أصبحت كلوديا شينباوم أول امرأة في تاريخ المكسيك تتقلد منصب رئيس البلاد، إذ تتولى صاحبة 62 عامًا، منصبها اليوم الثلاثاء، بشكل رسمي، ويتخلى الرئيس الشعبوي اليساري أندريس مانويل لوبيز أوبرادور من حزب مورينا عن الكرسي التنفيذي لزميلته في الحزب كلوديا شينباوم.
ودفع لوبيز أوبرادور إلى الأمام البرامج الاجتماعية، بما في ذلك المعاش الأساسي للمسنين، وارتفع الحد الأدنى للأجور في عهده إلى ما يعادل نحو 11 يورو يوميا.
وأصبحت المرشحة الحكومية اليسارية كلوديا شينباوم رئيسة للمكسيك، بعد أن حصلت على ما بين 58.3 و60.7% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، لتبدأ مهام الرئاسة بشكل رسمي في الأول من أكتوبر، وتستمر لمدة 6 سنوات، بحسب مجلة "دير شبيجل".
استكمال مسيرة اليسار
ومن المقرر أن تتولى شينباوم منصبها خلفًا للرئيس الشعبوي اليساري أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الذي قاد اليسار إلى السلطة بالمكسيك عام 2018 ولم يعد مسموحًا له بالترشح لولاية ثانية، وكانت استراتيجية "العناق بدلًا من الرصاص" هي استراتيجية أوبرادور لمكافحة جذور الجريمة المتصاعدة في المكسيك.
واستندت السيدة البالغة من العمر 61 عامًا إلى شعبية حليفها السياسي القديم، الرئيس المكسيكي اليساري المنتهية ولايته أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، وحزبهما مورينا.
عمدة "مكسيكو سيتي"
وأدارت كلوديا شينباوم، أهم مدينة في المكسيك لمدة 5 سنوات حتى استقالتها يونيو الماضي، للترشح للرئاسة، وهي أيضًا مؤلفة مشاركة لتقرير الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ الحائز على جائزة نوبل.
سياسة الحماية الاجتماعية
ويُنظر إليها على أنها استمرار لعهد أوبرادور، والذي عززت برامجه للرعاية الاجتماعية شعبية حزب مورينا، وكان لها تأثير إيجابي على حياة المكسيكيين الفقراء.
وتعهدت شينباوم بمواصلة سياسات سلفها، بما في ذلك معاشات التقاعد لجميع كبار السن، والمنح الدراسية لأكثر من 12 مليون طالب والأسمدة المجانية لأصحاب المزارع الصغيرة.
العنف في المكسيك
ويظل العنف هو النظام السائد في ثاني أكبر اقتصاد بأمريكا اللاتينية، إذ تُقتل نحو 10 نساء كل يوم في المكسيك.
وسيكون أحد التحديات الكبيرة التي تواجهها هو تغيير ثقافة الإفلات من العقاب في المكسيك، إذ لم يتم حل نحو 95% من جميع الجرائم في جميع أنحاء البلاد عام 2022، وفقًا لمركز أبحاث مكسيكو إيفالوا.
وبينما انخفض معدل جرائم القتل في المكسيك بين عامي 2019 و2022، توضح الأرقام أن البلاد لا تزال تعاني مستويات عالية تاريخيًا من جرائم القتل، تبلغ نحو 30 ألف جريمة كل عام، ويقول الخبراء إن العدد الحقيقي من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير.
تعزيز دور الشرطة
وأشارت كلوديا شينباوم، إلى خبرتها في التعامل مع هذه القضية كعمدة لمدينة مكسيكو سيتي، مستندة إلى نجاحها في تحسين ظروف عمل قوة الشرطة، وقدراتها على جمع المعلومات الاستخبارية، وفقًا لفريقها.
وخلقت أعمال العنف الهائلة في البلاد، والتي تضمنت مقتل العشرات من المرشحين السياسيين أو المتقدمين في العام الماضي، وتعزيز قبضة العصابات في المكسيك، حالة من القلق العام لدى الناخبين.
أكبر انتخابات بالمكسيك
وكانت انتخابات المكسيك، التي جرت يونيو الماضي، أكبر انتخابات في تاريخ البلاد، وتم تسجيل أكثر من 98 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم، ويحق لـ1.4 مليون مكسيكي التصويت في الخارج.
وبالإضافة إلى الرئاسة، يتنافس ما يقرب من 70 ألف مرشح على أكثر من 20 ألف منصب، منها مناصب أعضاء مجلس الشيوخ ورؤساء البلديات وحكام الولايات.