حدّد خبيران في الأسلحة، نوعية الصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل، مساء أمس الخميس.
وقدّر جيش الاحتلال أن إيران أطلقت 180 صاروخًا على إسرائيل، وأظهرت لقطات فيديو سقوط عدد كبير من الصواريخ على أو بالقرب من مقر الموساد في هرتسيليا شمالي تل أبيب وقاعدة نيفاتيم الجوية في صحراء النقب جنوب إسرائيل، وقاعدة تل نوف الجوية جنوب تل أبيب.
وذكر بيان للحرس الثوري الإيراني، نقلته قناة "برس تي في" الإيرانية الناطقة باللغة الإنجليزية، أن 90% من الصواريخ أصابت أهدافها بنجاح. لكن إسرائيل والولايات المتحدة قللتا من فاعلية الضربة، وقال الاحتلال إن الهجوم "فشل".
وقال خبيران في الأسلحة قاما بتحليل مقاطع فيديو تم التحقق منها على وسائل التواصل الاجتماعي من موقع الهجوم على إسرائيل لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، إن طهران استخدمت أنواعًا مختلفة من صاروخ "شهاب 3 " الباليستي في الهجوم على إسرائيل.
ونقلت الشبكة عن تريفور بول، وهو فني سابق في مجال المتفجرات بالجيش الأمريكي، إن الشظايا المتوافقة مع متغيرات شهاب 3 مثل (عماد أو غادر) يمكن التعرف عليها من الصور ومقاطع الفيديو للهجوم.
وفي أحد مقاطع الفيديو، ظهرت حطام صاروخ معزّز يحمل علامات مرئية لصاروخ "عماد"، بحسب "بول"، الذي أضاف أنه ربما تم استخدام نماذج مختلفة مثل صاروخ "خيبر شيكان" أو صاروخ فاتح، وهو أقل احتمالات.
وقال باتريك سينفت، منسق الأبحاث في مركز خدمات أبحاث التسلح (أريس)، إن صاروخ "شهاب 3 " هو الأساس لجميع الصواريخ الباليستية متوسطة المدى الإيرانية التي تعمل بالوقود السائل.
وأضاف خبير الأسلحة أنه "من المرجح أن يكون الصاروخ شهاب 3 مبنيًا على صاروخ كوري شمالي، ومن المحتمل أيضًا أنه مبني على صواريخ سكود المصممة في الاتحاد السوفيتي".
ولفت إلى أن "شهاب 3 هو أول صاروخ باليستي إيراني قادر على الوصول إلى إسرائيل".
وبحسب "بول" و"سينفت"، ظهرت بقايا صاروخ باليستي إيراني، بما في ذلك قسم التوجيه والرأس الحربي، في صور ومقاطع فيديو جمعتها "سي إن إن" في أحد مواقع التي استهدفها الهجوم الصاروخي الإيراني.
وقال "بول" إنه من الصعب تحديد النموذج الدقيق بسبب عدم وجود صور مرجعية. وأضاف "سينفت": "بشكل عام، لا تخلّف مثل هذه الصواريخ الباليستية متوسطة المدى وراءها الكثير من الشظايا التشخيصية إذا عملت كما هو مقصود".
كانت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء، ذكرت في وقت سابق أمس الثلاثاء، إن طهران استخدمت صاروخ "فاتح 1" الأسرع من الصوت لأول مرة خلال هجومها على إسرائيل.
ويعتبر "فاتح" أول صاروخ فرط صوتي يتم إنتاجه محليًا في إيران، وكشف الجيش الإيراني عنه، العام الماضي، قائلًا إن سرعته يمكن أن تصل إلى 15 ضعف سرعة الصوت، وذكر أنه قادر على "استهداف أنظمة الدفاع الصاروخي".
ويقول فابيان هينز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن الصاروخ فاتح-1 يبدو أنه يحمل رأسًا حربيًا على "مركبة إعادة دخول قابلة للمناورة"، ما يمكّنه من إجراء تعديلات لتجنب الدفاعات الصاروخية خلال جزء قصير من هبوطه على هدفه، موضحًا أن هذه القدرة من شأنها أن تشكل تحسنًا عن الصواريخ الإيرانية السابقة. لكن المحللين أبدوا تشككهم في أن إيران قد استخدمت الصاروخ الجديد لأول مرة ليلة أمس.
وقال "بول " فني المتفجرات بالجيش الأمريكي إن " صاروخ فاتح 1 واحد من أحدث صواريخ إيران الباليستية، ولديهم- يقصد الإيرانيين- الكثير ليخسروه من استخدامها".
وأضاف إن "إسرائيل سوف تكتسب فكرة عن قدراتها بمجرد استخدامها. وهناك أيضًا احتمال فشلها في أداء وظيفتها، وهو ما يعطي إسرائيل فكرة أعظم عن قدراتها. إنهم يحصلون على دعاية مجانية، ولا يخاطرون بأي شيء بالقول إن هذه الأسلحة استُخدمت".
وتمتلك طهران آلاف الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز بمدى متنوع، بحسب تقرير صدر عام 2021 عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، لكن الأرقام الدقيقة لكل نوع من الصواريخ غير معروفة. إلا أن الجنرال في القوات الجوية الأمريكية كينيث ماكنزي أبلغ الكونجرس في عام 2023 أن إيران تمتلك "أكثر من 3000" صاروخ باليستي، وفقًا لموقع "إيران ووتش".