضي.
هذه الاستقالة المفاجئة، التي تم الكشف عنها في ملف تنظيمي مقدم إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، تركت الشركة في موقف حرج، حيث أعلنت عن نيتها "نقل مهامه داخليًا".
يُثير هذا التطور تساؤلات حول استقرار الإدارة العليا للشركة وقدرتها على الحفاظ على كوادرها القيادية في ظل التحديات التي تواجهها.
أزمة قانونية
في ضربة إضافية لشركة ترامب، كشفت الجارديان عن حكم قضائي صادر عن محكمة في ولاية ديلاوير يُلزم الشركة بتسليم ما يقرب من 800 ألف سهم لأحد مستثمريها، شركة Arc Global Investments II. هذا الحكم يأتي في إطار نزاع قانوني حول عدد الأسهم المستحقة لـArc بعد اندماج شركة ترامب مع شركة Digital World Acquisition Corp. هذه الخسارة القانونية تضيف عبئًا ماليًا جديدًا على كاهل الشركة التي تُعاني بالفعل من صعوبات مالية.
خسائر مالية فادحة
تكشف التقارير المالية المقدمة إلى الجهات التنظيمية عن صورة قاتمة للوضع المالي لشركة ترامب للإعلام، إذ تكبدت الشركة خسائر تقارب 58.2 مليون دولار في العام الماضي، مقابل إيرادات لم تتجاوز 4.1 مليون دولار فقط.
هذه الأرقام تثير مخاوف جدية حول قدرة الشركة على الاستمرار في تشغيل منصة "تروث سوشال"، وتحقيق الأهداف الطموحة التي وضعها ترامب عند إطلاقها كبديل لمنصات التواصل الاجتماعي التقليدية.
تقلبات سعر السهم
تشير الجارديان إلى أن أسهم شركة ترامب للإعلام شهدت تقلبات حادة في الأشهر الأخيرة، حيث وصفها بعض خبراء السوق بأنها "أسهم ميم".
هذا المصطلح يشير إلى الأسهم التي تكتسب شعبية كبيرة عبر الإنترنت وترتفع قيمتها بشكل يتجاوز ما تشير إليه التحليلات التقليدية، وفي أواخر الشهر الماضي، انخفض سعر سهم الشركة إلى أدنى مستوى له على الإطلاق، وذلك في أول يوم تداول كان فيه دونالد ترامب، أكبر مساهم في الشركة، حرًا في بيع حصته.
مستقبل غامض لـ"تروث سوشال"
مع هذه التحديات المتعددة، يبدو مستقبل منصة "تروث سوشال" غامضًا، إذ تم إنشاء هذه المنصة بعد حظر ترامب من إكس وفيسبوك في أعقاب أحداث اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021.
ورغم الضجة الإعلامية التي أحاطت بإطلاقها، إلا أن المنصة تواجه صعوبات في جذب المستخدمين وتحقيق الإيرادات اللازمة لاستمرارها، كما أن الحظر الذي كان مفروضًا على حسابات الرئيس الأمريكي السابق تم رفعه بصورة كبيرة في منصة إكس "تويتر" سابقًا، وخاصة بعد شرائها من قبل الملياردير والصديق المقرب له إيلون ماسك.